وزراء خارجية بولندا والسويد وبلغاريا: يجب إبقاء لبنان مستقرا وبمنأى عن أزمة سوريا

طاولة مستديرة عقدها مركز «كارنيغي» في بيروت

TT

شدد وزراء خارجية كل من بلغاريا والسويد وبولندا على ضرورة إبقاء لبنان مستقرا وبمنأى عن الأزمة السورية، انطلاقا من الدور الذي يلعبه في منطقة الشرق الأوسط. وأبدوا، خلال طاولة مستديرة عقدها مركز «كارنيغي للشرق الأوسط» في بيروت بعنوان «سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه لبنان على ضوء الأزمة السورية والتطورات الإقليمية»، تشجيعهم للقادة اللبنانيين على مواصلة جلسات الحوار الوطني.

وشدد وزير خارجية بلغاريا نيكولاي مالادينوف، على أهمية استقرار لبنان باعتباره مفتاحا للاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن زيارته ونظيريه البولندي والسويدي موفدين من الاتحاد الأوروبي إلى لبنان تأتي في إطار «توجيه رسالة دعم أوروبي للبنان وتأكيد الوقوف إلى جانبه في الأوقات الصعبة، خصوصا في ظل تأثير الأزمة السورية».

ولفت إلى وجوب إبقاء لبنان مستقرا ومعزولا عما يحصل في سوريا، واصفا إياه بأنه «بلد العقل» بعد سنوات الحرب الأهلية التي شهدها. وأبدى رغبة الاتحاد الأوروبي في المساهمة في استقرار لبنان على المدى الطويل، من خلال تشجيع استمرار التوافق الوطني والمساهمة في تحقيق التنمية وتثبيت الأمن، معربا عن اعتقاده أنه بإمكان اللبنانيين بعد سنوات الحرب الأهلية أن يقدموا شهاداتهم إلى سوريا، خصوصا بعد استخلاصهم لفوائد التنمية والسلم في السنوات اللاحقة.

وعول مالادينوف على أهمية ضبط الحدود بين لبنان وسوريا، والتمييز بين التهريب وبين من يطلب اللجوء إلى لبنان وتأمين احتياجاتهم.

وتوقف وزير خارجية بولندا رادوسلاف سيكورسكي عند «العلاقة القائمة بين الديمقراطية العلمانية والقوى الإسلامية»، لافتا إلى أن «قادة الربيع العربي في مصر وتونس بدأوا التحرك تحت عنوان الديمقراطية العلمانية، ثم ما لبثوا أن تحولوا في مرحلة لاحقة إلى اتباع مقاربات دينية أكثر منها آيديولوجية».

ورفض وزير خارجية السويد كارل بيلدت الحديث عن «حرب أهلية» في سوريا، وقال «إنها ما زالت تعيش الثورة»، معتبرا أنه «لا يمكن لمن لم يعش الحرب الأهلية أن يعرف حقيقتها». وأثنى على الموزاييك الذي يمثله لبنان في المنطقة، موضحا أنه يحمل رسالة أوروبية للقيادات السياسية بشأن دعم لبنان وتشجيعه على مواصلة الحوار.

وأوضح مدير مركز «كارنيغي» وأبرز الباحثين فيه الدكتور بول سالم، أن لبنان وسوريا والعراق هم ثلاث دول تحكمها قوى طائفية، وإذا كان النظام العراقي قد سقط في عام 2003، ويسقط النظام السوري اليوم، فإن النظام اللبناني ساقط أصلا ولا يمكن لنظام أن يسقط مرتين. وأبدى تخوفه من أن يتغير ميزان القوى في المنطقة في حال سقوط النظام السوري، حيث سيخسر حزب الله «ظهره الاستراتيجي»، وهو ما قد لا يقوى لبنان على تحمل تبعاته.

وتخلل النقاش مداخلات عدة من المشاركين من إعلاميين وخبراء سياسيين واقتصاديين وباحثين في مركز «كارنيغي» عرضت لانعكاسات الأزمة السورية على لبنان سياسيا واقتصاديا وثقافيا وسياحيا، وأشارت إلى الجدال القائم حول وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم وتنامي تأثيرهم على أكثر من مستوى.