الاجتماع 93

علي المزيد

TT

أذهلني كبر رقم اجتماع وزراء المالية الخليجيين المنعقد في الرياض 5 مايو (أيار) الماضي، مجلس دول التعاون الخليجي أنشئ أوائل الثمانينات، أي أن عمره الآن ثلاثون سنة واجتماع وزراء المالية حمل رقم 93، أي أنهم يعقدون أكثر بقليل من ثلاث اجتماعات سنويا. السؤال المطروح هو: هل ما أنجزوه يقاس بحجم اجتماعاتهم؟! وهل ما أنجزوه يقاس في عدد فناجيل القهوة والشاي التي احتسوها؟! القادة الخليجيون ارتفع تفكيرهم من تعاون إلى اتحاد واللجان الفنية بطيئة ولم تواكب تسارع أفكار القادة. نحن أمام فرصة تاريخية يجب أن نستغلها كشعوب خليجية. فأولا: هناك رغبة دولية لتوحدنا فنحن نقترب من الثلاثين مليونا ولدينا أكبر مخزون للنفط ونحن أيضا 6 دول والغرب يرغب في أن يفاوضنا جماعيا لا دولا منفردة.

ثانيا: هناك رغبة من القادة في التوحد. ثالثا: هذه الرغبة تدغدغ صدور الشعوب، إذن فالفرصة تاريخيه يجب أن لا نفوتها سواء كنا قادة أو شعوبا. نعود لموضوعنا، رغم أن اجتماع اللجنة المالية حمل رقم 93 فإننا لم نر عملة موحدة ولم نر سوق أسهم موحدة وأسواق المال مفتوحة أمام الخليجيين جزئيا فيما عدا البحرين التي فتحت سوق أسهمها 100 بمعنى أن أي خليجي يستطيع شراء 100 من أسهم أي شركة بحرينية مطروحة أسهمها في سوق البحرين، تمنيت أن تحذو أسواق الخليج حذو البحرين.

المطلع على جدول اللجنة المالية يرى مواضيع هامة وأخرى غامضة، من المواضيع الهامة مناقشة الوزراء نتائج اجتماع اللجنة المالية والفنية المكلفة باستكمال الدراسات التفصيلية لمشروع سكة حديد دول مجلس التعاون.

ومن المواضيع الغامضة مناقشة التوصيات المرفوعة من وكلاء وزارات المالية والاقتصاد بدول مجلس التعاون في اجتماعهم التحضيري السابع والثلاثين المنعقد في شهر أبريل (نيسان) الماضي.

وقس على ذلك توصية محافظي البنوك المركزية والجمرك ولجنة سوق المال وغيرها. وكنت أتمنى أن تذكر هذه التوصيات للملأ، فالناس ليسوا سفهاء لتحجب عنهم المعلومات أم أن وزراء المالية خافوا من أن الإفصاح عن هذه المعلومات سيكون ضاغطا على اجتماعهم 94 أم أن لديهم عوائق لا نعلمها؟ فإن كان لديهم مثل هذه العوائق فليستغلوا قمة القادة التشاورية التي ستعقد في الرياض بعد غد الاثنين ويطرحوا هذه العوائق وأيضا يطلبون تذليلها. ودمتم.

* كاتب اقتصادي