مظاهرات تعم طرابلس والإعلان عن بدء حملة لطرد السفير السوري من لبنان

في جمعة «إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب»

TT

في مسعى منهم للتضامن مع الثوار في سوريا في جمعة «إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب»، خرج المئات من أهالي مدينة طرابلس في شمال لبنان كما عدد كبير من النازحين السوريين في مظاهرات عمّت المدينة بعد صلاة الجمعة.

وفي اعتصام في الجامع «المنصوري الكبير» في المنطقة، حمل خلاله المشاركون لافتات منددة بالنظام السوري ومطالبة بطرد السفير من لبنان، أعلنت فعاليات المنطقة عن «إطلاق حملة أسبوعية تهدف لطرد السفير السوري من لبنان احتجاجا على المجازر التي تُرتكب بسوريا». وطالب المتحدث باسمهم، عضو حزب «التحرير» الإسلامي وليد درنيقة، «بوقف كل الاتفاقات الأمنية بين لبنان وسوريا، مناشدا «الأجهزة الأمنية عدم ملاحقة الثوار السوريين في لبنان»، وقال: «حراك اليوم هو بدء الإعلان عن حملة تقام أسبوعيا حتى نصل إلى طرد السفير السوري من لبنان».

وبينما نفى المسؤول الإعلامي في حزب «التحرير» أحمد القصص أن يكون الاعتصام الذي نفّذ بطرابلس تم بدعوة رسمية من الحزب، أكّد لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب يشجّع الاعتصام ويؤيد ما ورد خلاله إلا أن درنيقة تحدث فيه من منطلق شخصي لا حزبي».

بدوره، أوضح درنيقة أن «التحرك الذي دعا إليه وشارك فيه أمس 400 شخص، سيتوسع في الأسابيع المقبلة ليشكّل ورقة ضاغطة لطرد السفير السوري ووقف الاتفاقات الأمنية بين البلدين»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «عدم تبني حزب التحرير رسميا للاعتصام ينطلق من مسعانا لتكون المطالب التي نطرحها شعبية لا حزبية وأن يكون أهل طرابلس من يحملون هذه المطالب بإطار سلمي يتطور تلقائيا».

وفي كلمة علماء سوريا التي ألقاها الشيخ أحمد الصيافني في الاعتصام، دعا إلى «طرد السفير السوري المجرم من لبنان»، شاكرا أهالي طرابلس لوقوفهم إلى جانب الثورة السورية، مذكرا إياهم بأن «النظام السوري يقصف اليوم الشعب السوري كما قصف طرابلس عامي 1982 و1984».

وبالتزامن، وبعد انتهاء صلاة الجمعة انطلقت مظاهرة حاشدة من مسجد حمزة في القبة، بدعوة من «هيئة علماء الصحوة الإسلامية»، وجابت شوارع المنطقة شوارع المنطقة وردد المتظاهرون خلالها هتافات تطالب «بإعدام الأسد، وتندد بالصمت العربي والدولي على المجازر التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والشيوخ».

ولدى وصول المظاهرة إلى ساحة ابن سيناء، ألقى رئيس هيئة علماء الصحوة الشيخ زكريا المصري كلمة، وجّه خلالها «صرخة مرتفعة إلى الشعب السوري البطل»، مطالبا إياه لأن «يواصل ثورته في مواجهة حزب البعث»، معتبرا أن «طبيعة الصراع القائم في سوريا هي بين الحق والباطل، فشتان بين ما يطلبه الشعب السوري، وما يسعى إليه الحزب الحاكم، إذ إن الشعب يطلب في هذا الصراع رضوان الله تعالى والجنة، أما الحزب الحاكم فيطلب رضوان المفسدين في الأرض».

وسأل «هل يعتقل أن يواجه الذين يطالبون بالحرية والكرامة بقصف بيوتهم ومنازلهم بالمدفعية والطائرات والدبابات وراجمات الصواريخ، تحت سمع العالم وبصره الذي لم يحرك ساكنا؟». وقال المصري «إن الشعب السوري الصابر والثابت على إيمانه في مجابهة خصومه وأعدائه، حتى صار وحيدا في مواجهة آلة الدمار والخراب البعثية، أصبح إماما للشعوب الأخرى وقدوة لها ومضرب المثل فيها بالصبر والثبات».