قمة الاتحاد الأوروبي تفاجئ الأسواق بإنقاذ البنوك المتعثرة

ميركل: المساعدات المالية مغطاة 100% والفائدة على السندات تنخفض

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتحدث في أعقاب القمة الأوروبية للصحافة (أ.ف.ب)
TT

تراجعت تكاليف الإقراض لإسبانيا أمس الجمعة في أعقاب موافقة زعماء منطقة اليورو على منح قروض للبنوك الإسبانية مع تراجع هامش المخاطرة بين عائدي السندات الإسبانية والألمانية لأجل 10 أعوام إلى 499 نقطة أساس، ويقل ذلك بمقدار 43 نقطة أساس عن مستوى إغلاق السوق يوم الخميس، وانخفض العائد على السندات الإسبانية لأجل 10 أعوام إلى 6.‏6% من 9.‏6%.

وكان قادة منطقة اليورو وافقوا مساء الخميس على السماح لضخ قروض منطقة اليورو مباشرة إلى البنوك الإسبانية المتعثرة وليس عبر تمريرها إلى الحكومة.

ويهدف هذا الإجراء إلى منع زيادة الدين العام ومن ثم طمأنة المستثمرين بشأن قدرة إسبانيا على الوفاء بالتزاماتها المالية.

وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اعتقادها بأن قمة الاتحاد الأوروبي حول أزمة الديون أسفرت عن نتائج إيجابية، وقالت ميركل أمس الجمعة في ختام ماراثون من المشاورات استمر يومين في بروكسل: «كانت جلسة مكثفة أسفرت عن قرارات في بضعة أمور». وأشادت ميركل بالاتفاق الذي توصل إليه قادة دول مجموعة اليورو مساء الخميس بشأن إسبانيا.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن قرارات قمة الاتحاد الأوروبي بشأن مساعدة البنوك المتعثرة مؤمنة بالكامل من قبل البرلمان الألماني (بوندستاج).

وفي سؤال حول ما إذا كانت المساعدات المالية المباشرة للبنوك المتعثرة من صندوق الإنقاذ الأوروبي الدائم «إي إس إم» تغطيها مشاريع قوانين البرلمان الألماني، أكدت ميركل عقب اختتام القمة اليوم الجمعة في بروكسل أن تلك القرارات مؤمنة «100%».

ودافعت ميركل عن حصول البنوك المتعثرة في المستقبل على مساعدات مالية مباشرة من مظلة إنقاذ اليورو الدائمة، موضحة أنه تم إقرار ذلك في إطار تشديد الرقابة على تلك البنوك من خلال هيئة دولية للإشراف بمشاركة البنك المركزي الأوروبي.

وذكرت المستشارة أن ربط هذه الجهة الرقابية بإمكانية إعادة رسملة البنوك يمكن قبولها «إذا كانت هناك هيئة إشراف موثوق بها وجيدة»، وأضافت ميركل أن البنك المركزي الأوروبي لديه في النهاية مصلحة خاصة في بنوك صحية، مؤكدة أنه لا مساس بحجم صندوق الإنقاذ الأوروبي الدائم، والذي يبلغ قوامه 500 مليار يورو.

وقبيل تمرير تشريع في البرلمان الألماني يمنح دعم ألمانيا لأجزاء رئيسية من جهود أوروبا في محاربة أزمة الديون التي تعاني منها، أثير خلاف في الكتل البرلمانية أدى إلى تكهنات بإمكانية تأجيل التصويت على صندوق الإنقاذ الدائم لمنطقة اليورو.

وأثير هذا الخلاف بسبب تقديم ميركل تنازلات في مساعدة البنوك المتعثرة أكثر مما كان متوقعا.

وفي الوقت نفسه دافعت ميركل عن قرارات قمة الاتحاد الأوروبي التي اتخذت مساء أول من أمس الخميس، وقالت ميركل في وقت سابق خلال بدء الجولة الثانية من القمة: «إننا مخلصون لفلسفتنا: لا خدمة من دون مقابل... سنظل متمسكين بالكامل بخطتنا: خدمة تقابلها خدمة وشروطا ورقابة».

