«سندنا» شبكة سعودية للإغاثة والبحث عن المفقودين والمسروقات

إطلاق النسخة التجريبية للموقع واستقبال الحالات عبر الهواتف الذكية

TT

في الوقت الذي تشكّل فيه الشبكات الاجتماعية مرتعا للتواصل الجماعي بين فئات مختلفة من المجتمع السعودي، اتخذ «تويتر» مكانته كوسيلة إنقاذ فاعلة، نتيجة تفاعل المستخدمين بتحديث التغريدات التي تنقل أحداثا وكوارث عدة، كانت قد عصفت في وقت مضى بمدن سعودية، كإرشاد المتضررين من سيول مدينة جدة، وفقدان الأشخاص والعثور عليهم بعد البحث في وقت قياسي.

«سندنا» أول شبكة اجتماعية سعودية تسخر التقنية الحديثة لخدمة المجتمع، ويلخّص عملها التطوّعي في تنظيم حملات الإنقاذ والإغاثة، عن طريق شبكة خاصة مستفيدة من الشبكات الاجتماعية كـ«فيس بوك» و«تويتر» وتنسيق عمل المجموعات التطوّعية بالاستناد على وقائع ومعلومات موثقة من أصحابها، ومرتبطة بشكل مباشر بالخرائط الحية، ليتعاون المتطوّعون مع المتضررين في تسهيل تقديم البلاغات عن المفقودات والحالات الطبية الطارئة باستخدام الأجهزة الذكية كالآيفون والآيباد والأندرويد.

وتم عرض الفيديو التعريفي لموقع «سندنا» لأول مرة في إحدى الندوات الثقافية في مهرجان الجنادرية الماضي، ليتم افتتاح الموقع بنسخة التجريبية «بيتا» في الثاني والعشرين من شهر فبراير (شباط) المنصرم، عُرض فيه طريقة عمل الشبكة بأمثلة تجريبية للحالات الطبية التي تحتاج لتبرع بالدم، وحالات إغاثية لمفقودين، وسرقات لمركبات، حيث يتمكّن المستخدم من أخذ فكرة كافية وواضحة لعمل الموقع قبل انطلاقه رسميا لاستقبال الحالات.

وسيتم غدا الأحد 20 مايو (أيار) إطلاق تطبيق «سندنا» بشكل رسمي للأجهزة الذكية عبر جهاز الآيفون ابتداء، لأخذ البيانات كاملة عن الحالة المتضررة، بالإضافة إلى تحديد موقع الحالة عن طريق الأقمار الصناعية على خرائط يوفّرها التطبيق وتتحدث تلقائيا في ملفّ الحالة.

نجيب الزامل عضو مجلس الشورى السعودي، من المساندين لموقع «سندنا»، دافع في حديثه مع «الشرق الأوسط»، عن أحقية مؤازرة القائمين العمل التطوّعي بقوله «لا أؤمن بكلمة دعم، وأتمنى أن تزال من قاموسنا، نحن نساند العمل التطوّعي، فالخير لا يقدم إلا لمثله أو لمن يظّن فيك خيرا». ويشير الزامل إلى أن المتطوّع الحقيقي برأيه شجاع كونه يلحّ ويطالب الآخرين بعمل الخير، ولا يطالب بدعم لأجل الفائدة أو الربح.

أحد أكبر التحديات التي تواجه المؤسسين، ربط أذهان الناس بشبكة «سندنا»، كموقع مختصّ بالعمل الإغاثي، بدلا من عشوائية التحدث عن الحالات على شبكتي «فيس بوك» و«تويتر»، الأمر الذي قد يشكل عائقا في بداية انطلاق الموقع، ولكن القائمين على الموقع يعتقدون أن هذا أمر طبيعي في أي مشروع. هذا وقد فتحت الشبكة المجال لانضمام المتطوّعين لها في عدة مجالات كسند الإعلام، وسند التقنية، وسند الصحّة، وسند الميدان.

ويعتمد عمل الموقع على إنشاء ملف شخصي، يجعل الشخص مشرفا عن الحالة التي يقدم معلوماتها ويكون مسؤولا عنها بشكل كامل. وتغطّي شبكة «سندنا» احتياج كل المدن السعودية في الحالات الطارئة بفضل تسخير التقنية الحديثة والتواصل الاجتماعي وصهره في بوتقة العمل التطوعي الخيري.

ويطمح المسؤولون عن «سندنا» إلى دعم الجهات الحكومية والشركات المهتمة بخدمة المجتمع من واقع برامج المسؤولية الاجتماعية.