«الكرنتينا».. حي الممنوعات

الجهات الأمنية تكثف حملاتها فيه

TT

كثير من المفارقات والغرائب تراها بمجرد وصولك لحدود حي يقبع في الجهة الجنوبية لعروس البحر الأحمر، جدة، القابعة في غرب السعودية, حي «الكرنتينا» سيد الأحياء العشوائية.

«الكرنتينا» هو الحي الذي اشتهر بنفحته الأفريقية وامتاز بأزقة ضيقة وطقوس غريبة, هو الحي نفسه يكشف لك عن خفايا وأسرار من الوهلة الأولى عند وصولك لحدوده الأربعة, على الرغم من أن تجوال الغريب في الحي يعد مغامرة حقيقية وأمرا في غاية الخطورة لأن الحي يخضع لرقابة صارمة على كل شخص غريب داخل إليه.

وتأتي هذه المراقبة والمخاوف لما قد يدور في خلد قاطني الحي حول هويتك فقد تكون شرطيا يتقصى المعلومة أو يرصد تحرك مخالفة هنا أو هناك, من بيع عشوائي وتسول وبيع للمحظور, وأنت مع هذه المراقبة داخل الكرنتينا يلامسك إحساس غريب لا يفارقك حتى تطأ قدماك خارج الحي.

«الشرق الأوسط» تجولت في الحي الذي يعاني كغيره من أحياء جدة العشوائية المتسببة في التلوث البيئي والمشكلات الأمنية، ورصدت كثيرا من الممارسات المشبوهة وما يحمله الحي من مخالفات؛ فكل بقعة بالحي لها متخصصون يتاجرون فيها. «القورو» هي ثمرة ليس لها تعريفا لغوي في منطقة الحجاز؛ فهي تشبه الليمون في شكلها وتستخدم لزيادة النشاط البدني، كما وصفها البعض، حيث تباع في الحي بسعر يبدأ من 10 ريالات، وتأتي من أفريقيا إلى المملكة عبر وسائل تهريب متنوعة.

يقول عبد الله الحربي، أحد سكان الحي، إنه أصبح مركزا يجمع المخالفين والمتخلفين الذين يروجون كل ما هو مخالف لأنظمة المملكة, مضيفا أن هناك عددا من المواقع «الأحواش» المتخصصة لبيع وشراء كل ما يسرق من حديد وعلب فارغة والألمنيوم، ويدير هذه الأحواش عدد من العمالة الآسيوية والأفريقية المخالفة للإقامة.

وحول انتشار المخالفات بالكرنتينا قال إن غياب الجهات الأمنية وكثرة العمالة المخالفة أحد أسباب انتشار هذه المخالفات, الأمر الذي استبعده العميد مسفر الجعيد، الناطق الإعلامي بشرطة جدة، مؤكدا أن ذلك لا أساس له على الواقع من خلال المتابعة.

ويقول العميد مسفر الجعيد أن هناك حملات ميدانية مستمرة على المخالفين والمواقع المشبوهة, وهناك أيضا دوريات أمنية ودوريات مسؤولة عن الحي، كما يوجد تعاون مشترك بين الجوازات والجهات الأمنية الأخرى. وزاد: «يتم رصد المواقع المشبوهة والتحري عنها ومداهمتها وفق المعلومات التي تقدم من الجهات الرسمية أو من أناس متعاونين مع الجهات الأمنية».

من جانبه، أكد الرائد محمد الحسين الناطق بجوازات منطقة مكة المكرمة تنفيذ حملات تفتشيه مكثفة تقوم بها الجوازات منفردة أو مشتركة على عدد من المنازل، بعد التثبت من المعلومات الموجودة لدينا من قبل جهات مختصة.

وبالعودة للحي يكشف وليد بديع أحد زواره أن ما يميز الكرنتينا هو وجود «سوق الجمعة»، حيث تجد فيه كل البضائع المتنوعة وبأسعار رخيصة من أدوات منزلية وكهربائية وساعات وملبوسات, مشيرا إلى أن أغلب ما تعرضه السوق يعد من المسروقات.

وزاد: «كما يوجد عدد كبير من المتسولين ممن يسيرون على كراسي متحركة، حيث تعد واحدة من أهم الأعمال النشطة التي تنظم داخل الحي لجني الأرباح».

الحي يوجد فيه الكثير من بسطات الخضراوات والفواكه، التي تباع بطرق غير نظامية، ويكون مصدرها عادة من مخلفات الحلقة، كما ذكر أحد سكان الحي حيث تباع بأبخس الأثمان.

ويعلق الدكتور عبد العزيز النهاري، المتحدث الإعلامي في أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك لجنة مشكلة من الأمانة والشرطة والجوازات تقوم بمكافحة الباعة الجائلين في محافظة جدة حيث إن هناك جولات يومية ومفاجئة على ثلاث فرق لتغطية جنوب ووسط وشمال المدينة تقوم كل جهة بدورها، من حيث ضبط الباعة المخالفين لنظام الإقامة ومصادرة العربات التي بحوزتهم.

وعن تعرض الأمانة لمضايقات من قبل المخالفين، أكد الناطق الإعلامي لأمانة جدة وجود مضايقات، ولكنها لا تشكل عائق بحكم مشاركة الشرطة والجوازات في اللجنة.

ويمتاز حي الكرنتينا بعدد من الشوارع تختلف باختلاف أنشطتها، ومن ضمنها شارع «الفحم»، وسمي بذلك لكثرة باعة الفحم فيه، وكذلك شارع «القورو» نسبتا لباعة ثمرة القورو.