موفاز للرئيس أوباما: الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني أخطر من الصراع مع إيران

لدينا فرصة سنة ونصف السنة للاتفاق على الحدود والأمن مع الفلسطينيين

طفل فلسطيني يفر من ملاحقة جنود اسرائيليين بعد المشاركة في احتجاجات ضد قضم الأراضي الفلسطينية (أ.ف.ب)
TT

صرح شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، في واشنطن الليلة قبل الماضية، بأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يحتوي على أخطار أكبر من الصراع مع إيران، ولذلك ينبغي بذل جهود مضاعفة لتسويته فورا والسعي لاستئناف المفاوضات بأي ثمن.

وقال موفاز، وفقا لمصادر سياسية مقربة منه في تل أبيب، إن وجود حكومة قوية في إسرائيل بمشاركة حزبه «كديما»، تستند إلى قاعدة برلمانية عريضة (94 من مجموع 120 نائبا)، فتح طاقة كبيرة وفرصة حقيقية لدفع عملية السلام «فلهذه الحكومة توجد سنة ونصف السنة حتى موعد الانتخابات. وخلال مدة كهذه يمكن التوصل إلى اتفاق إسرائيلي - فلسطيني حول موضوعين أساسيين في الصراع، هما موضوع الحدود وموضوع الترتيبات الأمنية. وإذا اتفق الطرفان عليهما، تسقط العقبات أمام المفاوضات حول بقية القضايا (القدس واللاجئين) ويستطيع الطرفان إدارة مفاوضات هادئة بين دولتين، إسرائيل وفلسطين». وكان موفاز قد أنهى، أمس، جولة في واشنطن التقى خلالها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية، وتوم دونيلون مستشار الأمن القومي، ومسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية والكونغرس. وبعد مرور ثلاث دقائق فقط على بدء لقاء موفاز مع دونيلون، دخل الرئيس أوباما القاعة فجأة وترأس الوفد الأميركي. وخلال 35 دقيقة حاول أوباما سماع وجهة نظر موفاز في عدد من القضايا، أبرزها: موضوع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني والموضوع الإيراني والدوافع التي أدت إلى انضمام حزب «كديما» للائتلاف الحكومي في إسرائيل.

واعتبر مسؤولون في الوفد الإسرائيلي تصرف أوباما «محاولة تظاهرية منه لإعطاء دفعة لمكانة موفاز في إسرائيل»، علما بأن استطلاعات الرأي تقدر أن ينهار حزبه تحت قيادته في الانتخابات المقبلة. وأكدوا أن الرئيس لا يدخل إلى اجتماعات كهذه عادة إلا خلال لقاء مستشار الأمن القومي مع رئيس حكومة أو وزير دفاع مميز. ودخوله الاجتماع مع موفاز هو تعبير عن رضى البيت الأبيض منه ومن أفكاره السياسية الإيجابية واعتقادهم بأنه قادر على التأثير في الحكومة وإخراج مفاوضات السلام من حالة الجمود القائمة فيها منذ ثلاث سنوات.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن موفاز قوله إن موضوع التسلح النووي الإيراني خطير جدا بالنسبة لإسرائيل، ويعتقد أن من الضروري تشديد العقوبات الغربية أكثر، بحيث يشعر الإيرانيون بأن الغرب يجري استعدادات للجوء إلى الخيار العسكري من جهة، واتخاذ إجراءات عقابية تشمل البنك المركزي الإيراني باعتبار أن إجراءين بهذا المستوى سيهددان بسقوط النظام الحاكم في طهران. ولكنه أضاف أن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في نظره هو أخطر من الصراع مع إيران، لأنه يهدد بفقدان إسرائيل هويتها كدولة يهودية. وقال: إن قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هو مصلحة إسرائيلية كما هو مصلحة فلسطينية.

وعرض موفاز مجددا خطته للتسوية، التي كانت قد أقرت في المؤتمر الآيديولوجي لحزبه في نهاية الأسبوع الماضي، وفيها تقام دولة فلسطينية على نفس مساحة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. بحيث تبقى غالبية المستوطنات تحت السيادة الإسرائيلية، والتعويض للفلسطينيين بتبادل أراض بنسبة 100%. ويقترح موفاز أن يتم تطبيق هذه الخطة بالتدريج، وذلك بأن تنسحب إسرائيل من 20% من مساحة الضفة الغربية فورا ويعلن قيام دولة فلسطينية عليها (أي على 60% من أراضي الضفة) تصادق عليها الأمم المتحدة وتكون إسرائيل أول دولة تعترف بها رسميا، ومن ثم تبدأ المفاوضات التفصيلية بين دولتين، وفي بدايتها تتعهد إسرائيل للسلطة الفلسطينية بالتوصل إلى تسوية شاملة خلال خمس سنوات تنسحب فيها من الأراضي المحتلة بالكامل.

ودعا موفاز الرئيس أوباما إلى إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن يتخلى عن شروطه المسبقة ويتجه نحو مفاوضات مباشرة على أساس هذه الأفكار. لكن هذه الأفكار تلقى معارضة شديدة من أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية، الذي هاجم موفاز حال وصوله إلى واشنطن واتهمه بتشويه الواقع. وقال: «إن تصريحاته وهمية وتتجاهل أمرا واقعيا أساسيا، هو أن من يمنع المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية هو ليس إسرائيل، بل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يضع شروطا تعجيزية على استئنافها (تجميد البناء الاستيطاني). فطالما أنه في قيادة الشعب الفلسطيني لن تكون مفاوضات ولن يكون سلام».