هيكلة رأس المال تمنح «زين ـ السعودية» بداية جديدة في سوق الاتصالات

شطب كبير من للديون وسيولة استثمارية تعزز عملياتها وتخفف الضغط على المشغل الثالث للهاتف الجوال

TT

ينتظر أن تسهم خطوة شركة «زين السعودية» في عملية هيكلة رأس المال إلى تقوية وضع المركز المالي، التي ستمكن المشغل الثالث للهاتف الجوال إلى تطبيق استراتيجية واضحة المعالم وفق ما تضمنته نشرة الإصدار.

ويعتبر إصدار أسهم حقوق الأولوية مؤشرا لبداية جديدة لشركة «زين – السعودية»، التي شهدت عددا من التحولات منذ بداية تشغليها في عام 2008، حيث إن خفض رأس المال سيؤدي إلى شطب قدر كبير من خسائر الشركة، الأمر الذي يعمل على إيجاد بنية رأسمالية جديدة، وذلك بعد اكتمال عملية إصدار أسهم حقوق الأولوية، التي ستعطي «زين - السعودية» مكانة مالية أقوى بفضل تحسن أدائها الناتج عن إعادة هيكله رأس المال، وكذلك التزام مجموعة «زين»، أكبر المساهمين المؤسسين في «زين – السعودية» بالدعم المستمر. ويعتقد محللو مجموعة «زين» أن التحدي يكمن في كيفية استخدم شركة «زين – السعودية» لهذه الإمكانيات المالية الجديدة، التي ستكون مفتاحا لنجاح الشركة في المستقبل.

وتوضح نشرة الإصدار خطط الشركة المستقبلية والتحديات التي يتعين عليها مواجهتها واجتيازها، ووفقا للتقارير فإن القدر الأكبر من قيمة إصدار أسهم حقوق الأولوية البالغة 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار) ستوجه إلى تخفيض ديون شركة «زين - السعودية» وسداد التزاماتها الحالية، مما يؤدي إلى تعزيز ربحيتها، بعد معاناة لفترة طويلة من ارتفاع الديون وتكاليف الإهلاك والإطفاء، في الوقت الذي سيؤدي إصدار أسهم حقوق الأولوية إلى توفير أكثر من 1.1 مليار ريال (293 مليون دولار) نقدا لاستثمارها في تطوير الشبكة.

وأكد فريزر كيرلي، الذي تم تعيينه مؤخرا رئيسا تنفيذيا لشركة «زين – السعودية» أن «زين - السعودية» تعتمد على شبكة متينة وبنية تحتية قوية بشكل يمكنها من التعامل مع استخدامات العصر الجديد من خدمات الهواتف المتحركة، الذي يعزز وضع شركة «زين – السعودية» كثالث مشغل في سوق الاتصالات في المملكة، الأمر الذي يمكنها من تحقيق معدلات نمو وأرباح عالية من خلال استهداف قطاعات محددة من السوق لتتميز شركة «زين – السعودية» عن منافسيها بالجودة والخدمة والقيمة وفقا لوصفه.

وتتزامن تلك التحركات في الوقت الذي لم يعد استخدام الهواتف المتحركة كما في السابق، وهذا ما أدركته الشركات الـ3 العاملة في السوق السعودية، الأمر الذي دفعها إلى استثمار مبالغ ضخمة من أجل تحديث البنية التحتية اللازمة لدعم تقنيات الهواتف الذكية واتصال الإنترنت عبر الهاتف.

وتتوقع شركة «زين – السعودية» ارتفاع إيراداتها من خدمات القيمة المضافة والخدمات الأخرى غير الصوتية بمعدل سنوي مركب يبلغ نحو 50 في المائة خلال السنوات الـ4 المقبلة، وهو ما يعادل 5 أضعاف إيرادات المكالمات الهاتفية العادية، كما سيتم إنفاق نحو 500 مليون ريال (133 مليون دولار)، التي تقارب نصف المبلغ المخصص للنفقات الرأسمالية للشبكة الذي ستحصل عليها الشركة لإقامة 1300 موقع جديد لشبكة «زين» في السعودية.

بينما سيتم إنفاق مبلغ أكبر على تحديث المواقع الحالية وترقية الشبكة الأساسية لتحقق قدر أكبر من التغطية والاعتماد على ذاتها في مختلف أنحاء المملكة، إضافة إلى سعى الشركة من خلال تلك الاستثمارات إلى تحقيق الريادة السباقة في مجال تقنية الجيل الرابع. ووفقا لنشرة الإصدار فإن «زين - السعودية» تعتقد أن الخدمات المبتكرة والتغطية الجغرافية واسعة النطاق والشبكة ذات الجودة العالية هي من عوامل النجاح الحاسمة في سوق النطاق العريض للاتصالات المتنقلة في المملكة. شركات الاتصالات حول العالم أدركت أن التوجه نحو تقديم الخدمات الموحدة لكل المستخدمين، سيسهم في ابتعاد الكثير من العملاء وانضمامهم إلى شركات أخرى، وتوضح شركة «زين – السعودية» أنها ستعتمد منهجا استراتيجيا في ما يتعلق بقطاع المستخدمين الأكثر إنفاقا بما في ذلك العائلات والشركات الصغيرة، حيث ستستثمر في قطاع المنتجات والخدمات وتخصص أكثر من 250 مليون ريال (66.6 مليون دولار) لتطوير برامج وحلول جديدة تستهدف العملاء ذوي القوة الشرائية العالية، وتقديم خدمات العملاء وتطوير وظائف الفوترة التي يحتاج إليها العملاء ذوو المتطلبات الأكثر.