في خطبة الجمعة وبحضوره: «الأزهر» يعظ الرئيس بالحفاظ على مواطنة الدولة

الكنائس المصرية تقيم قداسا لمنح مرسي الحكمة والقرار السليم

الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي اثناء تأديته صلاة الجمعة في الجامع الازهر والى يمينه شيخ الازهر ثم مفتي مصر (إ.ب.أ)
TT

أدى الدكتور محمد مرسي رئيس مصر المنتخب صلاة الجمعة أمس في الجامع الأزهر الشريف، في أول جمعة له بعد قيامه بأداء مهامه كأول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير، في تقليد كان يحرص عليه حكام وسلاطين مصر وحتى الرئيس السابق حسني مبارك في بداية توليه السلطة.

واحتشد آلاف المصلين داخل المسجد وخارجه وامتدت الطوابير إلى الشوارع المجاورة، وحرص المئات على الذهاب للمسجد سيرا على الأقدام بسبب الزحام الشديد، وأقامت قوات الحرس الجمهوري 3 بوابات إلكترونية لتأمين الرئيس، فيما تكدست مئات السيارات في محيط المسجد وكوبري الإمام الحسين، واضطر السائقون لترك سياراتهم أعلى الكوبري، وسادت الأجواء الاحتفالية بين المصلين، حتى إن بعض السيدات اصطففن أمام البوابة الرئيسية للمسجد، وهتفن للرئيس وأطلقت بعضهن الزغاريد.

وجلس بجوار الرئيس المنتخب، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور علي جمعة مفتي مصر، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف، الذي ألقى خطبة الجمعة وتحدث فيها عن الخليفة عمر بن الخطاب، وكيف كان يقف مع الحق ويسانده بقوة.

وأكد الأزهر الشريف أمس، والذي اعتلى منبر مسجده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحرص الرئيس الأسبق أنور السادات على الصلاة فيه، أنه استعاد مكانته كمنبر وسطي يحافظ على جميع الفرقاء في المجتمع المصري، وأنه المرجعية الدينية الوحيدة في مصر والعالم الإسلامي، خاصة بعد مطالبة بعض نواب البرلمان المصري المنحل من السلفيين بإصدار قانون بألا يكون الأزهر هو المرجعية الدينية في مصر.

ووجه وزير الأوقاف في خطبته مجموعة من النصائح للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، حيث سرد خلال خطبته موقف سيدنا عمر من أقباط العالم الإسلامي وخاصة بيت المقدس، وركز على حسن المعاملة.

وتابع الدكتور القوصي: «إننا بحاجة إلى الرجوع لعهد الفاروق عمر بن الخطاب الذي جمع بين خصال ثلاث، أود أن أوجهها إلى الرئيس المنتخب، هي: الحزم، والعدل، والحفاظ على مواطنة الدولة»، مؤكدا أن الرئيس الجديد لا بد وأن يعلم أن ولي الأمر يجب ألا يخشى في الحق لومة لائم، وأن يعلم أن هذا الوطن وطن للجميع، لا شرذمة فيه، فهو وطن المشاركة بين الأفراد، وأنه منذ الآن أصبح وطن العدل والحرية والمساواة والديمقراطية، التي يعبر فيها الكل عن رأيه مع الالتزام بضوابط الأخلاق.

وأضاف القوصي: «إننا بحاجة إلى إعادة زرع القيم والمبادئ»، مشددا على ضرورة عدم هجوم أحد على الآخر، أو أن يصم الآذان عن استماع الآراء، خاصة أن الإسلام حكى مقالات الكفار وأهل النار، وبالتالي فالإسلام يتسع صدره للجميع، متمنيا التوفيق للرئيس الجديد في شؤون البلاد.

واستشهد القوصي، بحزم الخطَّاب حين أمر خالد بن الوليد وهو قائد في ذروة انتصاره بالتنحي والنزول لصفوف الجيش، مضيفا: «إن قرار الخطاب كان وقتها لمصلحة المسلمين وإنه وقتها لم يعبأ بالعواطف أو مكانة خالد بن الوليد».

وحكى القوصي عن عدل الفاروق حين أخطأ ابنه وعاقبه عمرو بن العاص؛ ولكن في داره وليس في مكان العقاب الذي يعاقب فيه باقي الأشخاص، فانفعل وقتها الفاروق قائلا لعمرو: «كيف تفرق بين ابني وبين بقية الأمة؟».

واستطرد وزير الأوقاف خلال الخطبة، قائلا: «رغم أن عمر بن الخطاب كان وقتها من أعلى زعماء العالم مكانة؛ ولكنه تعامل مع المسيحيين كما يأمره الإسلام».

وتحدث وزير الأوقاف عن الأزهر وعراقته، قائلا: إن «ساحة الأزهر شهدت دخول الفرنسيين عليها وتمت إبادتهم، ومع ذلك استمر الأزهر في عراقته وشموخه»، وما إن بدأ في سرد قصة اقتحام الجنود الفرنسيين الجامع الأزهر بخيولهم، وتدنيسه، حتى انهالت دموع الدكتور محمد مرسي. واستطرد القوصي في خطبته قائلا: «إن الأزهر سيظل حصنا شامخا لا يتأثر بأي شيء».

واحتشد المصلون خارج صحن الجامع الأزهر، فور انتهاء صلاة الجمعة، وتدافعوا لتحية الرئيس المنتخب مرسي، ورفع المصلون صوره داخل صحن المسجد، فيما غابت قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، عن حضور الجمعة الأولى للرئيس، وقال الشيخ علي نجار، من علماء الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن «الحشود خارج المسجد امتدت بطول شارع الأزهر في جو احتفالي، والرئيس مرسي حرص على مصافحة المارة خارج المسجد ببساطة».

وخرج المصلون عقب خروج موكب الرئيس أمام الجامع الأزهر للاحتفال بمرسي رافعين أعلام مصر مرددين عددا من الهتافات منها: «الشعب يريد رئيس يخاف الله.. ارفع راسك فوق أنت مصري». إلى ذلك، خصصت الكنائس المصرية أمس (الجمعة) القداس في جميع الكنائس، لـ«الصلاة من أجل الرئيس المنتخب محمد مرسي، لمنحه الحكمة واتخاذ القرار السليم»، وذلك بعد طلب الأساقفة من رجال الدين في المحافظات.