عملية شاقة لانتشال ضحايا الطائرة المنكوبة في أدغال إندونيسيا

وعورة المكان تتطلب نقل الجثث بحبال والسير بها طويلا على الأقدام

سكان يشاهدون طائرة هليكوبتر للإنقاذ قبل إقلاعها باتجاه موقع حادث تحطم الطائرة في إندونيسيا أمس (إ.ب.أ)
TT

بدأت عمليات شاقة، أمس، في منطقة وعرة مكسوة بالأدغال لإجلاء جثث الركاب الخمسين من حطام طائرة سوخوي التي سقطت الأربعاء الماضي في إندونيسيا، فيما لا يزال الغموض مخيما على ظروف الحادث. وانطلق 225 مسعفا فجر أمس من سيجيروك باتجاه موقع الحادث الذي يبعد نحو 8 كيلومترات، داخل غابة استوائية كثيفة على سفح بركان.

وكان فريق أولي بلغ الموقع عصر الأربعاء ولم يعثر على أي ناجين بين جثث ركاب الطائرة التي تحطمت بعد ظهر الأربعاء أثناء طلعة تجريبية تهدف إلى عرض إمكاناتها في سياق حملة ترويج دولية، غير أنه لم يتمكن من مباشرة عمليات الإجلاء بسبب هبوط الليل.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها، أمس، عن الكولونيل انتون موكتي بوترانتو قائد العمليات في سيجيروك الواقعة عند سفح جبل سالاك، البركان الهامد الذي يبلغ ارتفاعه 2211 مترا ويقع على مسافة نحو 80 كلم من جاكرتا، قوله: «من المفترض أن نباشر عمليات الإجلاء اليوم (أمس). الطائرة تحطمت على سفح الجبل وانزلقت 250 مترا إلى ارتفاع يقارب 1800 متر. السفح وعر جدا».

ويأمل المسعفون في انتشال الجثث بواسطة حبال على أن تنقل سيرا على الأقدام إلى أقرب طريق لنقلها بعدها بواسطة مروحيات إلى جاكرتا. وأوضحت فرق الإنقاذ أنه في حال سمحت الظروف الجوية بذلك، سيكون بإمكان مروحيات رفع الجثث مباشرة من موقع حطام الطائرة.

وكانت الطائرة سوخوي من طراز «سوبرجت 100» تنقل 45 إلى 50 راكبا بحسب المصادر، جميعهم من الإندونيسيين باستثناء 8 روس وفرنسي وأميركي. وقال الكولونيل بوترانتو: «إذا سمح لنا المناخ، نأمل إنهاء العملية خلال يومين أو ثلاثة».

وفي هذه الأثناء، ازدادت التساؤلات حول ظروف الحادث وعلى الأخص الأسباب التي دفعت الطيار إلى الهبوط بشكل سريع بالطائرة من ارتفاع 3000 متر إلى 1800 متر في منطقة جبلية وعرة كهذه. وتساءل جيري سوجاتمان الطيار العضو في منظمة اندوفلاير الإندونيسية للهواة: «ارتفاع جبل سالاك يزيد على 2000 متر، فكيف يعطى لهم الإذن بالانخفاض إلى علو 1800 متر؟». وكتب على مدونته الإلكترونية أن المنطقة التي كانت الطائرة تحلق فوقها «خطيرة»، وغالبا ما تهب فيها «رياح غريبة للغاية».

وتم فتح تحقيق جنائي في موسكو لمعرفة ما إذا تم انتهاك قواعد السلامة، وأمر الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو بإجراء «تحقيق معمق» حول ملابسات الحادث. وتوجه الرئيس صباح أمس إلى مطار حاليم، شرق جاكرتا، حيث كانت عائلات الركاب وأصدقاؤهم ينتظرون وصول الجثث. وقال بعدما تكلم إلى الأقرباء الذين لزموا الصمت وسط أجواء من القلق والحزن: «تحدثت مساء (أول من أمس) إلى الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) واتفقنا على العمل معا للتحقيق في ملابسات الحادث».