بدء التحضيرات الأمنية لـ«الزيارة الشعبانية» في العراق.. وسط توقعات بهجمات جديدة

عرض اعترافات خلايا تابعة لـ«القاعدة» مسؤولة عن قتل أكثر من 100 زائر إلى كربلاء

TT

عرضت وزارة الدفاع العراقية أمس «اعترافات خليتين تابعتين لتنظيم القاعدة مسؤولتين عن عمليات قتل وتفجير في مناطق جنوب بغداد». وقال قائد الفرقة الـ17 في الجيش العراقي اللواء الركن ناصر الغنام في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إن «قوة من الفرقة اعتقلت خليتين إرهابيتين تابعتين لتنظيم القاعدة تتألف إحداهما من سبعة أشخاص والأخرى من ستة أشخاص جنوب بغداد»، مبينا أن «الخليتين مسؤولتان عن عمليات قتل وتفجير بالعبوات الناسفة واللاصقة استهدفت المدنيين والقوات الأمنية جنوب العاصمة».

وأضاف الغنام أن «من أبرز تلك العمليات التي نفذتها هاتان الخليتان قتل أكثر من 100 زائر كانوا متوجهين إلى زيارة العتبات المقدسة بمحافظة كربلاء خلال عام 2005»، مشيرا إلى أن «من بين القتلى عدد من النساء، اللاتي تم اغتصابهن قبل تنفيذ عملية القتل». ويأتي عرض هذه الاعترافات بعد يوم من سلسلة تفجيرات في بغداد أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، كما أنه يأتي في وقت بدأت فيه الأجهزة الأمنية والحكومية تستعد لتأمين زيارة النصف من شعبان التي يؤديها ملايين الشيعة إلى مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد). وفي هذا السياق فقد توقع معاون قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء الركن مجيد علي أن تشهد الزيارة الشعبانية المقبلة تهديدات غير متوقعة تختلف عن التهديدات في الزيارات السابقة. وقال القائد المذكور خلال اجتماعه بالقادة الأمنيين في اجتماع سري عقد مساء أول من أمس في الحلة للإعداد للخطة الخاصة بالزيارة قوله إن «الزيارة ستجرى هذا العام وسط أجواء سياسية مشحونة، مما يجعل من الصعب توقع الأهداف التي سيضربها الإرهابيون». وأضاف أن «المعلومات الاستخبارية تشير إلى احتمال أن تكون جميع المناطق وجميع الأهداف بغض النظر عن أهميتها هدفا للمجاميع المسلحة التي تعمل على تقويض الأمن لأهداف وغايات إعلامية»، لافتا إلى أن «جميع الأجهزة الأمنية في المنطقة دخلت في حال الإنذار، وتم إجراء مسح شامل لجميع الأهداف المحتملة لغرض توفير الحماية المسبقة لها».

من جهته، أكد مصدر امني أن الخطة التي أعدت خلال الاجتماع تضمنت إشراك أكثر من 20 ألف عنصر أمني واستخباري ومنتسب من القوات المسلحة لتوفير الحماية لخطوط تحرك الزوار المتوجهين إلى مدينة كربلاء، فضلا عن استقدام فوجي طوارئ من محافظتي ديالى وصلاح الدين للإسناد ووضع قدرات القوة الجوية تحت طلب القادة العسكريين في بابل لغرض تأمين الغطاء الجوي للقطاعات الأرضية عند الحاجة.

إلى ذلك، قتل أربعة من عناصر الصحوة وجندي عراقي وأصيب خمسة أشخاص آخرين بجروح في هجومين منفصلين استهدفا أمس نقطة تفتيش ودورية للجيش في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، كما أفادت مصادر طبية وأمنية. وقال قيادي في قوات الصحوة لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم الكشف عن اسمه إن «أربعة من عناصر الصحوة قتلوا وجرح أربعة آخرون في هجوم مسلح استهدف صباح اليوم (الجمعة) نقطة تفتيش على الطريق الرئيسي في ناحية خان بني سعد» على بعد عشرة كيلومترات جنوب مدينة بعقوبة (60 كم شمال شرقي بغداد). وتمكن المسلحون من الفرار بسيارة مدنية كانوا يستقلونها بعد تنفيذ الهجوم، وفقا للمصدر.

وفي هجوم آخر، قال ضابط برتبة رائد في الجيش إن «جنديا قتل وجرح آخر في انفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في منطقة الكاطون، وسط بعقوبة». وأكد الطبيب أحمد إبراهيم من مستشفى بعقوبة العام تلقي جثث أربعة من عناصر الصحوة وخامسة لجندي ومعالجة خمسة جرحى أصيبوا في الهجومين. وتعد مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، والمناطق المحيطة بها بين المناطق الأكثر توترا في العراق رغم مواصلة قوات الأمن العراقية عمليات للسيطرة على الأوضاع الأمنية.