المجلس الوطني تعليقا على مؤتمر جنيف: الأمور لا تسير وفق المطلوب

سيدا لـ «الشرق الأوسط»: أي حل للوضع في سوريا لن يكون فاعلا إلا بتنحي الأسد والزمرة التي حوله

الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري يتحدث إلى وسائل الإعلام في جنيف أمس (أ.ب)
TT

شدد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا على أن أي حل للوضع في سوريا لا يمكن أن يكون فاعلا من دون تنحي الرئيس السوري بشار الأسد والزمرة التي حوله، لافتا إلى أن أي جهد في سبيل تشكيل حكومة وحدة وطنية يجب أن توضع له آليات واقعية.

وعلّق سيدا على مؤتمر جنيف قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أننا لم ندع إليه باعتبار أن المشاركين يمثلون دولا، لكننا ومن خلال أصدقائنا وُضعنا في أجوائه، ونرى أن الأمور لا تسير وفق المطلوب لأن هناك مبادرات وطروحات تحاول إفراغ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان من مضمونها، لذلك ها نحن نترقب وبتريث نتائج هذا المؤتمر».

وإذ أكّد رئيس المجلس الوطني السوري ترحيبه بأي مؤتمر دولي للمساعدة في إيجاد حلول للموضوع السوري، شدّد على وجوب أن يكون يجسد إرادة جدية لمعالجة الوضع بعيدا عن لقاءات تقطيع الوقت والمبادرات التي تعطي المهلة تلو الأخرى للنظام للقضاء على شعبه. وقال «نعلم تماما أن المطلوب معالجة سياسية لكل وضعية معقدة كالتي نحن فيها الآن، لكن في الوقت عينه من غير المقبول القفز فوق كل تضحيات الشعب السوري الذي قدّم قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل إسقاط النظام».

بدوره، أكّد المعارض السوري هيثم المالح أن الطرح الذي حمله أنان إلى جنيف كما المؤتمر الذي عقد بالأمس سيفشلان، لأن الشعب السوري لا يفاوض اليوم على ما هو أقل من رحيل الأسد والنظام برمته كما حواشيه وقيادات الأجهزة الأمنية، مشددا على أن العالم بأسره غير قادر على أن يملي على الشعب الذي قدّم كل التضحيات ما يريده هو. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما طرحه أنان ومؤتمر جنيف أمور لا تستطيع حتى معارضة الخارج التي تمثل المظلة السياسية للثورة أن تحسمها، فالكلمة الأولى والأخيرة في هذا الإطار تعود للثوار في الداخل الذين لا يفاوضون اليوم على إمكانية قيام حكومة وحدة وطنية قبيل سقوط الأسد»، موضحا أن الحديث عن الحكومة وشكلها ومكوناتها لن يجري قبل سقوط النظام.

أما في الداخل السوري، فلاقى مؤتمر جنيف استنكار الناشطين السوريين الذين حمّلوا على صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد فيديو لطفلة لم يتجاوز عمرها 7 سنوات تُفارق الحياة، كتبوا تحته عبارة «طفلة بين الحياة والموت فيما العالم يتقاسم الكعكة في جنيف».

وأعلن الناشطون رفضهم المطلق لخروج القوى العالمية بعد كل مؤتمر دولي لرمي الطابة في ملعب قوى المعارضة السورية داعية إياها للتوحد. وفي هذا السياق، كتب أحد الناشطين على صفحته على أحد المواقع الاجتماعية «نحن المتظاهرون ثورتنا سلمية وموحدة حتى بشعاراتها في أكثر من 730 نقطة تظاهر، لكن من انقسم وانشق هو نظام بشار الأسد بحيث أصبح الجيش السوري جيشين، جيشا حرا يدافع عنا كمتظاهرين، وجيشا من عبيد بشار يقتلنا».

وردّ عليه ناشط آخر اختار لنفسه اسم محمد الشامي قائلا «كلما فشلوا يدعون المعارضة للتوحد، فيما نحن ندعوهم ألا يتدخلوا بعد الآن لأن الجيش الحر والشعب السوري هما من سيحسمان الأمر من دونكم، فكلكم متآمرون دعمتم السفاح وأعطيتموه المهلة تلو الأخرى وبكل المسميات، والآن وبعد عجزه عن إخماد الثورة جئتم لقطف ثمارها».

وتوجه أحمد، وهو ناشط من حمص، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، لكل المجتمعين في جنيف داعيا إياهم «لالتزام الصمت»، قائلا «المعارضة تدعو المجتمع الدولي المنقسم للتوحد، فنحن موحدون ومصممون على إسقاط عصابة الأسد. وإننا ندعو المجتمع الدولي الآن لأن يلتزم الصمت ولا يتدخل في شؤوننا كما فعل منذ بداية الثورة. اليوم بدأ يتكلم ظنا منه أننا سنسمح له بقطف ثمار الثورة، لكننا نؤكد له أنّه مخطئ، فالشعب السوري لن يُسقط محتلا ليسمح لمحتل آخر بالدخول».