خامنئي محذرا إسرائيل: أي هجوم على إيران سيسقط كالصاعقة على رؤوسكم

اتهم في ذكرى وفاة الخميني الغرب بـ«الكذب».. وكلينتون: تصريحاته للاستهلاك المحلي

TT

استغل المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي الذكرى الـ23 لوفاة آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، لتحذير الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب من مغبة أي هجوم على مواقع الجمهورية الإسلامية النووية، وذلك بعد أن عاودت إسرائيل التلويح بالخيار العسكري لوقف البرنامج النووي الإيراني إن فشلت الدبلوماسية. وحذر المرشد الأعلى من أن أي هجوم لإسرائيل «سيسقط كالصاعقة على رأس» الدولة العبرية، متهما الغربيين بـ«الكذب» حول الخطر النووي الإيراني.

وألقى المرشد الأعلى كلمة في حفل أقيم بمرقد الخميني بحضور كبار المسؤولين الإيرانيين بمناسبة وفاة الأخير الذي خلفه خامنئي عام 1989 لتصبح له الكلمة الفصل في كل القرارات السياسية بالبلاد. وبعد أن أشاد بالخميني ومسيرته و«إنجازاته»، حذر الغرب من مغبة تهديد الجمهورية الإيرانية، وقال إن «دول العالم تخشى إيران نووية، ولكن ينبغي أن تخشى إيران الإسلامية التي لم تستمر في البقاء طوال 33 عاما فحسب دون دعم من الولايات المتحدة والدول الأخرى؛ بل أيضا حققت تقدما في كل المجالات».

وعاود مسؤولون إسرائيليون وأميركيون الحديث عن احتمال توجيه ضربات عسكرية إلى البرنامج النووي الإيراني منذ فشل مفاوضات بغداد بين الدول الكبرى وإيران في مايو (أيار) الماضي، في حين ينعقد اجتماع الفرصة الأخيرة بموسكو في 18 يونيو (حزيران) الحالي.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، مجددا، أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة»، في تلميح إلى إمكانية شن ضربة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، مضيفا: «يجب إيجاد الوقت المناسب قبل فوات الأوان». وصرح سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، دان شابيرو، من جهته، بأن بلاده «ليس في نيتها مواصلة المحادثات إلى ما لا نهاية»، وأن «الفتحة تضيق» من أجل حل دبلوماسي.

ورد آية الله خامنئي في خطابه: «إذا كان القادة الصهاينة يتحدثون عن تحرك عسكري (ضد إيران) فلأنهم يشعرون بالرعب (...) وهم اليوم أضعف من أي وقت مضى»، محذرا من «أن أي قرار سيئ (...) سيسقط كالصاعقة على رأسهم».

ويتبنى خامنئي موقفا معلنا يقضي بحظر تطوير الأسلحة النووية، لكن الدول الغربية تشتبه في أن طهران تطور المكونات اللازمة لاكتساب القدرة على إنتاج قنبلة نووية، كلا على حدة.

وكان كبير مستشاريه العسكريين، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني يحيى رحيم صفوي، حذر أول من أمس من أن طهران سترد عسكريا على أي هجوم. وذكر أن إسرائيل والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط والأسطول الأميركي الخامس في الخليج، في مرمى ترسانة الصواريخ الإيرانية الكبيرة.

وقال الجنرال صفوي إن «كل الأراضي الإسرائيلية في مرمى صواريخنا»، مشيرا إلى أن «حزب الله اللبناني (حليف إيران) الذي يملك آلاف الصواريخ سيوجهها على الأرجح ضد النظام الصهيوني» إذا هوجمت إيران.

وتهدد طهران بانتظام بمهاجمة إسرائيل عدوها اللدود الذي تدعو إلى محوه عن الخريطة، والقوات الأميركية في المنطقة إن تعرضت لهجوم.

لكن الجنرال صفوي اعتبر أن خطر شن هجوم من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة «ضعيف». وأضاف أن بإمكان إسرائيل والولايات المتحدة «بدء الحرب لكن ليس بإمكانهما إنهاؤها»، وبالتالي، فإنهما يمنحان إيران «مفتاح حل هذا النزاع».

واتهم خامنئي من جديد الغربيين بإثارة «كذبة الخطر النووي الإيراني» لسبب واحد هو «أنهم يخشون إيران الإسلامية». واعتبر أن الغربيين يتخذون «موقفا غير منطقي» حيال الملف النووي الإيراني الذي «يضخمونه بأكاذيب للتستر على مشكلاتهم».

وأكد المرشد الأعلى مجددا من دون الإشارة مباشرة إلى محادثات موسكو النووية المقررة في وقت لاحق من الشهر الحالي، أن إيران «لن تتوقف على طريق التقدم السياسي والعلمي أو التكنولوجي» على الرغم من التهديدات والعقوبات. كما أكد أن العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضها الغربيون «ليس لها أي آثار ولا يمكنها الوقوف في وجه الشعب الإيراني.. إنها فقط تعزز حقده حيالهم».

ويشكل رفع العقوبات الدولية ضد برامج إيران الباليستية والنووية، والعقوبات الغربية ضد قطاعها المصرفي والنفطي، أحد المطالب الرئيسية لطهران في مفاوضاتها الجارية مع مجموعة «5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا)».

كما اتهم خامنئي الولايات المتحدة بمحاولة تأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة، وقال، في إشارة إلى أميركا، إن «من جملة الأعمال الت يريدون القيام بها فرض التراجع على الثورات الشعبية العظيمة (الربيع العربي) وتلهية الشعوب ف هذه الدول وإثارة الخلافات القومية والدينية والطائفية والقبلية ف صفوفها، لذا ينبغ لنا اتخاذ الحيطة والحذر».

ونفى «صفة الطائفية» عن الاضطرابات التي شهدتها البحرين، وأضاف أن «القضية ليست قضية شيعة وسنة؛ بل يجرون القضية إلى الخلافات المذهبية بغية عدم منح الشعب حقوقه، ولكن الكفاح كله سيصل إلى النتيجة المرجوة منه»، حسب ما أوردته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا).

إلى ذلك، وبعد ساعات من الخطاب، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تصريحات خامنئي مادة «للاستهلاك المحلي». وقالت في مؤتمر صحافي عقدته في أستوكهولم أمس إن طهران كررت أكثر من مرة أنها ستدافع عن نفسها ضد أي هجوم، وأضافت أن القادة غالبا ما يكررون عبارات للاستهلاك المحلي، وعبرت عن أملها في تجاوب إيران مع الدبلوماسية لحل أزمتها النووية مع الغرب، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».