شفيق يفتح النار على «الإخوان» ويتهمها بـ«الكذب والتضليل والابتزاز»

قيادات بالجماعة قالت إنه «يطلق أكاذيب النظام السابق»

المرشح الرئاسي أحمد شفيق يعرض قصاصة في مؤتمره الصحافي أمس تشير إلى تصريحات سابقة لـ«الإخوان» تؤكد عدم نيتهم الترشح للرئاسة (إ.ب.أ)
TT

فتح الفريق أحمد شفيق المرشح للرئاسة المصرية أمام مرشح جماعة الإخوان الدكتور محمد مرسي، النار على الجماعة، واتهمها بالكذب والتضليل، محذرا مما قال إنها مساع إخوانية للهيمنة على السلطة والعودة بمصر إلى عصور الظلام، و«يبتزون الصحافيين» ويستخدمون المساجد في الدعاية الانتخابية ويمارسون «حرفتهم في التكفير»، لكن جماعة الإخوان ردت على تصريحات شفيق اللاذعة التي أطلقها في مؤتمر صحافي في القاهرة أمس، وقالت إنه «يطلق أكاذيب النظام السابق»، بحق الجماعة التي كانت محظورة ومطاردة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.

واتهم شفيق جماعة الإخوان بأنها تريد أن تنقل عاصمة مصر إلى فلسطين، في لفتة قال المراقبون إنها تشير إلى علاقة الإخوان بحركة حماس الإخوانية في قطاع غزة. وقال شفيق إن «البعض يريدون أن تكون عاصمة مصر في فلسطين» وشدد على أنه سيسعى لتأسيس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. وقال: «القاهرة وفلسطين كلتاهما مقدستان لن تذوب أيهما في الأخرى ولن تذوب كلتاهما في إمارة.. ولعل من أقصدهم يفهمون».

واتهم شفيق الإخوان بأنهم السبب في ضياع حقوق شهداء ثورة 25 يناير التي أسقطت حكم مبارك، بسبب دفعهم أسر الشهداء للقبول بالدية بدلا من المحاكمة، قائلا إن أول من تحدث عن دفع الدية للشهداء هم جماعة الإخوان. وتعهد «بضمان حقوق الشهداء عكس موقف الإخوان الذين طالبوهم بالتنازل عن حقوقهم مقابل الدية».

وحذر شفيق من غموض التسلسل القيادي لجماعة الإخوان الذي سيتحكم في الرئيس المقبل في حال فوز مرشح الجماعة الدكتور مرسي. وقال: «حين ينتخب الدكتور محمد مرسي.. من الذي سيحكم مصر؟ من سيكون حاكم مصر: المرشد.. أم خيرت الشاطر (نائب المرشد)؟ هل سيكون رئيس مصر هو الرئيس المنتخب.. أم رئيس من وراء ستار»، قائلا إن «حكم مصر أكبر كثيرا من مرسي.. والشاطر.. والمرشد».

وشدد شفيق على أنه يمثل الدولة المدنية، متهما الإخوان بأنهم «يمثلون الدولة الطائفية»، وأضاف: «أنا أمثل التقدم للأمام.. وهم (الإخوان) يمثلون الرجوع للخلف.. أنا أمثل الشفافية والنور.. كل الناس تعرفني.. والإخوان يمثلون الظلام والأسرار.. لا أحد يعرف من هم وماذا يفعلون».

وحذر شفيق مما قال إنه انغلاق جماعة الإخوان على نفسها ورغبتها في الانتقام من خصومها في حال وصولها إلى موقع الرئيس، وأوضح أن الإخوان «يمثلون فئة مغلقة على نفسها لا تقبل أحدا من خارجها.. أنا أمثل المصالحة الوطنية.. والإخوان يمثلون الانتقام.. أنا أمثل الحوار والتسامح.. ويمثل الإخوان الإقصاء والإبعاد والطائفية.. أنا تاريخي واضح ومعلن للجميع.. وتاريخ مرشحهم لا يعرفه أحد.. أنا أمثل الاستقرار.. وهم يمثلون الفوضى وتعطيل مصالح الناس».

