قصر «المانسترلي» الأثري يطل على نيل القاهرة بحلة جديدة

شهد المشاورات الأولى لإنشاء جامعة الدول العربية ويعد تحفة معمارية

إحدى قاعات قصر المانسترلي بعد خضوعه لعمليات ترميم
TT

بعد مراحل ترميم عديدة، سيصبح بمقدور الزائرين المصريين والأجانب زيارة واحد من الصروح التاريخية بالقاهرة هو «قصر المانسترلي»، الواقع بضاحية منيل الروضة، وذلك بعد صيانته حيث كان يعاني من حالات تدهور جراء تأثير الرطوبة نظرا لقرب القصر من مياه نهر النيل.

والقصر يعتبر أحد القصور الأثرية التاريخية، التي خلفتها أسرة محمد علي، ويوصف بأنه تحفة معمارية مقامة على مساحة 1000 متر مربع. ويعد آخر ما تبقى من مجموعة أبنية أنشأها حسن فؤاد المانسترلي باشا في عام 1851، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية آنذاك، وهو من مواطني مانستر بدولة مقدونيا، إلى أن صادرت الحكومة المصرية القصر في عام 1954 باعتباره أثرا تاريخيا.

وقد شهد القصر عدة لقاءات بين الملك فاروق والقادة والحكام العرب بعد الحرب العالمية الثانية لمناقشة إنشاء الجامعة العربية. وتأسست بقاعته جامعة الدول العربية وأصبح لفترة ما مقرا لجلسات الجامعة. وتحمل جدران القاعة الرئيسية بالقصر صورا للملك فاروق والملك عبد العزيز آل سعود وبينهما عزام باشا مؤسس الجامعة العربية يتبادلون الحديث في «تراس» القصر المطل مباشرة على النيل. ومن جانبه، قال الدكتور محمد إبراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار، إنه تم تنفيذ مشروع متكامل لترميم القصر وما يضمه من زخارف نباتية وهندسية على الجدران والأسقف التي تتميز بطابع «الروكوكو» العثماني، ذلك الطابع الذي تميزت به الأبنية في مصر في فترة حكم الخديوي إسماعيل، لافتا إلى أن القصر يرجع تاريخ بنائه إلى عام 1851 وهي فترة حكم الخديوي عباس.

وأضاف أن القصر أصبح جاهزا لإعادة فتح أبوابه وإقامة الاحتفاليات والأنشطة الثقافية والفنية داخله، واستقبال زوار سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم، حيث يحتضن القصر متحفا يضم مقتنياتها باعتبارها رمزا من رموز الفن العربي في القرن الماضي وذلك بعد الانتهاء من المشروع. بدوره، أوضح د. محمد الشيخة، رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار، أن أعمال الترميم التي قام بتنفيذها مرممو ومهندسو القطاع انقسمت إلى أربع مراحل، الأولى شملت أعمال عزل بعض أجزاء من أسقف قاعات القصر وفقا لأحدث الأساليب، حيث إن السبب الرئيسي للقيام بمشروع ترميم القصر كان وجود تدهور في أعمال العزل القديمة للأسقف، مما جعل هناك ضرورة لتغييرها لحفظ الأثر من مياه الأمطار. فيما تضمنت المرحلة الثانية أعمال ترميم دقيق لجميع الزخارف الموجودة على جدران وأسقف القصر والتي تأثرت بشكل كبير بالرطوبة. من جانبها، قالت د. عبلة عبد السلام، رئيس الإدارة المركزية لصيانة والترميم إن المرحلة الثالثة شملت تنفيذ مشروع إضاءة باستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال بما يتناسب مع الطابع الأثري للقصر، فيما ضمت المرحلة الأخيرة أعمال الموقع العام للقصر وتضمنت تغيير الأرضيات الخاصة بالموقع المحيط بالقصر.