مكة المكرمة تتجه نحو أكثر المدن العالمية في تناغم التصاميم الفندقية والعمرانية

البار لـ «الشرق الأوسط»: النهضة التنموية ستخلق بعدا هندسيا متفردا

TT

كشف الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط» أن مكة تتجه نحو أكثر المدن السعودية والعربية تطويرا وتخطيطا، وأنها تسير وفق مخطط شمولي يجعل التنمية والجودة هدفين رئيسيين للمضي قدما نحو العالم الأول.

واعتبر البار أن الخطة التي تسير عليها العاصمة المقدسة تمضي وفق رؤية مشتركة وتحت إشراف الهيئة العامة لتطوير العاصمة المقدسة والمشاعر، وأنها ستشكل أنموذجا عالميا يحتذى به في روعة التصاميم الفندقية والعمرانية.

من جانبه قال طارق علي فدعق، خبير التصاميم البيئية، في دراسة قدمها عن النسيج العمراني لمكة بأن مكة تقع في مناطق لا تشقها الأنهار، ولا تقع على ممرات مائية عالمية، ولا على مراكز تحكم جغرافية، كما هي الحال لمعظم المراكز العمرانية التاريخية، مضيفا أن أم القرى تتميز بكونها واديا غير ذي زرع، ذا مياه قليلة، وبيئة طبيعية صعبة. وقد تأثرت المنطقة بهذه الخصائص فكان نموها متأثرا بمكان ومكانة المسجد الحرام فتمركزت جميع الأنشطة البشرية حوله منذ القدم، وقد ساهمت التضاريس باحتواء النمو العمراني الذي لم يخرج عن إطار وادي إبراهيم - عليه السلام - عبر مئات السنين.

وذكر فدعق: «فيما يتعلق بالنواحي الجغرافية البشرية نجد أن مكة المكرمة قد واجهت - وما زالت تواجه - نموا بشريا هائلا ينعكس في أعداد السكان المتزايدة بنسب مرتفعة تصل إلى أكثر من 7% سنويا في بعض الفترات، وقد أدت التطورات في مجال النقل، والاستثمارات في بنيته التحتية في المملكة العربية السعودية خلال الخمسين عاما الماضية إلى انخفاض ملحوظ في تكاليف وعناء النقل للوصول إلى مكة المكرمة من أي مكان في العالم».

وأشار أستاذ التصاميم البيئية إلى أن ذلك أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الحجاج والمعتمرين والزوار على مدار السنة، عدا عن التأمل في نسبة السعوديين إلى غير السعوديين، وهذه إحصائية مهمة حيث إن احتمال نسبة الهجرة لهذه الفئة أعلى، مما يضعف القدرة على إيجاد درجة عالية من الدقة في التنبؤ بمستقبل المدينة السكاني، وقد تم تقدير التعداد السكاني لمكة المكرمة من عدة جهات عبر السنين، وبالتالي يجب مراعاة درجة الدقة في قراءة الإحصائيات.

وفي حديث متصل، أفاد فواز عسيري، خبير المنطقة المركزية، أن المشاريع الاستراتيجية نحو الأخذ بمكة نحو مصاف المدن المتقدمة ومنها الإسكان الموسمي والدائم وهي منطقة النطاق العمراني الأخير المتاخم للطريق الدائري الأول والمخصص للإسكان الموسمي، وقد قطعت الهيئة شوطا كبيرا في وضع هذه الخطط موضع التنفيذ بالتنسيق مع مطور المشروع، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم لتطوير منطقة شمال الحرم مع شركة «الشامية للتطوير العمراني» لإنهاء المراحل المختلفة من الدراسات الفنية والمالية ووضع آلية التنفيذ التي ستقوم بها الشركة نحو وضع تصور متكامل لتطوير منطقة شمال الحرم المكي الشريف.

وأفاد خبير المنطقة المركزية بأن مكة تمر بتحولات إسكانية جديدة وتعتبر مدينة حديثة على المدن المخططة هندسيا، بحيث تعاني مشاكل عشوائيات جاري العمل على إزالتها، محذرا في السياق ذاته من خطورة ترك مخططات مجمدة في مدينة كمكة المكرمة؛ لأنها مدينة تسورها الجبال من جهاتها الأربع ولا اجتهاد في ترك المخططات دون ضخ عمليات الشراء لها لفك الاختناقات السكانية.

وأوضح متخصصون في مجال الفندقة والسياحة، أن مكة المكرمة تقود مدن العالم من حيث التوسع الفندقي، حيث يرتفع عدد الفنادق بما يعادل 15% سنويا. وقدر خبراء عالميون أن العاصمة المقدسة ستكسر حاجز 1200 فندق بحلول عام 2020.

وبحسب المراقبين فإن الصناعة الفندقية في العاصمة المقدسة تعترضها أزمة حقيقية في صنع تصور كامل لما ينبغي أن يكون عليه حال الفندقة والسياحة وفق منظومة وروزنامة ممنهجة، خاصة أنها تتعامل مع مساحات ضيقة وسبقها تصنيف لم تعد تحديات الفندقة العالمية تتسق معه.