نسمة عبد العزيز عازفة الماريمبا المصرية في فيينا

أمتعت الحضور بباقة من الألحان التقليدية والحديثة

الفنانة نسمة خلال مشاركتها هي وفرقتها الموسيقية في إحياء الحفل
TT

إبداع، «شطارة» مصرية، روعة أفريقية متجذرة.. تلك وغيرها من مترادفات ترددت بأكثر من لغة تعبيرا عن الإعجاب بالأداء الحلو الذي قدمته الفنانة نسمة عبد العزيز أشهر عازفة «ماريمبا» في مصر والعالم العربي من دون شك.

الفنانة نسمة شاركت هي وفرقتها الموسيقية في إحياء حفل مجاني نظمه المركز الثقافي ودعمته السفارة المصرية بالنمسا، أمسية الخميس بقصر «أوسربيرغ» بالمنطقة الثامنة بوسط فيينا الجميل أمتعت فيها الحضور أيما متعة وهي تنقر آلة الماريمبا نقرا منفردا مرات ومصحوبا مرات أخرى بغيرها من آلات بعضها قديم تقليدي وبعضها حديث منها الأكورديون والطبل والغيتار والكي بورد بالإضافة إلى رق وصاجات.

وكما هو معلوم ترجع أصول آلة الماريمبا لقبائل من غرب أفريقيا أشهرها قبائل الباندي والبانتو. من أفريقيا غربا انتقلت الماريمبا إلى أميركا جنوبا برفقة مهاجرين كما برزت بمهارة مجموعات ممن تم ترحيلهم عنوة وقهرا كعبيد وعلى أيديهم تطورت موسيقاها وهم يبدعون ألحانا ورقصات بحثا عن الحرية وحنينا للجذور حتى أصبح للماريمبا أكثر من مدرسة في أكثر من دولة من بينها 12 معهدا ومدرسة في جمهورية كولومبيا وحدها.

تعتبر الماريمبا آلة من آلات النقر وهي أشبه ما تكون بآلة الأكسيليفون، قوامها مفاتيح أو قضبان، مرصوصة بأطوال مختلفة مرتبة كالبيانو، تصنع عادة من خشب الورد أو البازولا كما تصنع كذلك من خشب الخيزران الهندي وأحيانا باختيار أقوى أوراق جريد النخيل أو من ألياف زجاجية، ولكل مادة مميزاتها بحكم ما تصدره من أصوات ومن سهولة التعامل معها.

عادة توجد تحت كل مفتاح أو قضيب أنابيب معدنية تصدر مع النقر اهتزازات ذات رنين يختلف بدوره باختلاف قوة ونوع الطرق بمطارق يتحكم منها العازف ويطرقع بها مولدا نغمات موسيقية قد تكون هادرة بقوة وعنفوان موسيقى أدغال أفريقية كما قد تكون رقيقة ناعمة برهافة موسيقى لحن أغنية لفيروز.

وفي هذا السياق، أجادت نسمة عبد العزيز في حفلها بفيينا وهي تقدم ألحانا مشهورة منها الخفيف الظريف مثل «يا واد يا تقيل»، ومنها الجاد الموزون كمقاطع لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم والفنانة وردة وفيروز، كما لم تنس محمد منير، هذا بالإضافة إلى مقطوعات حديثة لموسيقى راقصة نقرت فيها الماريمبا نقرا قويا مستخدمة أكثر من مطرقة في كل يد فيما علا صوت الطبل وارتفع صوت الرق وتضخم صج الصاجات وحمى أوتار الغيتار في حين انتظر الأكورديون قليلا حتى أفسح له المجال في مقطوعة أخرى.

وهكذا نجحت نسمة في تنويع ألحانها ومقطوعاتها والفرحة لا تفارقها فخرا بتقديم عرض ماريمبي مصري في عاصمة الموسيقى.

وكانت نسمة قد تخرجت في المعهد العالي للموسيقى بالقاهرة، ثم واصلت دراساتها بالولايات المتحدة الأميركية.