تحدى عشرات الآلاف من السوريين أمس التفجيرين اللذين شهدتهما دمشق أول من أمس ليخرجوا في أكثر من 600 نقطة تظاهر في مختلف أنحاء البلاد، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وإدانة التفجيرات الإرهابية التي يرتكبها ورفض دعوات الحوار معه، في جمعة جديدة اختاروا أن تحمل اسم «فتح من الله ونصر قريب».
من جهتها جددت المعارضة اتهامها النظام السوري بتنفيذ تفجيري دمشق، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، بينما طالب «الجيش السوري الحر» الأمم المتحدة بتشكيل فريق من الخبراء الدوليين للتحقيق في التفجيرين. وخرجت أمس نحو خمسين مظاهرة في أحياء عدة من العاصمة دمشق، وقامت قوات الأمن بمواجهتها بالقوة، حيث أطلقت النار على المتظاهرين. كما استمرت محافظة إدلب في تصدر مشهد المظاهرات السلمية في البلاد.
إلى ذلك, أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «انفجارا قويا» استهدف مساء أمس مقرا لحزب البعث السوري (الحاكم) في مدينة حلب, فيما خيم الموقف من التفجيرين اللذين شهدتهما دمشق على لافتات المتظاهرين، الذين أجمعوا على اتهام النظام بافتعالهما. وفي الرستن رفع المتظاهرون مثلا شعبيا يختزل رؤيتهم للنظام «يقتل القتيل ويمشي في جنازته».
من جهتها اعتبرت مصادر الدبلوماسية الأوروبية أن البدائل عن خطة المبعوث الدولي كوفي أنان ليست كثيرة. وفي السياق نفسه، رأى الدبلوماسيون أن التدخل العسكري في سوريا مستبعد. وفي الوقت ذاته أشارت مصادر في بروكسل، أمس، إلى أن الاتحاد الأوروبي يعد عقوبات جديدة ضد النظام السوري, وفي غضون ذلك أكدت سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أن مبادرة أنان إذا نفذت بالكامل فإنها قد تنهي العنف وتسفر عن انتقال إلى حكومة من دون الأسد.