وندد شفيق بما قال إنه عمليات ترهيب يقوم بها الإخوان ضد المصريين في كل مكان، وقال إن «ترهيب الناخبين يقوم به الإخوان.. تخويف يقصدون منه التأثير على قرار الناخب.. وخاصة من أيدني في الجولة الأولى»، مشيرا إلى أن هذا «يجعل الانتخابات غير نزيهة بسبب هذه التصرفات الإخوانية».

وفي محاولة منه لاستمالة شرائح اجتماعية وفئوية معينة للتصويت له في جولة الإعادة المقرر لها 16 و17 الشهر الحالي، وجه شفيق انتقادات لما قال إنها ضغوط من جماعة الإخوان يمارسونها من خلال مجلس الشورى (الذي يشرف على المؤسسات الصحافية القومية). وقال إن الإخوان يريدون في الوقت الحالي اختيار رؤساء تحرير جدد للصحافة القومية، واصفا هذا بـ«ابتزاز للصحافة غير مقبول. أنا لا أقبل أن يمارس هذا الضغط على الصحافيين في مصر».

وأضاف شفيق أن الإخوان يستخدمون المساجد في الدعاية الانتخابية و«يمارسون حرفتهم في التكفير»، و«يوزعون المنشورات لتكفيري»، قائلا إن «هذا هو منهج الإخوان.. التزييف والتزوير.. الكل يعرف من أنا.. وتديني.. وأسرتي الصوفية».

ومضى شفيق قائلا: «أنا لا أتاجر بديني وتديني مثلهم. إن مرجعيتي هي الأزهر ووثيقته وإمامه الأكبر، وقد أعلنت هذا مرارا».

ورد شفيق على الدعاوى التي تقول إنه امتداد للنظام السابق، موضحا أن «جماعة الإخوان تقول إنه (شفيق) سوف يعيد إنتاج النظام السابق.. أقول لمن يدعي ذلك أنت لا تعرف مصر»، و«لا تعرف حجم التغيير الذي جرى في مصر منذ 25 يناير (2011)»، متهما خصومه من الإخوان بتسلق أكتاف من بنى الثورة، وذلك يوم 28 يناير «عندما تأكدت من نجاحها».

واستنكر شفيق ما قال إنه محاولات الإخوان لاستقطاب عائلات ضباط الجيش والشرطة لصالح مرشحهم، وكذا محاولات الجماعة «ابتزاز الإخوة الأقباط»، وقال: «كيف يصدقكم الأقباط وأنتم تغازلونهم في المؤتمرات الصحافية وتهددونهم في بيوتهم»، وأضاف: «مصر لن تقبل أبدا أن يحولها الإخوان لحرب طائفيه».

وقال شفيق إنه يمد يده للجميع، ويرحب بالتعاون مع الجميع. «لن يكون هناك إقصاء أو إبعاد لأي قوى سياسية».

وردت جماعة الإخوان على تصريحات شفيق قائلة إنه يستخدم «نفس أكاذيب النظام السابق»، وصرح الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، لوسائل إعلام محلية بأن شفيق استخدم نفس الأكاذيب التي استخدمها نظام مبارك، مشيرا إلى أن الشعب المصري يعرف أن الإخوان جزء من الثورة، بينما علق الدكتور عصام العريان بقوله إن مرشح الإخوان للرئاسة سوف يعمل مع فريق رئاسي في ظل مؤسسة الرئاسة، وأن شفيق «هو من يريد إعادة مصر للوراء».

إلى ذلك، تقدم أمس رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان المحامي القبطي المصري نجيب جبرائيل ببلاغ إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية كشف فيه أن العديد من الأقباط خاصة في قرى صعيد مصر تلقوا تهديدات بالقتل في حال تصويتهم للمرشح أحمد شفيق الذي يخوض جولة الإعادة أمام مرشح حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) محمد مرسي.