الإعلام المصري يدخل بورصة التكهنات والانفراد باسم الرئيس المنتظر

صحيفة نصبت «مرسي» رئيسا وأخرى رجحت كفة «شفيق».. وخبير إعلامي يعلق: «فبركة وفوضى»

صورة من الصفحة الأولى لصحيفة «الوفد» الصادرة اليوم
TT

دخلت صحف مصرية على خط المنافسة في الانفراد باسم الرئيس المنتظر، وتسابقت الصحف أمس واليوم (السبت) في الإعلان عن تفاصيل حصولها على انفرادات حول اسم الرئيس الجديد من داخل اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، لتدخل في منافسة شرسة مع حملتي المرشحين للرئاسة؛ اللتين تؤكد كل منهما فوز مرشحها بالأدلة والأسانيد.

وبينما ذكرت صحيفة «اليوم السابع» المستقلة في عنوانها الرئيسي أمس (الجمعة) أن «اللجنة العليا تعلن محمد مرسي رئيسا للجمهورية الأحد»، وسردت في عدد اليوم (السبت) تفاصيل انفرادها ومصادر معلوماتها - أطلت علينا صحيفة «الوفد» (الجريدة الرسمية لحزب الوفد الليبرالي) بمانشيت: «شفيق يقترب من القصر الجمهوري». وهو ما اعتبره الدكتور فاروق أبو زيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، «فبركة صحافية» وعنوانا للفوضى الكبيرة التي نعيشها الآن.

من جانبه، قال سليمان جودة، رئيس تحرير الوفد، إن «مانشيت الصحيفة مصدره مصادر داخل لجنة الانتخابات الرئاسية»، وتابع: «أكدت هذه المصادر أن الطعون التي أقامها الفريق أحمد شفيق سوف تخصم من أصوات الدكتور محمد مرسي.. ولذلك، تم بناء المانشيت على هذا الأساس».

وأضاف جودة لـ«الشرق الأوسط» أن المصادر نفسها قالت إن «طعون شفيق تأكل من أصوات مرسي، ولذلك فهو يقترب من الرئاسة»؛ لكن جودة في الوقت ذاته اعتبر مانشت الصحيفة لا يعد استباقا لنتيجة اللجنة العليا للانتخابات، بقوله: «قلنا شفيق يقترب، ولم نقل فاز، وهي ليست بنتيجة نهائية، وقد يصدر اليوم (السبت) عكس ذلك»، قائلا «الاقتراب ليس معناه أن شفيق هو الرئيس».

وقال خالد صلاح، رئيس تحرير «اليوم السابع»، إن «لدينا مصدرا كبيرا داخل اللجنة العليا للانتخابات تبين منه أن نتائج العد التي جرت داخل اللجنة العليا للانتخابات هي نفسها النتائج التي خرجت من اللجان العامة، وأن هناك فروقات بسيطة جدا لن تؤثر على مسار النتيجة».

وأضاف صلاح: «أشرنا بوضوح إلى أن هذا المصدر هو قاض من داخل اللجنة العليا، وأن المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة يقينية».. وشرح صلاح أسانيده قائلا: «في ما يتعلق بالطعون، إلى الآن لم يتم التقدم بأي نوع من البلاغات التي تتعلق بالأصوات التي تم تسويدها في المطابع الأميرية، والتي أشير إليها في بداية سباق الرئاسة، ولم يثبت تحول أحد للنيابة العامة، وبالتالي هذا أمر لا يمكن الاعتداد به، بناء على تصريح المصدر».

وتابع صلاح لـ«الشرق الأوسط»: «مجموعة الفريق شفيق أشارت إلى وجود عدد من القرى المسيحية اختلفت فيها نسبة التصويت خلال جولة الإعادة، وفُسر ذلك باعتباره ناتجا عن تهديد الإخوان المسلمين للأقباط في هذه القرى بعدم النزول، والحقيقة أنه لم يتقدم أحد من المسيحيين ببلاغات تخص هذا الأمر، وبالتالي جاء تحليل هذا المستشار بأن النتيجة ستعلن في صالح مرسي». وأضاف صلاح: «نشرنا ما لدينا من معلومات، وقلنا إننا على استعداد للشهادة أمام أي جهة حول اسم المستشار وبيان كل ما حدث».

وفي معرض تعليقه على ما تم نشره بالصحيفتين، قال الدكتور فاروق أبو زيد، إن «غياب المعايير الأخلاقية والمهنية سبب ذلك»، وأنه من المفروض أن هناك ميثاق شرف صحافيا أقرته نقابة الصحافيين والمجلس الأعلى للصحافة، ومن ضمن شروطه الأساسية التزام الدقة والموضوعية والصحة في ما ينشر من أخبار وآراء والاعتماد على مصادر أساسية في المواضيع؛ لكن الصحف تضرب بهذه الأمور عرض الحائط». وتابع أبو زيد لـ«الشرق الأوسط» أن «سبب تفشي ذلك هو عدم وجود محاسبة لهذه الصحف، التي لم يعد يفرق معها نشر خبر وهي تعرف أنه كاذب أو ملفق، كما أن الصحف لم يعد يهمها أن تنال من مصدقية القارئ». وأضاف أن «أغلب هذه القصص الصحافية تعتمد على الفبركة، والخبران دليل على الفوضى التي نعيشها الآن».