اليمن: المبعوث الأممي يعود إلى صنعاء لمتابعة جهود دعم قرارات هادي

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: بن عمر سيبحث «هيكلة الجيش» وسرعة التحضير للحوار الوطني

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى استقباله المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر أمس (إ.ب.أ)
TT

عاد المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، أمس، في سياق جولة جديدة من مساعي المنظمة الدولية للإشراف على مراحل تطبيق التسوية السياسية في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة بن عمر إلى اليمن تأتي، في المقام الأول، لمتابعة ما جرى تنفيذه على طريق الإجراءات التحضيرية لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تجري الاستعدادات له على مختلف الصعد، وفور وصوله إلى صنعاء، التقى بن عمر بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وبحث معه آخر التطورات على طريق سير التسوية السياسية، وأشارت المصادر إلى أنه ضمن الملفات التي سيبحثها بن عمر في اليمن، دعم قرارات الرئيس هادي وخاصة فيما يتعلق بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن وإنهاء أي عراقيل تقف أمام تطبيق تلك القرارات، خاصة أن مجلس الأمن سيبحث، في وقت لاحق، اتخاذ إجراءات وعقوبات بحق الأشخاص والجهات التي تقف أمام سير التسوية السياسية، وذكرت المصادر الخاصة أن هادي وبن عمر بحثا مسألة سرعة التحضير لمؤتمر الحوار الوطني وأنه جرى التأكيد على ضرورة مضي التسوية السياسية دون مواربة «لأن التسوية أصبحت من مسؤولية المجتمع الدولي الراعي لها».

من جهتها، أكدت مصادر رسمية يمنية أن هادي أكد للمبعوث الأممي أن «إرادة المجتمع الدولي تترجم بنجاح التسوية السياسية في اليمن وعدم السماح بالانزلاق إلى متاهات الضياع والتمزق والحرب». وإضافة إلى تأكيده على «أهمية تضافر الجهود على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وبما يهيئ المناخات الملائمة لعقد المؤتمر الوطني الشامل الذي سيعنى بمناقشة كافة الملفات والقضايا والمواضيع التي ترسم معالم الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة المرتكزة على العدالة والمساواة والحرية واليمن الجديد والمتطور».

وتناولت مباحثات هادي وبن عمر الحرب على الإرهاب والحملة العسكرية التي دحرت تنظيم القاعدة في محافظة أبين بجنوب البلاد، حيث شدد هادي على «أهمية التعاون والشراكة فيما يخص مكافحة الإرهاب العابر للحدود والقارات والذي لا تكبحه أخلاق إسلامية أو إنسانية»، أما بن عمر فقد تحدث عن أن «هناك إجراءات حثيثة وجدية لدعم التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والعمل على تحقيق النجاح الكامل للمرحلة الانتقالية بكل متطلباتها وبما في ذلك دعم مؤتمر الحوار الوطني الشامل بكل السبل».

إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية يمنية إن 60 مواطنا بين قتيل ومفقود في مدينتي زنجبار وجعار في محافظة أبين، إضافة إلى مقتل 50 آخرين جراء الألغام التي زرعها مسلحو «القاعدة» قبيل فرارهم من المدن التي كانوا يسيطرون عليها، خلال العام والنيف الذي سيطرت خلاله جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة في جنوب اليمن، على المدينتين وغيرهما.

من ناحية ثانية، أعلنت أجهزة الأمن اليمنية، مساء أول من أمس، ضبط سيارة وبداخلها أسلحة وكتب جهادية، وقالت وزارة الداخلية اليمنية عبر مركز الإعلام الأمني إن دورية ضبطت شابا في العشرينات من عمره في مديرية السبعين بجنوب العاصمة صنعاء وهو يقود سيارة «جيب» أميركية وتحمل لوحة معدنية برقم إحدى الدول الخليجية وبداخلها «بندقية آلية ومسدس بالإضافة إلى 3 قنابل روسية الصنع، وقرابة 300 طلقة رصاص متنوعة، وكذا تليفون عابر للقارات، وجهاز تحديد مواقع (جي بي إس) إلى جانب كراتين مليئة بكتب جهادية وأشرطة إسلامية»، وأشارت إلى إحالة الشاب إلى «الإجراءات القانونية».

وجاء اعتقال المشتبه بارتباطه بالتنظيمات الإسلامية المتشددة، بعد يوم واحد على اعتقال سائق سيارة أجرة في صنعاء وضبط كمية من الأسلحة والقنابل والذخائر في سيارته بوسط صنعاء، في سياق تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة وعواصم المحافظات بعد أن أعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أكثر من مرة، عن اتخاذها إجراءات أمنية مشددة واستثنائية في ضوء معلومات أمنية بحدوث عمليات إرهابية، وتشمل هذه الإجراءات عددا من السفارات العربية والأجنبية ومصالح اقتصادية وحيوية يمنية وغربية في اليمن.