إصابة 7 فلسطينيين في تصعيد عسكري إسرائيلي مفاجئ في شمال غزة

وسط أنباء غير مؤكدة عن مقتل وجرح عدد من الجنود في كمين على حدود القطاع

TT

في تصعيد عسكري مفاجئ، بعد مرحلة من الهدوء التام، توترت الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة صباح أمس بشكل كبير، في ظل أنباء تتحدث عن نجاح المقاومة الفلسطينية في نصب كمين مسلح لدورية إسرائيلية أسفر عن مقتل وجرح عدد من الضباط والجنود. وفوجئ المزارعون الفلسطينيون الذين يفلحون أراضيهم في محيط بلدة بيت لاهيا، أقصى شمال غربي القطاع بالدبابات الإسرائيلية المتمركزة غرب معبر إيرز بشكل مفاجئ بفتح نيرانها صوب تخوم بيت لاهيا، مما أسفر عن إصابة سبعة، اثنان منهم في حالة الخطر الشديد.

وذكرت بعض وسائل إعلام فلسطينية أن هذا التطور جاء في أعقاب عملية نفذتها المقاومة على الخط الحدودي صباح أمس وأسفرت عن مقتل وجرح عدد من الجنود، ولم يصدر عن إسرائيل أو أي من فصائل المقاومة ما يؤكد أو ينفي وقوع مثل هذه العملية حتى الآن.

ووصفت حركة حماس التصعيد الإسرائيلي بالخطير و«يعبر عن حالة الارتباك التي يعاني منها الاحتلال الصهيوني نتيجة الإنجاز الكبير الذي تحقق بتشكيل أكبر حالة إسناد وتضامن فلسطيني دولي لإنهاء معاناة الأسرى في سجون الاحتلال ومحاولة لإزاحة أزماته الداخلية تجاه غزة والشعب الفلسطيني وهذا ما دأب عليه العدو الصهيوني». واعتبر الناطق بلسان الحركة فوزي برهوم في تصريح هذا التطور «خرقا واضحا لاتفاق التهدئة الذي رعته مصر منتصف مارس (آذار) الماضي». وطالب برهوم مصر وجامعة الدول العربية بالعمل الفوري للجم الاحتلال ووقف تصعيده وإلزامه بكل بنود اتفاق التهدئة والعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام إن التصعيد الإسرائيلي: «يبرهن مجددا على أن الاحتلال لا يحترم تعهداته، ولا يريد خيرا للشعب الفلسطيني». ورجح عزام أن يكون انتصار الأسرى في إضرابهم أحد الدوافع للتصعيد في قطاع غزة، متوقعا أن يكون التصعيد محدودا، وذلك حسب المعطيات على الأرض.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي اتخذ مؤخرا عددا من الخطوات لمواجهة احتمال قيام المقاومة الفلسطينية باختطاف أحد جنوده، ولتقليص قدرتها على تنفيذ عملية تسلل عبر الجدار الحدودي. فأقدم على حفر نفق على طول الحدود مع قطاع غزة تتحرك فيه العربات العسكرية التي تنقل الجنود في منطقة محيط القطاع، وذلك لتقليص قدرة المقاومة على إمكانية استهدافها.

وفي ذات السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إنتاج فيلم مصور وتوزيعه على معسكرات الجيش لتحذير الجنود من القيام بأي سلوك يمكن أن يساعد المقاومة الفلسطينية على اختطاف الجنود، لا سيما الموافقة على الركوب في سيارات خاصة تعرض على الجندي نقله إلى مقر سكنه أو قاعدته العسكرية.

إلى ذلك، حذر أيدو نيهوشتان، القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي، من أن التفوق الجوي لإسرائيل يتعرض للتقويض على نحو متزايد، بسبب انتشار أنظمة الصواريخ سطح جو المعقدة في قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وسوريا ولبنان. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة «جيروسالم بوست» الناطقة باللغة الإنجليزية ونشرتها في عددها أمس، قال نيهوشتان إن سلاح الجو الإسرائيلي مطالب بالاستعداد للعمل في المناطق التي تشكل تهديدا لتفوقه، مشددا على ضرورة جمع المعلومات الاستخباراتية ودراسة التهديدات أولا للتوصل إلى أفضل الطرق لتنفيذ المهام.