متى نحصل على ميسي السعودي؟

موفق النويصر

TT

في الـ29 من مايو (أيار) الماضي نشرت صحيفة «الصن» البريطانية مقالا مطولا لكاتبها دان كنغ بعنوان «متى نحصل على ميسي الإنجليزي»، شرح فيه أبرز التعديلات التي أقرها اتحاد كرة القدم على نظام المباريات في المراحل السنية الصغيرة، والتي من شأنها تطوير مهارات وإمكانات اللاعبين الصغار للعثور على موهبة إنجليزية فذة تضاهي نجم الكرة الأرجنتينية والعالمية ليونيل ميسي.

وشملت التعديلات التي وافق عليها 87 في المائة من أعضاء الاتحاد، وستدخل حيز التنفيذ في موسم 2014-2015، تقليل مساحة الملعب وعدد اللاعبين ومساحة المرمى وحجم الكرة، بطريقة تناسب كل مرحلة عمرية، على نحو: لعب الفرق تحت سن 7 و8 أعوام مباريات يتكون فيها كل فريق من 5 لاعبين فقط، على أن تلعب الفرق تحت 11 و12 عاما مباريات يتكون فيها الفريق من 9 لاعبين.

وتهدف التغييرات بحسب نيك ليفيت مدير التنمية الوطنية، للسماح للاعبين الصغار بلمس الكرة مرات أكثر، والعمل على تطوير مهاراتهم وهم في سن صغيرة، مع عدم لعبهم لمباريات في إطار بطولة للدوري تجعل منهم أسرى لهاجس حصد النقاط.

من يتابع الحديث الدائر في الصحافة البريطانية منذ فترة طويلة، يستطيع أن يلمس أن هناك عدم رضا بالمواهب الإنجليزية الحالية ولا بالأساليب المتبعة مع النشء مقارنة بما هو حاصل في دول مثل ألمانيا وإسبانيا وهولندا، ممن تبنت نظاما للناشئين يساعد على إنتاج أجيال من الموهوبين، وهو ما أكده لي هوي رئيس الاتحاد الإنجليزي لتدريب الناشئين بقوله: كيف يكون لدينا لاعب مثل ميسي ونحن نتبع نظاما لا يقدم كرة القدم للطفل بالشكل الصحيح، لجعله يعشق اللعبة طيلة حياته. مشبها الأمر بتعلم العزف على آلة موسيقية، إن مُنح الشخص فرصة التعلم، فسيحرص على تعلم الموسيقى والنغمات المختلفة. ولكن إن علم أنه سيخضع لاختبار في نهاية كل أسبوع، فسيميل إلى إتقان نغمة واحدة فقط.

الأمر ذاته عبر عنه ريو فرديناند نجم المنتخب الإنجليزي ونادي مان يونايتد على صفحته بـ«تويتر» بقوله: الشيء الذي لا يقوم به المديرون الفنيون عندنا ويقوم به نظراؤهم الأجانب هو تعليم الأطفال كيفية تمرير الكرة تحت الضغط، وتعليمهم كيفية تبادل الكرة مع زملائهم في الفريق. يجب أن تكون هناك تغييرات جذرية في طريقة التدريب إذا كنا نريد أن نتقدم إلى الأمام.

شخصيا كمقيم في العاصمة البريطانية منذ سنوات، لا تخطأ عيني المساحات الخضراء التي تخصصها إدارة المدينة في كل حي لممارسة النشء لعبة كرة القدم بإشراف مدربين معتمدين يحرصون على تلقينهم أساسيات اللعبة بشكل سليم، ومن ثم ربطهم بالأندية لتحقيق الاستفادة القصوى منهم في المستقبل.

الأكيد أن الحديث عن خطط العودة بالكرة الإنجليزية إلى سابق عهدها بدأ منذ سنوات، بدليل أن بيانات صادرة عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في عام 2008 بينت أن إنجلترا لا يوجد بها سوى 2769 مديرا فنيا مؤهلا للعمل في المسابقات الكبرى للمحترفين، مقابل 34,970 في ألمانيا و29,240 في إيطاليا و23,995 في إسبانيا. غير أن هذا الأمر تغير مؤخرا بإعلان الاتحاد الإنجليزي أن عدد المديرين الفنيين المؤهلين للعمل في مسابقات المحترفين قد أصبح مقاربا لنظرائهم في الدول الأوروبية الكبرى.

خلاصة القول أن الاتحاد الإنجليزي حدد هدفا ظاهرا ومعلنا له في السنوات المقبلة، يتمثل في إنتاج جيل من اللاعبين الموهوبين على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي، فماذا قدمنا نحن اليوم لكي يكون لدينا ميسي السعودي؟

[email protected]