دليلك إلى أشهر المشروبات الهندية المنعشة

الصيف على الأبواب ولهيبه اقترب

TT

يحل فصل الصيف في الهند، تلك الفترة من العام التي تظهر فيها المشروبات الباردة والمنعشة التقليدية، على الرغم من غزو المشروبات الغازية، بشكل كبير المنازل والأكشاك الواقعة على جانبي الطريق.

ثمة مذهبان فكريان في ما يتعلق بالمشروبات الصيفية. يقدم الغرب أنواعا جاهزة من الأطعمة والمشروبات المثلجة، أهمها الآيس كريم ومشروبات «الصودا» أو المشروبات المخفوقة والعصائر المثلجة. أما الشرق، فهو أكثر تعقيدا، إذ يمتاز بمشروباته الصيفية التي تعد من مواد عشبية خاصة ذات خصائص علاجية وترطيبية.

وفقا لنظام الطب الهندي التقليدي «أيورفيدا»، يعتبر الصيف هو فصل زيادة عنصر البيتا (الصفراء)، وهو العنصر الناري المسؤول عن التحكم في عملية التمثيل الغذائي والتغيرات التي تحدث في الجسم، بما في ذلك الهضم.

إن الأطعمة والمشروبات المثلجة تعطل عمل الجهاز الهضمي. يمكن مقارنة «أغني» أو النار الهضمية بجذوع الأشجار المحترقة. فإذا ما صببنا ماء باردا على تلك الجذوع، تنطفئ النار.

ينطبق الأمر نفسه على عملية الهضم. فإذا ما هضمنا الأطعمة والمشروبات المثلجة، تصبح نيراننا الهضمية أضعف. يبدأ الجسم في بذل جهد أكبر في هضم وامتصاص العناصر الغذائية.

أتى الشربات، الذي يعود أصله إلى المنطقة الفارسية، إلى الهند عبر الحكام المغول، ومن ثم يرجعون نسبهم وأسماءهم إلى جزيرة العرب وتركيا. يتكون الشربات، الذي غالبا ما يطلق عليه «شراب الملوك»، من مجموعة فواكه مختلفة وأزهار وأعشاب تنقع في شراب محلى. ويتم تخفيف الشراب المحلى بالماء ويقدم مع الثلج. بعض أنواع الشربات لا يتم تخفيفها بالماء، فمثلا، شربات الورد المعروف باسم «فالودا» يخفف بالحليب المكثف. أحيانا ما يستخدم الشربات كإضافة تصب على الحلويات. في العصور القديمة، كان يتم غلي عصير قصب السكر وتخفيفه لإعداد شراب القصب. وكانت تتم إضافة خلاصة الأزهار أو الفواكه (المعروفة بالعرق) أو الأعشاب إلى شراب القصب. كان الاختيار الشائع لخلاصة الأزهار في ذلك الوقت ممثلا في الورود ونبات الزعفران وعشب «فيتيفر غراس»، إضافة إلى الكاذي.

ووفقا لبابرنامة، يعتبر بابور هو أول إمبراطور مغولي أدخل الشربات في الهند. تشير الوثيقة التاريخية إلى أن شربات «جولابموست» أو شربات الورد كان الشراب المفضل لبابور. ويطلق على النسخة الحديثة منه اسم شربات «روهافزا»، وهو يشتمل على شربات الورد والكاذي.

يرى كثيرون أن الشربات ظهر في العالم الإسلامي بسبب تحفظه الديني ضد تناول المشروبات الكحولية. وأيا كانت الأسباب؛ فإن هذا المشروب مناسب جدا ولذيذ.