حشود متبادلة عند الحدود التركية ـ السورية.. وعدد قياسي من اللاجئين

كبير مستشاري أردوغان لـ «الشرق الأوسط»: النظام السوري يشكل خطرا على بلادنا

مدرعة تركية بالقرب من الحدود السورية (رويترز)
TT

تتجه الأمور عند الحدود التركية – السورية إلى «المجهول» مع استمرار التعزيزات العسكرية التركية غير المسبوقة منذ عام 1998. والتي قابلتها سوريا بتعزيزات مماثلة تجمعت على بعد كيلومترات قليلة من المنطقة الحدودية، فيما بلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا رقما قياسيا بعد أن تجاوز الـ32 ألف لاجئ لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

وحذر إبراهيم قالن، كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي، سوريا من مغبة «استفزاز» تركيا، ملوحا بإجراءات حاسمة. وشدد قالن لـ«الشرق الأوسط» على أن ما قام به النظام (من إسقاط للطائرة التركية) لن يخفف من عزيمة تركيا في دعمها نضال الشعب السوري ضد النظام (الطاغية) الذي قتل الآلاف من أبناء شعبه. وأكد أن هذه الجريمة «لن تمر من دون عقاب تركي» مؤكدا أنها سوف تقوم بكل ما يضمنه لها القانون الدولي وأنها سوف ترد بقسوة على أي خرق جديد يقوم به النظام. وأوضح قالن أن الجيش التركي «غير قواعد الاشتباك فيما خص سوريا، وقد باشر تطبيق هذه القواعد عند الحدود مع سوريا»، ملوحا بأن كل قطعة عسكرية سورية قد تشكل تهديدا وفقا لهذه القواعد سيتم التعامل معها على أنها خطر لا بد من التعامل معه.

ورأى قالن أن النظام السوري أصبح يشكل خطرا، لا على السوريين فحسب، بل على جيران سوريا وفي مقدمتهم تركيا. وأوضح أن بلاده قطعت علاقاتها مع النظام بعد أن أيقنت استحالة الوصول إلى حلول معه عبر النقاش والإقناع.

وقد باشرت تركيا نشر قاذفات صواريخ أرض جو متوسطة المدى على الحدود مع سوريا. ونصبت صواريخ دفاع جوي من طراز ريثيون هوك 21 على قمة تل في ريحانلي بإقليم هاتاي على بعد كيلومتر من الحدود. وقد نشرت تركيا أيضا أسلحة للدفاع الجوي على امتداد حدودها مع سوريا في أعقاب إسقاط طائرة حربية تركية فوق البحر المتوسط يوم الجمعة الماضي.

وتتخذ تركيا قريبا قرارا حول نظام جديد للصواريخ المضادة للطائرات وللصواريخ البعيدة المدى. وتنتظر عدة شركات القرار بخصوص عقد بقيمة نحو 4 مليارات دولار ولا سيما رايثيون ولوكهيد مارتن (الولايات المتحدة) وروزوبورونيكسبورت (روسيا) وسي بي إم إي إي سي (الصين) ويوروسام (فرنسا، إيطاليا). وأفادت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» أن قرار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والمسؤولين العسكريين كان متوقعا في 4 يوليو (تموز) لكنه أرجئ إلى موعد غير محدد. وقد يعلن القرار في 11 أو 12 يوليو لكنه سيشمل في المرحلة الأولى اختيارا أوليا للمرشحين.

وكان رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ أكد وجود حشود للقوات النظامية السورية على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود التركية، مرجحا أنها بمثابة «عرض قوة» في مواجهة الأتراك. وقال الشيخ إن تجمعات الوحدات العسكرية النظامية «هي في المنطقة الشمالية شمال مدينة حلب وعلى بعد 15 كيلومترا أو أكثر بقليل من الحدود التركية»، وأوضح أن «المجموعات تقدر بنحو 170 آلية ودبابة ونحو 2500 عنصر». وأشار الشيخ إلى أنه تبلغ هذه المعلومات من المجموعات المقاتلة في الجيش الحر على الأرض، موضحا أن «القوات النظامية قامت بما يسمى في القاموس العسكري بإعادة تجميع لقواتها، وسحبت بعض الحواجز من أطراف مدينة حلب إلى نقاط جديدة».

إلى ذلك، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا أن «عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ رقما قياسيا هو 34332 لاجئا بسبب العنف في بلادهم». وذكرت الإدارة في بيان أنه «تم إيواء اللاجئين في الوقت الراهن، في محافظات هاتاي، سانليورفا، غازي عنتاب وكلس، في جنوب تركيا»، لافتة إلى أن «اللاجئين يستفيدون من مختلف الخدمات التي تلبي احتياجاتهم في مجال الصحة والسلامة، والأنشطة الاجتماعية، والتعليم، والدين، والترجمة والاتصالات».