زراعة أنابيب التهوية في الأذن تزيد من تطور كلام الأطفال وتمنع تدهور السمع لدى الكبار

* 700 ألف طفل يخضعون للعملية في الولايات المتحدة * التهابات الأذن الوسطى من أهم الأمراض الشائعة لدى الأطفال * تجرى العملية إذا استمر تجمع السائل لأكثر من 3 أشهر في الأذن

TT

بينت احدى الدراسات الحديثة ان زراعة انابيب التهوية في الاذن (وهي جراحة تجرى لالاف الاطفال سنويا) انها تعمل على تحسين تطور الكلام والتعلم لديهم، وهي وفائدتها لا توازي مخاطرها وتكاليفها.

ويجري في هذه الجراحة وضع انابيب دقيقة عبر غشاء الطبل في الاذن لتساعد على تفريغ السائل الذي يتجمع في الاذن الوسطى عند حدوث التهاب فيها ولمنع معاودة الالتهاب ايضا. ولان السائل المتراكم في الاذن الوسطى يؤدي لحدوث نقص في السمع هناك قلق وخوف من امكانية حدوث اضطراب في تطور الكلام واللغة عند الاطفال اذا استمر وجود السائل في الاذن لاسابيع او اشهر، على انه ليس من المؤكد بان نقص السمع الناجم عن وجود هذا السائل يؤدي لحدوث تلك الاضطرابات.

وفي هذه الدراسة عمل الباحثون على دراسة مجموعتين من الاطفال الذين تراوحت اعمارهم بين سنة وسنتين، الاولى تتكون من الاطفال الذين اجريت لهم زراعة انابيب التهوية بعد مضي ثلاثة اشهر على وجود السائل (وهي المدة التي تتم بعدها هذه العملية) اما المجموعة الثانية فتكونت من اطفال اجريت لهم العملية بعد انتظار تسعة اشهر. وقد تم اختبار هؤلاء الاطفال من حيث تطور الكلام واللغة والتعلم والسلوك عندما اصبح عمرهم ثلاث سنوات.

ويقول الدكتور جاك باراديس من مشفى الاطفال في بيتسبورغ انه بشكل عام لم يجد اي فرق في التطور عند مجموعتي الاطفال وذلك ضمن افضل الظروف. وقد اهتمت هذه الدراسة فقط بالاطفال الذين اجريت لهم العملية بغرض ازالة السائل المتراكم وليس لمعالجة الالتهاب المزمن. وقد حذر الباحثون من ان تراكم السائل في الاذن لفترة أطول من تلك التي درست في هذه التجربة او حدوث نقص سمع اكبر من النقص الذي عانى منه الاطفال موضع الدراسة قد تؤثر على تطور الاطفال، وبان المشاكل التي لم تظهر في عمر الثلاث سنوات قد تطفو على السطح في ما بعد، ويقول الدكتور باراديس بانه قد تم فحص الاطفال بعمر اربع سنوات والنتائج قيد التحليل الان كما ستتم دراسة الاطفال بعمر الست سنوات.

وحسب تقديرات الاكاديمية الاميركية لامراض الاذن والانف والحنجرة وجراحة الرأس والعنق يخضع سنويا ما يقرب من 700 الف طفل لهذه العملية بكلفة وسطية للعملية الواحدة تبلغ الفي دولار اميركي، وقد بدأ باستخدام هذه الانابيب في الستينات من القرن الماضي.

ويقول الدكتور باراديس عن مخاطر هذه العملية بانها كغيرها من العمليات الجراحية تحمل مخاطر التخدير، اضافة الى ان الانابيب قد تخلف ثقوبا في غشاء الطبل او تترك وراءها ندبة، كما انها قد تؤدي لحدوث سيلان مزمن في الاذن. ويضيف بانه شخصيا يفضل التريث في وضع الانابيب اذا كان السبب الوحيد لوضعها هو الخوف من حدوث اضطرابات تطورية عند الاطفال نتيجة لنقص السمع الذي يحدثه وجود السائل في الاذن.

ويقول احد الخبراء في امراض الاذن والانف والحنجرة عند الاطفال بان هذه الدراسة ركزت على نقطة ضيقة، فحوالي نصف عمليات زرع انابيب التهوية تتم بسبب وجود التهاب متكرر في الاذن الوسطى، والدراسة لم تهتم بموضوع التهاب، زد على انه من الصعب تقييم الاضطرابات التطورية الناجمة عن نقص السمع بعمر ثلاث سنوات. ويعتقد بانه يجب الانتظار حتى ظهور نتائج الدراسة على الاطفال بعمر الست سنوات، عندها ستكون نتائج الاختبارات التطورية اكثر دقة وستكون عندها دراسة هامة جدا.