مرسي للجيش: اليوم أنا مسؤول عنكم كما أنني مسؤول عن جميع المصريين

طنطاوي وعنان أديا التحية العسكرية له.. والمدفعية حيته بـ21 طلقة

الرئيس المصري محمد مرسي يتسلم درع القوات المسلحة من المشير محمد طنطاوي رئيس المجلس العسكري خلال حفل تسليم السلطات للرئيس مرسي أمس (رويترز)
TT

اختتم الرئيس المصري الجديد، الدكتور محمد مرسي، الاحتفالات الرسمية بتنصيبه رئيسا لمصر، مساء أمس، بحضوره احتفالا عسكريا أقامته القوات المسلحة في منطقة الهايكستب (شمال شرقي القاهرة)، حضره المشير حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والدكتور كمال الجنزوري، رئيس الحكومة المستقيلة وأعضاء حكومته.

وحسم المشير طنطاوي ضمنيا الجدل المثار حول تولي الرئيس الجديد منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ إذ حرص المشير طنطاوي والفريق عنان على استقبال الرئيس مرسي عند وصوله إلى مقر الاحتفال عند سيارته، وأديا الاثنان (طنطاوي وعنان) التحية العسكرية له، في أول إشارة لموقع مرسي من الجيش.

وكان دستور 1971 الذي تم تعطيل العمل به يوم 12 فبراير (شباط) ينص على أن «رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو الذي يعلن الحرب بعد موافقة مجلس الشعب»، بينما خلا الإعلان الدستوري الصادر في نهاية مارس (آذار) 2011، والإعلان الدستوري المكمل الصادر الشهر الماضي من أي إشارة لتولي رئيس الجمهورية منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونص الإعلان الدستوري المكمل على أن «رئيس الجمهورية يعلن الحرب بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة»، و«يختص المجلس العسكري بتقرير كل ما يتعلق بشؤون القوات المسلحة ويكون لرئيسه، لحين إقرار الدستور الجديد، جميع السلطات المقررة في القوانين واللوائح للقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع».

من جانبه، قال الرئيس مرسي في كلمته خلال الاحتفال: «أتقبل نقل السلطة اليوم من المشير حسين طنطاوي وإخوته في المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقيادات القوات المسلحة وضباطها وجنودها.. أتقبل هذه المسؤولية لأصبح مسؤولا عنهم كما أنني مسؤول عن جميع المصريين».

وأشاد مرسي بتلقيه التحية العسكرية من المشير طنطاوي والفريق عنان، معتبرا أنها تؤكد أن قيادات القوات المسلحة تقف مع الشعب في صف الرئيس المنتخب الجديد «يدا واحدة».

وقال مرسي: «في التقاليد العسكرية، لا تؤدى التحية العسكرية إلا لمن هو أعلى رتبة أو صاحب الإرادة الأعلى، وهذا اعتراف من القوات المسلحة بأن الشعب المصري هو صاحب الإرادة الأعلى».

وأضاف: «شهدت مصر اليوم الذي تقف فيه قيادات القوات المسلحة لتقول نعم لإرادة المصريين، هذا يوم فارق في تاريخ مصر، وهذا نموذج سيدرس في العالم كله»، مؤكدا أن مصر تقدم تجربة ديمقراطية فريدة سيقف عندها التاريخ.

من جانبه، أكد المشير حسين طنطاوي في كلمته خلال الاحتفال أن القوات المسلحة قررت الوقوف جانب الشعب مصدر السلطات عقب ثورة 25 يناير، وستقف بجوار الرئيس أيضا، وقال: «في حياة شعبنا العظيم أحداث كبار لا تنسى، يبرز من تلك الأحداث تلك التي نشهدها اليوم من مسيرة الوطن بعد كلمة الشعب واختيار الدكتور مرسي رئيسا للجمهورية»، متمنيا له التوفيق في حكم البلاد.

وأشار إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أكد منذ البداية أنه لا بديل للشرعية التي يرتضيها الشعب، وسيظل الأمن القومي للوطن وسلامة أراضيه فوق كل اعتبار. وقال المشير طنطاوي: «أوفينا بالوعد الذي قطعناه على أنفسنا، وأصبح لدينا رئيس منتخب بانتخابات حرة نزيهة»، وقدم المشير طنطاوي درع القوات المسلحة هدية للرئيس الجديد، وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية للرئيس الجديد.

وشهد مرسي وكبار القادة عرضا عسكريا قدمته طائرات مروحية تابعة للقوات المسلحة مرت أمام المنصة الرئيسية وهي تحمل أعلاما مصرية، وألقى اللواء محمد عطية، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، كلمة استعرض فيها ما قامت به القوات المسلحة خلال الفترة الانتقالية التي بدأت منذ ثورة 25 يناير 2011.

وكشف اللواء عطية لأول مرة عن أن القوات المسلحة قدمت 704 قتلى وجرحى من عناصرها خلال الفترة الانتقالية، التي تولى فيها الجيش إدارة شؤون البلاد، وقامت عناصره بمشاركة الشرطة المدنية في مهمة حفظ الأمن الداخلي.

وأشار إلى أن رئيس المجلس العسكري عقد 94 لقاء مع القوى السياسية وشباب الثورة، بينما عقد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة 96 لقاء مع شباب الثورة ورؤساء الأحزاب والمرشحين للرئاسة للتحاور حول الأوضاع التي مرت بها البلاد.

وفي ختام الاحتفال، اصطف أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، يتقدمهم المشير طنطاوي، بزيهم العسكري، لالتقاط صورة تذكارية في أرض ساحة الاحتفال مع الرئيس الجديد محمد مرسي الذي وقف في منتصف الصف الأول ببدلته المدنية.