90% من دعاة الفتن من خارج السعودية.. وهدفهم صناعة الفوضى

حملة السكينة تنادي بتنوع الفعاليات والبرامج الموجهة للمجتمع

TT

خلصت حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية إلى أن «90 في المائة من دعاة الفتنة من خارج السعودية، ويرفضون الحوار الشرعي والعقلي»، وفق ما تم التوصل إليه من وثائق تثبت ذلك.

وأوضح عبد المنعم المشوح، رئيس حملة السكينة، لـ«الشرق الأوسط» أن ورشة عمل جمعت معظم أئمة مساجد منطقة عسير لمواجهة الفتن والفوضى، والتركيز على آليات قطع الطريق على دعاة المظاهرات، انتهت بتأكيد عدد من الدعاة في مناقشاتهم على أن الحل يكمن في تنوع المناشط والبرامج والفعاليات العلمية والثقافية والترفيهية الموجهة لفئة الشباب ولجميع فئات المجتمع.

وبحسب الدعاة، فإن هناك برامج وفعاليات مبتكرة ولكنها غير مدعومة، وتعاني كثيرا من تنفيذ بعض المخيمات معاناة مادية، ومهما بذل من جهد لا يوازي الجذب الفكري المطلوب.

وتساءل أحد الخطباء عن دور الجهات الرسمية في التواصل مع الخطباء والأئمة والدعاة، وقال «أنا أول مرة أدعى لورشة عمل من قبل جهة رسمية، رغم أنني أنتمي وظيفيا لوزارة التربية والتعليم، والتي غيبتنا عن تطوير المشاركة المجتمعية بكثرة القرارات دون عملية لتطوير المعلم، وإعادة تأهيله».

وطالب بضرورة مشاركة وزارة الشؤون الإسلامية بالتنسيق مع التربية والتعليم على سد هذه الثغرة، خاتما قوله بتساؤل «إلى متى ونحن نعمل متفرقين ومتباعدين؟».

وتصاعدت المطالبات خلال الورش العملية التي عقدت قبل أيام وتم الحصول على تفاصيل نتائجها أمس بضرورة مشاركة جميع التيارات الفكرية، فلماذا تركز حملة السكينة والوزارات الحكومية ذات العلاقة، على التيار الإسلامي، أو من يرفعون شعارات إسلامية فأين جهود الحملة في مخاطبة التيار الليبرالي، وخاصة مع وجود مقالات لبعض أفراد التيار الليبرالي، ووجود استفزازات من التيار الليبرالي هو سبب التطرف الآخر.

وأقر المشوح في تعليقه على هذه المطالبات بأن «التخصص مطلوب، ومن الخطأ أن نطلب من حملة السكينة، أن تعمل كل شيء والصحيح أن نجتهد في تطوير مجال اهتمامنا، ثم إننا نرفض تقسيم المجتمع إلى تيار إسلامي، وليبرالي كلنا مسلمين».

وفي حين رحب بـ«الاختلافات في إطار وجهات النظر، والاجتهادات الفردية»، ذهب إلى أنه «ليس من المصلحة تكريس التحزب والتصنيفات، بل وتعدى الأمر، إلى إصدار أحكام وأوصاف خطيرة على بعض الأفراد، وهذه ليست من صفات الداعية، صاحب المنهج المعتدل».

وأشار إلى أن على الدعاة والخطباء أن يتعاملوا مع الآخرين، من مبدأ حسن الظن والمحبة والرحمة، وليس من مبدأ الشك وسوء الظن والاتهام، ونحن في مجتمعنا المسلم لسنا في مواجهات ومعارك، وإنما في حالة تفاهم وحوار وتعاون على البر والتقوى، ومن الخطأ تصوير المسألة على أنها معركة أو تصفية.

وناقش المشاركون موجة «الفضائح» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية مواجهتها، وأكد الحضور أن هذه الأساليب غير شرعية، ومخالفة للقرآن والسنة، حتى وإن تلبست بلباس النصح والاحتساب، وقد رغب المشاركون أن يكون هناك حملة أخلاقية في مواجهة حملة الفضائح.

وأجمع المشاركون على أهمية بيان المعنى الشرعي، الصحيح للمصطلحات المثارة مثل التغيير، حرية التعبير، الديمقراطية، الإصلاح.

وأثنى الدعاة على مثل هذه الملتقيات في موقعها على تبني التأصيل العلمي لهذه المفاهيم، لكن الوضع يحتاج إلى تبني مؤسسات الدولة، برامج فعلية لتوعية المجتمع بحقيقة هذه المصطلحات وحدودها الشرعية.

وفي ختام الملتقى أوصى الدعاة والخطباء مع حملة السكينة، في مواجهة الفتن خاصة عبر الإنترنت، بإنشاء كيانات ومواقع وبوابات إلكترونية، تستقطب الجمهور لأن أسلوب الإغلاق والحجب لا ينفع كثيرا رغم أهميته لكنه لا يكفي، ودعت حملة السكينة الدعاة إلى المشاركة في موقعها والمواقع الأخرى، وعرضت عليهم تدريبهم على ذلك لمن يرغب وتأهيلهم علميا ليكونوا قادرين الرد على الفتن والنصح في الخطب، وقد رحب الدعاة والخطباء بهذه الخطوة بحيث يفتح لهم المجال في المشاركة.