اشتباكات في ريف دمشق وتدمر وريف حلب ودرعا مع استمرار القصف على عدة مناطق

دوما منطقة منكوبة ونداءات لإجلاء الجثث من الشوارع

صورة من موقع سانا السوري الاخباري لجنود أمن يفحصون موقع تفجيرات حلب أمس
TT

وجه أهالي مدينة دوما «المنكوبة» في ريف دمشق نداء استغاثة أمس للمنظمات الدولية وللهلال الأحمر السوري، لإجلاء الجثث من دوما خشية انتشار الأوبئة، وجاء النداء بينما اقتحمت قوات الجيش مدينة دوما صباح أمس، وإعلان الجيش الحر انسحابه من المدينة حرصا على أرواح من تبقى من المدنيين العالقين في المناطق المحاصرة، وذلك بينما تتواصل الاشتباكات والعمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد.

وقالت مصادر محلية في دوما لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الحر انسحب أمس من المدينة حرصا على أرواح من تبقى من أهالي المدينة العالقين تحت القصف» ولعدم مقدرة الجيش الحر «على مواجهة الطيران الحربي الذي يدك المدينة» ومع انسحاب الجيش الحر تقدمت القوات النظامية وبسطت سيطرتها بعد قصف عنيف ومتواصل استمر لأكثر من عشرة أيام سقط خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أكثر من مائة قتيل حيث قتلت القوات النظامية عائلات بأكملها. وقالت المصادر المحلية «لم تحدث صباح أمس السبت أي اشتباكات، وصحونا على أصوات اقتحام قوات النظام المدينة، بالآليات الثقيلة والمدرعات والدبابات من ثلاثة محاور» وأضافت المصادر أن «إعدامات ميدانية جرت وسط المدينة، كما لم يتمكن أحد من السكان المحاصرين من الخروج لإجلاء الجثث، لأن قوات النظام كانت تطلق النار على كل ما يتحرك. كما داهموا بعض المنازل وجرت عمليات تهديم وتخريب وقتل انتقامية»، كما اقتحمت قوات النظام مشفى حمدان وقاموا بتصفية الجرحى والمرضى وقتلوا عددا من الكادر الطبي وسيطروا على المشفى واعتقلوا مسعفي الهلال الأحمر المتطوع يوسف خلوف وغياث البيسواني، بعدها «تجدد القصف على الشوارع الرئيسية من طائرات مروحية» كما تمت ملاحقة الأسر النازحة وتم إطلاق الرصاص عليها، و«قتلت امرأة مسنة وأصيبت أخرى، وما تزال الجثث في الشوارع، وما يزال هناك عدد كبير من الجرحى في المنازل دون إسعاف أو علاج» وذلك في ظل انعدام كل المستلزمات المعيشية الضرورية، لا كهرباء ولا ماء ولا خبز ولا أدوية.

وطالب نداء الاستغاثة الذي وجهه الأهالي «بتدخل فوري من كافة المنظمات الإنسانية لأن دوما لم يبق فيها إلا النساء والأطفال والمعاقون بين أيدي الأمن» وطالبوا «بتدخل فوري من لجنة الصليب والهلال الأحمر وغيرها من المنظمات الحقوقية والإنسانية ودخول الإعلام الفوري حتى ولو شكليا لوقف شلال الدم» وحذر البيان من وقوع مجازر جديدة بحق «النساء والأطفال والمدنيين العزل».

ويشار إلى أن غالبية الأهالي نزحوا عن دوما نحو البلدات والمدن القريبة، أفاد شاهد عيان أنه «رأى أكثر من 30 جثة بالشوارع أغلبهم من النساء وبعضهم جرحى لا أحد يستطيع إسعافهم».. كما تم العثور على «جثة لطفل عند جامع حسيبة مطعون بعدة طعنات في رأسه بسكين».

