مقتل 30 سوريا مع دخول هدنة أنان شهرها الثاني

«لجان التنسيق»: انسحاب المراقبين من القصير بعد تعرض سيارتهم لإطلاق نار من حاجزين تابعين للنظام

طفل سوري يمر باكيا بجوار سيارات تبدو عليها آثار شظايا القصف الذي تعرضت له بلدة باب تدمر في حمص أمس (أ.ف.ب)
TT

لم يحل انتشار 189 مراقبا عسكريا غير مسلحين في مناطق عدة من سوريا أمس، دون سقوط عدد من القتلى، بالتزامن مع دخول هدنة وقف إطلاق النار، التي نصت عليها خطة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان، شهرها الثاني.

ودخل وقف إطلاق النار في سوريا بإشراف الأمم المتحدة شهره الثاني أمس الأحد مترافقا مع خروقات واسعة أدت إلى سقوط 30 قتيلا على الأقل توزعوا على مناطق عدة من البلاد.

والقتلى الـ30 هم: 22 مدنيا، وستة جنود نظاميين، وضابط منشق، ومسؤول عن مسلحين في دوما بريف دمشق، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ولم يسلم وفد المراقبين، الذي جال أمس في مدينة السفيرة في حلب وحي الجورة في دير الزور، من إطلاق النار بمدينة القصير في حمص، حيث أفادت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا عن «انسحاب المراقبين الدوليين من المدينة دون لقاء أي من الأهالي بعد تعرض سيارتهم لإطلاق النار من حاجزي الكنيسة والبلدية التابعين لقوات النظام». وهزت انفجارات ضخمة مدينة القصير، التي شهدت تحركا للدبابات داخلها، وذكرت «لجان التنسيق» أن ستة جرحى سقطوا على يد قوات الأمن، بينهم طفل في حالة خطرة.

وكان المدير الإداري لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا ميلان ترويانوفيتش أعلن أمس أن طائرة شحن وصلت إلى مطار دمشق، وعلى متنها ست سيارات مصفحة مخصصة لبعثة المراقبين، على أن تصل طائرتان في وقت لاحق تحملان عددا آخر من السيارات المصفحة. في حين قال حسن سقلاوي، المسؤول في بعثة المراقبين الدوليين، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن عدد أعضاء البعثة بلغ حتى أمس 243 شخصا، هم 189 مراقبا عسكريا و54 مدنيا، ويتوزعون على عدد من المدن السورية بينها إدلب وحلب وحمص وحماه ودرعا.. وذلك من أصل 300 مراقب سيكتمل إرسالهم قبل نهاية الشهر الحالي، بحسب الأمم المتحدة.

في موازاة ذلك، تابعت قوات الأمن السورية عملياتها العسكرية في عدد من المناطق السورية، تحديدا في ريف دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنا قتل بعد منتصف ليل السبت إثر إصابته برصاص قناصة في دوما، مشيرا إلى مقتل المدعو أبو عدي وهو قائد «كتيبة العبادة» التي تواجه القوات النظامية منذ أشهر خلال اشتباكات في منطقة العب. وكانت قوات الأمن السورية عاودت أمس اقتحام أحياء في مدينة دوما بالدبابات، فيما ذكرت «لجان التنسيق» أن «جيش النظام قصف منطقة الشيفونية المجاورة للمدينة بالدبابات، وترافق القصف مع انفجارات وإطلاق النار من أسلحة ثقيلة».

وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن «تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة الزبداني، بالتزامن مع انتشار كثيف لقوات الأمن». وتعرضت مدينة الضمير لإطلاق نار طال الحي الغربي منها، كما أكد ناشطون «سقوط عدد من الجرحى في إطلاق نار كثيف أثناء تشييع أحد القتلى في المدينة»، وأشاروا إلى «انتشار تعزيزات أمنية في الجبل الشرقي، بين قلعة الكرسي في مضايا وحرش بثين، إضافة إلى توجه تعزيزات باتجاه حرش بلودان».

وفي حين شهدت مدينة حرستا حملة اعتقالات واسعة في أحياء عدة منها، مع دخول تعزيزات أمنية وعسكرية إليها، أفاد ناشطون عن إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على مشيعي ضحايا تفجيرات القزاز في قبر عاتكة في دمشق. كما شنت حملة مداهمات بعد تشييع قتيل في حي السيدة زينب. وفي حي الجحر الأسود، خرجت مظاهرة طلابية تضامنا مع المدن المنكوبة، طالبت بدعم «الجيش الحر».

وفي حمص، شنت قوات الأمن السورية حملة اعتقالات في حي الربيع العربي، بالتزامن مع تعرض مدينة تلبيسة لقصف مدفعي، رافقه إطلاق نار، وأفيد عن مقتل شخصين برصاص قناص.

وفي حماه، تعرضت بلدة حيالين لقصف شديد من الجهة الغربية والشرقية. وفي مورك خرجت مظاهرة تنديدا بقصف قوات الأمن المدينة، في حين أشارت «لجان التنسيق» إلى أن بلدة تمانعة الغاب شهدت توترا متصاعدا مع إطلاق نار على مظاهرة خرجت فيها يوم الجمعة، تلاه اقتحامات متتالية أدت إلى نزوح عدد من الأهالي إلى مناطق أكثر أمنا. وقالت إن سبعة أشخاص قتلوا على الأقل بينهم أربع نساء، بعد اقتحام البلدة أمس من قبل عناصر الشبيحة من قرية العزيزية بحماية أمنية، وقيامهم بحرق وتخريب عدد كبير من المنازل والممتلكات الخاصة.

وفي حلب، قال معارضون إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في حي صلاح الدين، بعد خروجهم تضامنا مع المدن المنكوبة. وقتل شخص واحد وأصيب سبعة آخرون في حي الحمدانية، بعد إطلاق قوات الأمن الرصاص عليهم إثر مداهمتها مكتبا لنقل الإسمنت وسرقة محتوياته، وفق «لجان التنسيق».

أما في دير الزور، فقد تعرض حي العين في مدينة القورية لحملة مداهمات واعتقالات، إضافة إلى اقتحام وتدمير مزرعة تعود ملكيتها لمواطن كويتي الجنسية. وشهد حي الجورة انتشارا أمنيا كثيفا تزامنا مع وصول لجنة المراقبين إلى فندق «السعيد».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ضابط منشق برتبة ملازم من منطقة الشحيل إثر كمين نصب له واشتباكات في منطقة الحوايج بريف دير الزور. كما اعتقلت قوات الأمن ثلاثة مواطنين في قرية موحسن.