«تلفزيون الظهران» يعاود الظهور بمسرحية من معرض «أرامكو»

أول قناة تبث في السعودية ومثلت نافذة على العالم

TT

أعادت مسرحية «التلفزيون» الذاكرة للعديد من الزوار الأيام الأولى للبث التلفزيوني لقناة «الظهران» والذي بدأ عام 1957 كأول قناة على مستوى السعودية، حيث قدمت تلك الصورة التاريخية في قالب مسرحي من تأليف وإخراج إيلي كرم، وقام بالأدوار نخبة من فناني المنطقة الشرقية.

ويقول كرم «إن الفكرة نبعت لديه حين بداية تاريخ البث التلفزيوني لـ(أرامكو) في حقبة تاريخية معينة، حيث كان التأثير واضحا في عقلية من شاهده في تلك الفترة الزمنية التي امتدت قرابة أربعين عاما وهو ينهل بعطاءاته التنويرية مما شكل صورة ذهنية وكونت زادا ثقافيا ظهر أثره للعيان لمن عاصر تلك المرحلة».

وعن مادته المسرحية يقول كرم «كان الغذاء فيها مما توافر في الأرشيف من أفلام وثائقية ساندته في إخراج العمل محاكيا ومعبرا بالتفصيل الفني والدور المسرحي بعضا مما كان يعرضه هذا التلفزيون حيث نجح ممثلو الأدوار إبراهيم الحساوي وجبران الجبران وعبد العزيز المليفي وماهر الغانم وعبد الله سويد ومعتز العبدالله وعبد الباقي البخيت والطفلة نورة يوسف، في إيصال الفكرة للمشاهد بكل سلاسة وسهولة».

وعن قصة المسرحية يقول: «إنها تدور داخل منزل إحدى الأسر القاطنة في مدينة الخبر تصاعدت لدى أبنائها الرغبة في اقتناء التلفزيون التي لاقت رفضا وتحفظا مبدئيا من والدها في إدخاله للمنزل، فسرعان ما استجاب لرغباتهم فحقق رغبتهم حتى أنه في نهاية الأمر اقتنع بما يقدمه من برامج إثرائية ومعلوماتية وأفلام وثائقية كانت مصدرا للتغذية الفكرية ورفعت رصيده من الوعي لما يدار حوله من تطوير وتنمية في شتى المجالات».

الجدير بالذكر أن إطلاق شركة «أرامكو» لهذا البث كان بمثابة أول بث تلفزيوني في السعودية، وقد سماه البعض «بئر أرامكو» الثقافية رغم أن المشروع كفكرة كان الهدف منه الترفيه عن موظفي الشركة، لكن هذا الظهور التلفزيوني شكل نقلة نوعية وثقافية لأبناء المنطقة، فقد ساهمت هذه المحطة التلفزيونية بشكل مؤثر في رسم وعي جيل خليجي بأكمله في حقبة كانت نسبة الأمية فيها مرتفعة ومصادر المعلومات قليلة ووسائل الترفيه متواضعة ومحدودة.

وأنتجت المحطة حينها برامج خاصة لمحو الأمية بالمنطقة الشرقية باسم «برامج تعلموا العربية» بالتلفزيون وكانت تذاع ثلاث مرات في الأسبوع، وكثير من سيدات المنطقة الشرقية تعلمن اللغة العربية قراءة وكتابة من هذه البرامج، وقد أعطت فرصة كبيرة لكل سكان المنطقة لتعليم اللغة العربية كتابة وقراءة، بالإضافة إلى برنامجي تعليم اللغة الإنجليزية وتعلم الحساب بالتلفزيون.