كما قال ناشطون إنه صباح يوم أول من أمس الجمعة «تم إخراج رجال من بناء آل دلوان الواقع في شارع إبراهيم هنانو الواصل بين القوتلي وخورشيد وتم قتلهم والجثث ما تزال مكومة هناك». من جانب آخر شهدت منطقة عين ترما القريبة من دوما اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام، وسمع إطلاق نار كثيف من كافة حواجز جيش النظام، ترافق مع تحليق للطيران الحربي في سماء بلدة جوبر وعين ترما على علو منخفض، وقالت لجان التنسيق المحلية إن مدينة حرستا شهدت إطلاق نار كثيف من رشاشات جيش النظام من جهة إدارة المركبات، ترافق مع إطلاق نار كثيف من القناصة المتواجدة على أسطح الأبنية، بينما وصلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة سقبا، وتمركزت الدبابات والمدرعات وسيارات الزيل في ساحة الجمعية قبل توجهها إلى مدينة كفربطنا إلى أن تم اقتحامها يوم أمس بعدد كبير من الجنود والآليات العسكرية وسط إطلاق نار كثيف.

وردا على «مجازر دوما» أعلن المجلس الثوري المحلي في مضايا قيام سرية المهام الخاصة التابعة للمكتب العسكري في منطقة بقين صباح أمس بعملية نوعية ضد الجيش النظامي حيث تم «اعتقال ضابط برتبة ملازم والاستيلاء سيارة عسكرية رباعية الدفع وعدة بنادق آلية وكمية من الذخيرة» وتوعدت السرية النظام بمزيد من العمليات.

وفي حي القابون في دمشق، سمع دوي انفجار شديد لم تعرف ملابساته، بحسب ناشطين في العاصمة، التي سمع فيها دوي خمسة انفجارات خلال ليل الجمعة ـ السبت دون أن يكشف عن ملابساتها.

وفي حلب (شمال) واصلت القوات النظامية قصفها للريف الشمالي لحلب، وأفادت الهيئة العامة بتعرض بلدة ماير لقصف عنيف متواصل وسط انقطاع الاتصالات والإنترنت والكهرباء عن الريف الشمالي بالكامل. وفي حمص (وسط) تجدد القصف المدفعي العنيف على حي الخالدية في محاولة لاستعادة السيطرة على الحي.

وأظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت جامع خالد بن الوليد في حي الخالدية وسط مدينة حمص وهو يتعرض لقصف بقذائف الهاون، وتحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي واصلت قصف أحياء الخالدية، الحميدية، جورة الشياح، والقصور في حمص.

كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى استئناف القصف المدفعي السبت على مدينة الرستن كبرى المدن الخارجة عن سيطرة النظام في محافظة حمص.

وفي مدينة تدمر وسط البادية السورية جرت اشتباكات عنيفة بين «كتيبة الثواب» التابعة للجيش الحر وقوات النظام في منطقة البساتين الشرقية كحلول، بدأت ليل الجمعة ـ السبت واستمرت طوال يوم أمس، وقتل خلالها اثنان من مقاتلي الجيش الحر بحسب الهيئة العامة، التي أفادت بأن قوات النظام قامت بقصف منطقة كحلول بعد الاشتباكات بالطيران الحربي.

أما في دير الزور شرق سوريا، فقد انفجر أنبوب نفط يمر بجوار مدينة القورية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية، وتصاعدت سحب الدخان في المنطقة.

وأشار المرصد السوري لحقول الإنسان إلى استمرار الاشتباكات في مدينة دير الزور، حيث قتل عسكري منشق وطبيب وسيدة جراء المعارك وقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة.

وفي درعا إلى الجنوب من دمشق، واصلت القوات النظامية السبت حملاتها الأمنية، وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتنفيذ حملة دهم واعتقالات وانتشار أمني كثيف مدعوم بالمدرعات في درعا المحطة.

وقال ناشطون إن قوات النظام واصلت قصف درعا البلد صباح أمس وشنت حملة دهم واعتقال في الحي.

كما جرت اشتباكات عنيفة عند مداخل بلدة إبطع بين الجيش والقوات النظامية التي تستخدم الطائرات المروحية في العمليات، كما تعرضت بلدة خربة غزالة لإطلاق نار من رشاشات المروحيات.

وعلى الجانب الآخر، أفاد ناشطون سوريون بأن الجيش الحر تمكن من تدمير مطار «منغْ» العسكري شمال مدينة حلب قبل فجر أمس السبت. وقالت المصادر إن عملية نوعية جرت في ريف حلب نفذها الجيش الحر استهدفت قاعدة عسكرية جوية تستخدمها القوات التابعة للنظام لقصف مناطق وبلدات ريف حلب، وقد شوهدت ألسنة اللهب والدخان تتصاعد فوق المقر العسكري.