1000مركب تجوب التيمز احتفالا بمرور 60 عاما على اعتلاء إليزابيث الثانية العرش البريطاني

مئات الآلاف اصطفوا لتحيتها.. وحركة السير تتوقف في7 من أصل 14 جسرا فوق النهر

TT

استقلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية أمس الأحد مركبا ملكيا على نهر التيمس على رأس عرض مائي ضخم يندرج في إطار الاحتفالات بيوبيلها الماسي، ويعتبر من الأكبر في تاريخ لندن. ويشكل العرض الذي يشارك فيه أكثر من ألف مركب من كل الأحجام والأشكال ذروة الاحتفالات بمناسبة مرور ستين عاما على اعتلاء الملكة البالغة 86 عاما العرش، التي انطلقت السبت.

ويتقدم المسيرة النهرية قارب «سبيريت أوف تشارتويل» الملكي المذهب، مزينا بعشرة آلاف زهرة، ويحمل هذا القارب الملكة وزوجها الأمير فيليب وحفيديها الأمير هاري والأمير ويليام وزوجته كيت.

ويضم الأسطول، وهو العرض النهري الأكثر بهاء الذي تشهده لندن منذ 350 عاما، عددا من القوارب التاريخية.

ويطرح الحدث تحديا كبيرا للأجهزة الأمنية، إذ تابعه أكثر من مليون شخص على ضفتي التيمس، وهو أول عرض بهذا الحجم يشهده النهر اللندني منذ عام 1662. وقضى كثيرون ليلتهم على ضفة النهر بينما تدفق آخرون إليه صباح اليوم حاملين معهم الكراسي ومعاطف المطر والمظلات.

كما بدأت أمس الاحتفالات في الشوارع ونظم أكثر من 9500 حفلة من هذا النوع في جميع المدن البريطانية، على الرغم من هطول الأمطار الأحد.

وكانت الاحتفالات بيوبيل الملكة الماسي، التي تستمر أربعة أيام، انطلقت السبت مع حضور الملكة الشغوفة بالفروسية سباق دربي ابسوم الشهير، حيث استقبلت بحفاوة من قبل الحضور الذي لوح بالأعلام البريطانية. وقادت كاثرين جينكينز مغنية الأوبرا البريطانية حشدا يردد النشيد الوطني استقبالا للملكة وزوجها الأمير فيليب، في تعبير عن مزاج وطني اجتاح البلاد في وقت تسجل فيه الملكة حدثا تاريخيا نادرا.

وقال المتسابق كارول بيك من ايبسويتش في شرق إنجلترا: «إنه لشيء رائع أن تكون بريطانيا هكذا في هذا اليوم. إن المرء لا تتاح له الفرصة كثيرا للتعبير عن الفخر. الناس من جميع الأعمار وجميع الطبقات يختلطون معا حول شيء مشترك. أرى الشيء نفسه في دورة الألعاب الأولمبية والملكة واليوبيل الماسي».

وقد حضرت الملكة السباق برفقة زوجها الأمير فيليب البالغ التسعين وبعض أفراد عائلتها. وقد عكس على واجهة قصر باكنغهام مساء السبت علم بريطاني ضخم بينما أضيء دولاب «لندن آي» الضخم على نهر التيمس بألوان العلم البريطاني.

وتأتي هذه الاحتفالات في وقت تنعم فيه العائلة الملكية بأكبر قدر من الشعبية منذ عقود، وخصوصا الملكة التي هي ثاني عاهل بريطاني فقط يحتفل بيوبيله الماسي بعد الملكة فيكتوريا في عام 1897.

ويعتبر العرض المائي الأحد الأكثر تعقيدا بين الاحتفالات المقررة، ويشكل تمرينا ممتازا للإجراءات الأمنية استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن اعتبارا من 27 يوليو (تموز).

وأبحر 19 مركبا للأجهزة الأمنية إلى جانب المراكب الأخرى للإشراف على الأمن ومعالجة أي طارئ، في حين وقف 5500 شرطي وسبعة آلاف متطوع على أهبة الاستعداد للتدخل.

وسارت المراكب على وقع موسيقى تراوح بين النشيد الوطني وأنغام هندية من أفلام بوليوود وأغانٍ من سلسلة أفلام جيمس بوند، وسيتم إغلاق سد التيمس لضمان أن تكون مياه النهر هادئة. وتوقفت حركة السير على 7 من أصل 14 جسرا في لندن، سيمر أسطول المراكب تحتها.

أما اليوم الاثنين فستقام حفلة موسيقية كبيرة أمام قصر باكنغهام بمشاركة أسماء بارزة مثل بول مكارتني قبل أن تختم الاحتفالات الثلاثاء بجولة للملكة في عربة مكشوفة تجرها جياد في شوارع لندن الرئيسية.

وبعد فترة انهارت فيها شعبية العائلة الملكية، خصوصا عند وفاة الأميرة ديانا عام 1997، بات أفراد العائلة يتمتعون بشعبية كبيرة، وقد ظهر استطلاع أخير للرأي أن 80 في المائة من البريطانيين يؤيدون الإبقاء على النظام الملكي. ومستوى الشعبية هذا يقارن بشعبية الملكة عند تتويجها في عام 1953. وقد اعتلت الملكة العرش في السادس من فبراير (شباط) 1952 عند وفاة والدها الملك جورج السادس، إلا أنها توجت رسميا ملكة في الثاني من يونيو (حزيران) 1953.

وفي أنحاء بريطانيا يرفرف العلم البريطاني على أعمدة الإنارة خارج المباني وواجهات المحال والمنازل، بينما قفز حجم مبيعات الهدايا التذكارية الوطنية قبل الاحتفالات.

وتصل الاحتفالات إلى ذروتها يوم غد الثلاثاء بقداس في كاتدرائية سان بول في وسط لندن وعرض لطائرات سلاح الجو الملكي البريطاني.

وعلاوة على كونها رئيسة منظمة الكومنولث التي تضم المستعمرات البريطانية السابقة، تتولى الملكة إليزابيث أيضا رئاسة كنيسة إنجلترا. وبالنسبة إلى مؤيدي الحكم الملكي فإن هذه المناسبة فرصة للتعبير عن شكرهم وتقديرهم للملكة التي جلست على العرش في فبراير 1952 بعد وفاة والدها جورج الرابع. وللآخرين هي فرصة لقضاء العطلات والاستمتاع بروعة الاحتفالات العامة التي تشتهر بها بريطانيا.

ويأمل من ينادون بأن تتحول بريطانيا إلى جمهورية أن تكون المناسبة آخر احتفال بملكية تحتضر، ويقدرون أنها تكلف دافعي الضرائب ما يصل إلى 200 مليون إسترليني (307 ملايين دولار) سنويا.

ومن المتوقع أن يسافر إلى لندن مليون شخص لمشاهدة قافلة الزوارق في نهر التيمس فقط، لكن لن يكون كل شيء في احتفالات اليوبيل الماسي مبهجا، حيث يعتزم الجمهوريون تنظيم احتجاج عند جسر «تاور بريدج» أثناء الاحتفالات.