ومن ناحية أخرى أكدت ميركل على خطة استحداث «هيئة عليا للإشراف» على البنوك الأوروبية، إلا أنها أشارت إلى ضرورة الموافقة على تلك الخطة بالإجماع، وكان رؤساء دول وحكومات مجموعة اليورو اتفقوا على استحداث هيئة للرقابة على البنوك بمشاركة البنك المركزي الأوروبي، بالإضافة إلى إجراءات دعم الدول المتأزمة مثل إسبانيا وإيطاليا.

وسيتاح للدول التي تلتزم بضبط موازنتها الحصول على مساعدات من صناديق الأزمات، صندوق تسهيل الاستقرار الأوروبي (إي إف إس إف) وآلية الاستقرار الأوروبي (إي إس إم). وتضطر إسبانيا وإيطاليا حاليا إلى دفع فوائد عالية على سنداتها وتسعيان بشدة إلى الحصول على أموال من خارج سوق السندات.

من جانبه أعرب رئيس وزراء لوكسمبورغ ورئيس مجموعة اليورو جان - كلود يونكر أمس الجمعة عن رضاه بنتائج قمة الاتحاد الأوروبي. وقال يونكر عقب جلسة ليلية لرؤساء دول وحكومات منطقة اليورو في بروكسل: «حققنا أكثر مما كنت أتوقع أننا سنحققه».

وعن مساعي خفض الفوائد المرتفعة لسندات إيطاليا وإسبانيا ذكر يونكر أن مجموعة اليورو «تريد إبقاء كافة الإمكانيات متاحة لضمان الاستقرار المالي لمنطقة اليورو، وأنا لست مطلقا مع وجهة النظر التي تقول إنه ينبغي علينا أن نخبر أسواق المال بتفاصيل ما نفكر فيه، فهناك حزمة واسعة من الإمكانيات والتدخلات والإجراءات».

وعن موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال قمة الاتحاد الأوروبي قال يونكر: «ميركل لم تكن منعزلة في الماضي، كما أنها ليست منعزلة الآن. الانطباع بأن ميركل كانت تحارب هنا من أجل عدم إقرارنا سندات يورو مشتركة في الصباح، انطباع خاطئ، فالمرء ليس مضطرا لمحاربة شيء لا يعتبره خطرا».

وعن سندات اليورو المشتركة، قال يونكر: «انشغالنا بالموضوع من منظور المدى المتوسط والمدى الطويل يبدو لي أنه من أمور الفطنة»، وقال يونكر إن رفض إيطاليا وإسبانيا توقيع ميثاق تحفيز النمو أولا ليس ابتزازا للشركاء الآخرين، وقال: «الكل هنا يطرح ما ينبغي أن يطرحه، وأحيانا يشعر الإيطاليون والإسبان بالابتزاز من دول أخرى». من جانبه قال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أمس إن إسبانيا لا تخطط لمطالبة صندوق إنقاذ منطقة اليورو الحالي بشراء ديون إسبانية في الوقت الراهن. وأضاف رئيس الوزراء «نحن لا نخطط لأي شيء من هذا القبيل».

قال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي إن قادة منطقة اليورو عجزوا عن اتخاذ قرار بشأن رئاسة مجموعة اليورو وهي لجنة تتألف من وزراء مالية تكتل العملة الأوروبية الموحدة بسبب اضطرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للمغادرة.

وقال فان رومبوي إن «المستشارة الألمانية اضطرت للرحيل لأن لديها جلسة نقاش في البوندستاج (مجلس النواب)، لذا لم نستطع اتخاذ قرار»، فيما من المتوقع أن تتم إعادة اختيار رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر للاستمرار في منصبه كرئيس لمجموعة اليورو. وأضاف أن «من المحتمل للغاية» أن تتم تسوية الأمر «في بداية شهر يوليو (تموز)».