ما الذي يفعله الأسد؟

TT

* تعقيبا على مقال هدى الحسيني: «هل يفعل النظام في سوريا ما فعله الروس في الشيشان؟»، المنشور بتاريخ 21 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: ما الذي يفعله الأسد الآن؟ يقتل ويحرق ويدمر ويفجر ويقوم بالدورين معا دور القاتل والمقتول؟ وما تلك الآلاف الفارة من الجحيم؟ ألا يدل ذلك كله أن سوريا أصبحت كالشيشان أو ما هو أسوأ منها؟ تلك القناعة بأن رحيل الأسد ستكون عواقبه على سوريا ومن حولها أشد وطأة من بقائه هي التي يريد الأسد ترسيخها في أذهان السوريين، ومن يقف وراءهم، والمجتمع الدولي بأسره، من هؤلاء المتحدثون؟ حتى لو كانوا حسني النية، فالغرب لا يريد رحيل الأسد إلا بشروط أدناها أن لا يخل رحيله بالتوازنات في المنطقة وكلها في صالح إسرائيل وإيران، التي عبرت عنها كلينتون في بداية الانتفاضة، وفضح حقيقتها لافروف بقوله إن الغرب يخشون حكم السنة لسوريا، ولكنهم لا يقولون ذلك إلا في غرفهم المغلقة، كتلك التي نقلت منها ذلك الحوار، ما تحقق حتى الآن من مكاسب الثورة السورية فاق كل التوقعات، ويكفي نزع القناع عن الوجه القبيح للحلف الإيراني الزائف الذي ادعى المقاومة، فإذا هو وميليشيات حزب الله يؤيدان الأسد تأييدا سافرا ويشاركانه قتل السوريين بدلا من أن يشاركاه في حرب لتحرير الجولان، عكس ما يريد محاوروك، أصبحت قناعة السوريين أنه لا أسوأ من بقاء الأسد.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]