«مناسبات الصيف» تنقذ الذهب من الركود وترفع المبيعات 25%

بعض المصانع تنتظر الموسم لتطلق موديلاتها الجديدة لإغراء العملاء

يؤكد متعاملون في سوق الذهب أن ما يميزها عن غيرها من الأسواق ارتباطها الوثيق والمباشر بالمواسم («الشرق الأوسط»)
TT

تحول موسم الإجازة الصيفية إلى طوق نجاة بالنسبة لأصحاب محال الذهب للمبيعات الفردية، حيث حركت المناسبات التي تنتشر بكثرة هذا الموسم الأرباح لتسجل مبالغ مالية ممتازة، أنعشت خزائن تلك المحال التي طالما عانت من الخواء لفترات طويلة، نتيجة تباعد المناسبات وتذبذب أسعار الذهب باتجاه الصعود، ناهيك عن القلق العالمي الذي يسيطر على أسواق الذهب، التي تعد من الأسواق العالمية صعبة التوقعات والمليئة بالمفاجآت.

وعلى الرغم من محافظة الذهب على أسعاره المرتفعة، فإن ذلك لم يؤثر بشكل مباشر على ارتفاع وتيرة المبيعات التي لامست الـ25 في المائة، إذا ما قورنت بالفترة التي سبقت حلول الإجازة، والتي كانت السوق حينها تعاني من ضعف في المبيعات، أرق المتعاملين في سوق الذهب الذين بدأ القلق يساورهم نتيجة ارتفاع نسبة العزوف، الأمر الذي أنهاه موسم إجازة الصيف، الذي حل كمنجم رفع الإيرادات وعوض فترة الخمول السابقة التي ظلت ملازمة للسوق.

وذكر سعيد جياش مدير أحد محلات الذهب أنهم بدأوا يحصدون الأرباح بشكل كبير، منذ حلول موسم إجازة العطلة الصيفية الذي يعتبرونه أحد أهم المواسم في جني الأرباح، والتحرك بشكل موسع في خدمة الزبائن، الذين يتوافدون على محالهم لشراء المصوغات الذهبية في المناسبات التقليدية، حيث يعتبر الذهب أحد أهم المعادن التي يحرص السكان المحليون على اقتنائها أو إهدائها، وهو الأمر الذي انعكس عليهم إيجابا في تحقيق الإيرادات.

وحول أكثر الأطقم مبيعا، أكد جياش أن أطقم العرسان والأطقم المتوسطة هي الأكثر رواجا، بين الأنواع المختلفة التي تزخر بها محلات الذهب، مبينا أن مناسبة الزواج هي المناسبة الأكثر تكررا هذه الأيام، مما يعني تزايد الأرباح تبعا لارتفاع أعداد الزواجات، لافتا لأن الأوزان المتوسطة تعد ذات ربح كبير، نتيجة ارتباط مكاسبهم بالغرام الواحد، حيث تزيد الأرباح تلقائيا كلما كبر حجم الكمية المراد شراؤها من الذهب.

وكانت أسعار الذهب قد شهدت تذبذبات واضحة خلال العامين الماضيين، تركزت وتيرتها على الارتفاع، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يشهدها العالم بشكل عام، كما أن لارتفاعات أسعار النفط أثرا واضحا على الصعود بالمؤشر إلى الارتفاع، كما شكلت الاضطرابات التي تشهدها منطقة اليورو، ضغطا إضافيا على تنامي الطلب على الذهب، باعتباره الخيار الآمن والرقم الصعب في أحلك الأزمات الاقتصادية، التي تعصف ببعض الاقتصادات العالمية في الوقت الراهن.

وفي ذات الاتجاه كشف سعيد باكرمان المستثمر في سوق الذهب، أن معظم المصانع تربط إصدار الموديلات الحديثة من الذهب، بقرب حلول الإجازة الصيفية التي تعد من أطول المواسم تحقيقا للأرباح، وذلك لتشكل عاملا يجذب العملاء بشكل أكبر إلى اقتناء الذهب، وهو الأمر الذي تراهن عليه بعض المصانع، التي تركز وبشكل كبير على توقيت نزول الموديلات، التي أصبحت عاملا لا يستهان به في زيادة إقبال الزبائن على الشراء.

وحول الأسعار الحالية للذهب بين أن سعر الأوقية ذات العيار 10 وصل إلى 22.66 دولار، أما العيار 14 فقد حقق ما يقارب 31.69 دولار، أما العيار 18 فقد تجاوز الـ40.76 دولار، وبالنسبة للعيار 21 فقد بلغ 47.56 دولار، في حين العيار 22 لامس سعره 49.84 دولار، أما العيار 24 فحقق 54.35 دولار، مما يعني أن الأسعار تسير إلى ازدياد، بعكس سير بعض الاقتصادات العالمية، التي تعتبر الذهب الخيار الآمن للحفاظ على الاستثمارات باعتباره لغة اقتصادية عالمية.

وفي صلب الموضوع أوضح عبد العزيز الدوسري صاحب العديد من المحلات المتخصصة لبيع الذهب، أن ما يميز سوق الذهب عن غيرها من الأسواق هو ارتباطها الوثيق والمباشر بالمواسم، ففي بعض الحالات يمر الشهر تلو الآخر ولم يحقق المحل حتى تكاليفه التشغيلية، ولكن عند حلول الموسم ولو كان ذا أيام معدودة، تقوم المحلات بنفض الغبار وتعويض ذاك الركود الذي أصابها، وتبدأ بشكل فعلي في تحقيق الأرباح، وهو الأمر الذي يعيه جيدا تجار الذهب الذين يقتنصون المواسم لتحقيق المكاسب.

وأضاف «تقدر نسبة الإقبال الذي صاحبه ارتفاع في الأرباح بقرابة الـ25 في المائة، على ما كانت عليه خلال الفترة التي سبقت حلول الإجازة»، مبينا أنها «نسبة ممتازة لأصحاب المحلات الذين يتسابقون فيما بينهم لتحقيق الأرباح والظفر بأكبر شريحة ممكنة من الزبائن»، مبينا أن هذه النسبة تعد متوسطة بدرجة كبيرة، وأن هناك العديد من المحلات التي تجاوزت هذه النسبة وباتت تحقق أرباحا مضاعفة أنستهم فترة الركود التي استمرت لفترات طويلة، وأن هذا الموسم هو موسم الحصاد الذي يحرص المستثمرون على الاستفادة منه بأكبر قدر ممكن.