أحد مصابي ثورة 25 يناير: محاكمة مبارك بلا جدوى.. ولا بد أن نسترجع ثورتنا

تلقى 3 رصاصات يوم جمعة الغضب بالإسكندرية وتغلب عليها بـ34 عملية جراحية بالنمسا

TT

بنظرة مليئة بالأمل والحياة، يجلس الشاب العشريني محمود، أحد مصابي أحداث ثورة 25 يناير أمام محل الأقمشة الذي يملكه والده بحي محرم بك بالإسكندرية، يرمق المارة في الحي المزدحم بنظرة حب وود ويرد تحيتهم، وذلك في أعقاب عودته من رحلته العلاجية في النمسا التي استمرت 8 أشهر، أجرى خلالها 34 عملية 26 منها على نفقة الحكومة النمساوية.

لكن ما إن بدأ الشعور بالفرحة يتسلل إلى قلب محمود بسبب نجاح الثوار في إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، حتى جاء الحكم في «محاكمة القرن» المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته وستة من مساعديه، ليصيب فرحة محمود في مقتل، فالحكم ببراءة المساعدين وما قاله القاضي عن خلو أوراق القضية من أي دليل إدانة بحقهم، جعله يشعر بوجع إصابته بثلاث رصاصات في الجانب الأيمن من البطن والساقين اليمنى واليسرى.

يقول محمود عبد الواحد (25عاما) لـ«الشرق الأوسط»: «شعوري لحظة النطق بالحكم على مبارك لا يمكن وصفه، شعرت بأني فقدت كل شيء، تأكدت أن البلد لا يوجد بها عدل ولا وجود للقانون بها».

وأضاف غاضبا: «مبارك قتل الشباب وأصابهم ودمر حياة الملايين وضيع البلاد ونهبها وجعل المصري لا يساوي شيئا ولم يحاسب، وبذلك أي شخص سيخطئ لن يحاسب»، ويضيف بـأسى: «مستحيل أن يصدق أي عاقل أنه لم يصدر أوامره بإطلاق النيران على المتظاهرين، سواء كانت الأدلة كافية أم لا.. نحن ندور في دائرة مفرغة».

ويلخص محمود رأيه في الأوضاع الحالية بمصر بعد المحاكمة بقوله: «الثورة سرقت منا ولا بد من استرجاعها، لقد تركناها بين أياد غير أمينة ضيعتها وشوهتها، ولكن ما زال الأمل في قلوبنا أنا وجميع المصابين وأهالي الشهداء لأخذ حقوقنا، واستعادتها وتصحيح مسارها».

وعن ظروف إصابته يوم جمعة الغضب، قال محمود: «شاركت في مظاهرات يوم 25 يناير رغم رفض أهلي، لأنني لم أكن راضيا عن الأوضاع في مصر، ومر اليوم دون إصابات، وفي يوم جمعة الغضب 28 يناير عاودت النزول للتظاهر عند مسجد القائد إبراهيم، وسرنا في المظاهرة حتى شارع زين العابدين بحي محرم بك فتصدت لنا قوات الأمن المركزي وأطلقوا علينا الرصاص، فأصبت بثلاث رصاصات من جهات مختلفة، واحدة في الجانب الأيمن من البطن واثنتان في الساقين اليمنى واليسرى، سقطت مغشيا علي وأنقذني مجموعة شباب وذهبوا بي للمستشفى القبطي، وكان عندي مفصل مكسور وقدموا لي إسعافات أولية وأخرجوني، وعدت للمنزل لأدخل في غيبوبة من شدة الألم».

ويضيف محمود، الحاصل على شهادة جامعية في الخدمة الاجتماعية، وهو كباقي الخريجين في هذا المجال يعانون صعوبة في الحصول على عمل رغم الحاجة الماسة للعمل الاجتماعي في مصر: «قضيت شهرين بين الكثير من مستشفيات الإسكندرية، عانيت من الإهمال ولم يهتم أحد بحالتي الحرجة، ولا أعلم السبب وراء ذلك». ويتابع: «نتيجة الإهمال في المستشفيات الحكومية انتشرت البكتيريا في جروحي وكادت أن تصل إلى المخ، ووصلت حالتي إلى السيدة هبة السويدي وهي سيدة مهتمة برعاية مصابي الثورة وأهالي الشهداء، التي ساعدتني في السفر إلى النمسا للعلاج في مستشفى حكومي في سالزبورغ حتى شفيت بحمد الله».

وحول الانتخابات الرئاسية يقول محمود: «إنها لا تعبر عن مصر الثورة، فقد تربع عليها فصيلان لا يستحقان الوصول إليها، فمحمد مرسي يمثل جماعة الإخوان التي باعت الثورة ولا يجوز أن تستولي على السلطتين التشريعية والتنفيذية، أما أحمد شفيق فهو يمثل النظام السابق الذي قامت الثورة من أجل القضاء عليه، لذا سأتوجه لصندوق الانتخاب في جولة الإعادة وسأبطل صوتي لأن كليهما لا يستحقه، بعد أن صوت للمرشح حمدين صباحي في الجولة الأولى من الانتخابات».