مسؤول فتح في غزة يستقيل بسبب خلافات حول الصلاحيات.. ويقول إنه ليس من مدرسة المنافقين

أنصاره يتهمون مركزية فتح بتهميشه.. ومعارضوه يقولون إنه استعجل

TT

في خطوة تدل على حجم الخلافات حول الصلاحيات داخل حركة فتح في قطاع غزة، قدم يزيد الحويحي، أمين سر الهيئة القيادية للحركة في القطاع استقالته إلى اللجنة المركزية للحركة بعد أقل من شهرين على تعيينه في الموقع الجديد.

وأكد يحيى رباح، عضو الهيئة القيادية، لـ«الشرق الأوسط»، تقديم الحويحي استقالته. وقال إن فتح ستحاول ثنيه عن هذه الاستقالة، لكنه إذا ما أصر فإن عمل الحركة سيستمر ولن يتأثر. وبحسب رباح فإن تباينات بين الحويحي ومركزية فتح حول اختيار أسماء قيادة وأعضاء الأقاليم والساحات في غزة، كان وراء سبب الاستقالة. وقال: «قررت مركزية فتح إحداث تغييرات في هيكلة التنظيم للحركة في قطاع غزة، بعدما استوفى مدته الزمنية، وبالتالي بدأنا في هذه اللجنة (القيادية) بعمل كبير، قمنا بزيارات ميدانية والتقينا أعضاء الأقاليم والتنظيم والكفاءات الوطنية من أجل أن نرسم خارطة هذا التغيير. وفعلا قبل أيام أنجزنا بنكا من الأسماء وأرسلناه إلى اللجنة المركزية المختصة وصاحبة القرار، ويبدو أن خياراتها لم تكن متطابقة مع بعض التوصيات من الأخ يزيد».

وأكدت مصادر من فتح في غزة على علاقة بالحويحي لـ«الشرق الأوسط»، أنه كان يشكو من تجاوزه منذ فترة، عبر مسؤولين في الهيئة القيادية وفي فتح بالقطاع، ومن مسؤولين في اللجنة المركزية أيضا يشرفون على القطاع. ويتهم الحويحي مركزية فتح بالمساعدة على تهميش دوره وتقوية آخرين على حسابه. كما يتهمها بـ«تطنيش» الحركة في القطاع، وعدم توفير الإمكانيات اللازمة للنهوض بها. والحويحي أسير سابق، ومعروف داخل فتح بشكل كبير، ويتبنى الرجل مبدأ الولاء لرأس قيادي واحد لجسم الحركة، لا عدة رؤوس أو قيادات.

ومعروف أن مركزية فتح اختارت الحويحي مسؤولا لفتح في غزة قبل شهرين على رأس تركيبة جديدة للهيئة القيادية، من أجل النهوض بواقع الحركة في القطاع، وهو ما أثار آنذاك مشكلات واحتجاجات من قبل مسؤولين في فتح، اتهموا المركزية بإهمال وتجاهل دورهم الكبير سابقا.

وكتب الحويحي في كتاب استقالته الموجه إلى أبو ماهر غنيم مفوض التعبئة والتنظيم، ونبيل شعث مفوض مكتب التعبئة والتنظيم للمحافظات الجنوبية (غزة)، وأعضاء اللجنة المركزية، قائلا: «إنني لست من مدرسة المنافقين المرافقين ولا من مدرسة المندوبين ولا من مدرسة المغانم في الحركة، لذلك أجد نفسي غريبا وأحيا زمن الاغتراب في الحركة، لذلك أتمنى أن تتقبلوا إعفائي من المهمة، مع خالص التقدير».

وردت مصادر في فتح على شكاوى الحويحي، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إنه استعجل في تقديم استقالته، من دون أن يراعي الظروف المعقدة داخل الحركة في القطاع. وأضافت المصادر المطلعة: «لا يستطيع الحويحي أو غيره، إغلاق أفواه وجوالات الناس ومنعها من الحديث». وأردفت المصادر: «هناك لجنة مركزية وأجسام قيادية وأعضاء مجلس ثوري ومجلس استشاري وكتلة فتح النيابية، وآخرين، وكلهم لهم آراء وتجارب كبيرة، والمطلوب كان احتواء واحتضان وتوحيد العمل التنظيمي وليس التنافر». ومضت المصادر تقول: «حتى ياسر عرفات كانوا يخالفونه الرأي أحيانا، ويستوعب الجميع».

وتابعت المصادر: «هناك أزمة مالية كبيرة، وهناك حماس، وهناك شيء من الفوضى، فتح تقف في المنطقة ما بين المسموح والمحظور، والمسألة بحاجة إلى سعة صدر وتفاهم ووقت أطول».