صحف عالمية تنظر لرئيس مصر الجديد بالتفاؤل الممزوج بالحذر

ركزت على مستقبل علاقات القاهرة مع تل أبيب

TT

ركزت صحف عالمية على مستقبل علاقات القاهرة مع تل أبيب بعد فوز مرشح التيار الإسلامي الدكتور محمد مرسي، وتفاوتت نظرتها لحال رئيس مصر الجديد بين التفاؤل والحذر، وطرحت تساؤلات حول كيفية تعامل مرسي مع مهام منصبه بعد إضعافه بالإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، وكيفية لملمة شمل أمة انقسمت سياسيا بعد اندلاع الثورة، وكيف سيتعامل مع إسرائيل.

وتحت عنوان «التحديات تتضاعف أمام الفائز بالرئاسة في مصر»، خرجت تغطية صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية لنتائج الانتخابات الرئاسية، وأشارت الجريدة في سردها للحدث إلى إصرار الرئيس مرسي على حلف القسم أمام البرلمان المصري الذي صدر قرار قضائي بحله قبل نحو أسبوعين.

ولفتت أيضا إلى أن الرئيس مرسي، الذي قالت إن لديه فرصة تاريخية ليكون أكثر من مجرد رئيس صوري أو واجهة بسبب مواجهته سيلا من التحديات، عليه أن يواجه القادة العسكريين الذين جردوه من عدد من القوى الرئاسية بمجرد انتهاء عملية الاقتراع الأسبوع الماضي.

وأضافت الجريدة أن على الرئيس مرسي أيضا أن يتغلب على مخاوف وشكوك أنصار منافسه الذي حصل على نسبة مقاربة من الأصوات، وتابعت: «يتحتم على مرسي إقناع المصريين بأنه يمثل فكرا أوسع وأشمل من المصالح الضيقة لجماعة الإخوان المسلمين».

وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إلى أن اختيار المصريين رئيسا يمثل تيارا إسلاميا محافظا، أعطى القوى الإسلامية منبرا أو منصة لمواجهة القوى العسكرية الراسخة، وأن هذه الخطوة زودت أكبر دولة في المنطقة العربية بواحدة من أعمق علامات التغير الديمقراطي. ورأت الصحيفة أن انتصار مرسي الذي أشعل شرارة الاحتفال في قلب الثورة المصرية؛ ميدان التحرير، يعد بمثابة نقطة تحول للإسلاميين بمصر الذين تم تعذيبهم وقمعهم طوال عقود من حكم أنظمة استبدادية.

وركزت الجريدة بدورها على صلاحيات الرئيس الجديد بقولها: «النتيجة انبثقت عنها أسئلة كثيرة بمجرد إعلانها، فمرسي سيتولى منصبا تم إضعافه بعد الإعلان الدستوري المكمل، كما أنه فقد مساندة البرلمان الذي كانت غالبيته من الإسلاميين بعد الحكم بحله».

وتساءلت الجريدة عن الطريقة التي سيكون عليها الرئيس الجديد. وترى «واشنطن بوست» أن فوز الدكتور مرسي سيكون بمثابة نقطة تطلع أو إلهام لسائر الحركات الإسلامية بالمنطقة، وأنه قد يشكل تهديدا محتملا لإسرائيل التي اعتبرت مصر محور عملية السلام في المنطقة طوال نحو 35 عاما؛ أي منذ توقيع اتفاقية السلام المشتركة معها.

ونشرت الجريدة تعليق أحد المسؤولين بالإدارة الأميركية من المهتمين بالسياسة المصرية، بأن واشنطن انتابها قلق من الشائعات التي كانت تدور في شوارع القاهرة قبيل إعلان النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية حول سعي المجلس العسكري لتتويج مرشحه المفضل.

ويرى اللواء سامح سيف اليزل رئيس «مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية»، في قراءته لما جاء في الصحف العالمية، أن الصحف الأوروبية تناولت الحدث بشيء من الحذر. وأوضح لـ«الشرق الأوسط»: «بعض الصحف قالت إن هذا قرار الشعب المصري، وإنه لا بد من احترام نتائج التصويت، والبعض الآخر علق على الأمر بأن القرار جاء على هوى جزء من الشعب المصري، وهناك صحف أشادت بأولى خطوات مصر نحو الديمقراطية بغض النظر عن اسم الرئيس الفائز».

وعن اهتمام الصحافة الأميركية بما ستؤول إليه الأمور بين الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة (بعد صدور الإعلان الدستوري المكمل الذي نقل الصلاحيات التشريعية للمجلس العسكري لحين انتخاب مجلس الشعب)، قال سيف اليزل إن الصحف الأميركية ركزت تحديدا على إصرار حزب الحرية والعدالة على عدم فض اعتصام ميدان التحرير إلا بعد سحب الإعلان الدستوري المكمل وعودة البرلمان للعمل.

وفي جريدة «الإندبندنت» البريطانية، كتب روبرت فيسك مراسل الجريدة، أن مرسي ليس ثوريا، وأن نخبة الجيش نصبت له فخا، وقال فيسك: «في الوقت الذي كان فيه 50 مليون مصري يتابعون نتيجة تصويتهم لصالح المرشح الإسلامي ضد الممثل لنظام مبارك، قمت بزيارة لمنزل الزعيم سعد زغلول تقديرا لرجل كان يمكنه أن يخدم مصر جيدا في هذه الأيام، فهو مناضل ثوري وقف حزبه (الوفد) في وجه الاحتلال الإنجليزي، كما كانت زوجته صفية زغلول رائدة الحركة النسائية في مصر». وأضاف فيسك أن «مرسي لا يشبه زغلول الذي كان يريد أن يعيش في مصر متقدمة حديثة مدنية، والذي قال لحزبه وقت ثورة 1919 إن هذه الحركة ليست حركة دينية، ولا حركة لوحدة العرب، أو حركة لكره الأجانب، وإنما (حركة) مصر للمصريين».