فرنسا تمنح الإقامة لوالد الطفل البنغالي فهيم.. بطلها في الشطرنج

السياسيون يتحركون بعد الفضيحة الإعلامية التي فجرها مدربه

«الطفل المعجزة» الذي أتقن اللغة الفرنسية في 4 أشهر
TT

عمره 11 عاما وقد جاء من بنغلاديش مع أبيه منذ 4 سنوات، وعاش مشردا بين مراكز اللجوء والخيام المنصوبة في الريح والبرد بعد أن رفضت باريس منحهما حق اللجوء، ومع ذلك تمكن فهيم علام من الفوز ببطولة فرنسا في الشطرنج والتفوق على محترفين من كل الأعمار («الشرق الأوسط» عدد 30 أبريل/ نيسان الماضي) وبقي عليه أن يمثل بلد النور في البطولة الأوروبية لولا أنه عاجز عن السفر بسبب ضيق ذات اليد وافتقاده لجواز نافد. وبفضل انتقال قضيته إلى وسائل الإعلام استدعت السلطات، الجمعة الماضية، والد فهيم ومنحته رخصة إقامة وعمل مؤقتة لثلاثة أشهر، تمهيدا لتسوية وضعه ووضع طفله.

«الطفل المعجزة» الذي أتقن اللغة الفرنسية في غضون 4 أشهر حل، أول من أمس، ضيفا على أشهر برنامج تلفزيوني يقدمه النجم تييري آرديسون من القناة الخاصة «كانال بلوس». وقد أثار فهيم دهشة المشاركين في البرنامج وبينهم السياسي هنري غينو، مستشار الرئيس السابق ساركوزي وكاتب خطاباته، خصوصا وهو يرد على الأسئلة باختصار بليغ وبفرنسية يتكلمها من دون لكنة، مثل الأولاد المولودين في فرنسا، ويشرح كيف تم تهديد أبيه بقتل «ولده الذي يلعب الشطرنج» بسبب نزاعات فئوية محلية. كما أثار فهيم الكثير من التعاطف حين قال إنه فرح بالإقامة لأنها ستتيح له تجديد جواز السفر وزيارة والدته التي لم يرها منذ مجيئه إلى فرنسا، قبل سنوات، ولم ير شقيقه وشقيقته اللذين ظلا معها.

أما مدربه كزافييه بارمونتييه فقال إن استمرار فهيم في المنافسات تم بفضل شبكة من التضامن شكلها حوله عدد من هواة الشطرنج الذين جمعوا له بعض الإعانات المالية، كما استضافوه للنوم في بيوتهم حين كان مشردا مع أبيه ولا يجد مأوى. وقاد المدرب حملة في وسائل الإعلام للفت الأنظار إلى مشكلة الطفل البنغلاديشي الذي فاز ببطولة الشطرنج لكنه غير قادر على تمثيل فرنسا في الخارج بسبب وضعه غير القانوني. كما تدخل لوران كاتالا، عمدة ضاحية كريتاي، جنوب شرقي باريس، لتوفير السكن والعمل لنور علام، والد فهيم.

يذكر أن نور هو أول من علم ابنه الشطرنج منذ أن كان في الثانية من العمر، وهي الهواية التي أنقذت الطفل من الضياع والتسول. أما المدرب الفرنسي فقد انتبه إلى موهبته أثناء اختبار تقدم له في أحد الأندية مع عشرات غيره من كل الأعمار، وتعهده برعايته. ومن المشاهد التي لا تنسى رؤية فهيم جالسا إلى طاولة اللعب لينازل مدربه الفرنسي الضخم الجثة، وقامته النحيلة تكاد تختفي وراء حافة الطاولة ولا يظهر منه سوى رأسه وأنامله التي تزيح بيادق الخصم.