إسبانيا تسعى لصناعة التاريخ.. وإيطاليا لاستعادة أمجادها

مسيرة عريقة تجمع بين منتخبين عملاقين

TT

عندما يسدل الستار اليوم على بطولة كأس الأمم الأوروبية، لن يخشى المنتخب الإيطالي إعادة مباراته أمام المنتخب الإسباني في نهائي البطولة أو السقوط ضحية للهدف الذهبي. ويلتقي المنتخبان اليوم في ختام مثير للبطولة التي انطلقت فعالياتها في الثامن من يونيو (حزيران) الحالي.

وفي عام 1968، احتاج المنتخب الإيطالي (الآزوري) إلى خوض المباراة النهائية مرتين في غضون 48 ساعة حيث انتهت المباراة النهائية ليورو 1968 بالتعادل 1-1 بين المنتخبين الإيطالي واليوغسلافي السابق بعد الوقت الإضافي، ولم تكن قاعدة الاحتكام لضربات الترجيح مطبقة في البطولة حتى ذلك الحين. وأعيدت المباراة بعد يومين فقط وانتهت بفوز المنتخب الإيطالي 2-0 ليتوج بلقبه الأوروبي الوحيد حتى الآن.

وبعد 32 عاما، وجد المنتخب الإيطالي نفسه في وضع الخاسر بالمباراة النهائية أمام نظيره الفرنسي بسبب هدف الفوز الثمين (الهدف الذهبي) الذي سجله ديفيد تريزيغيه في الوقت الإضافي للمباراة النهائية بين المنتخبين في يورو 2000.

وقد يمتد النهائي المقرر اليوم إلى بداية صباح يوم الاثنين، حيث تبدأ المباراة في الساعة العاشرة إلا الربع مساء بتوقيت أوكرانيا (18:45 بتوقيت غرينتش) ولكنها ستحسم بالتأكيد مساء اليوم سواء من خلال الوقت الأصلي أو في الوقت الإضافي في حالة التعادل، وقد يحتكم الفريقان لضربات الترجيح إذا استمر التعادل قائما في نهاية الوقت الإضافي.

وعلى مدار تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية، حسمت ضربات الترجيح لقب البطولة مرة واحدة فقط، وكان ذلك في عام 1976، عندما تخلى المنتخب التشيكوسلوفاكي عن تقدمه 2-0 على ألمانيا وسمح لمنافسه بالتعادل في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي بهدف من بيرند هولزنباين. ولكن اللقب حسم في النهاية لصالح تشيكوسلوفاكيا السابقة عندما أهدر أولي هونيس ضربة الترجيح الشهيرة وأطاح بها في سماء بلغراد، بينما سدد أنتونين بانينكا ضربة الترجيح الأكثر شهرة في شباك ألمانيا ليحقق بها الفوز لمنتخب تشيكوسلوفاكيا.

ونجح المنتخب الألماني في تعويض ذلك بعدها بـ4 سنوات عندما تغلب على نظيره البلجيكي 2-1 بفضل هدف سجله هورست هروبيش في الدقيقة الأخيرة من المباراة ليتوج الفريق بثاني ألقابه الـ3 في البطولات الأوروبية. وشهدت هذه المباراة دراما مشابهة لتلك التي أحرز بها المنتخب الألماني لقبه الثالث في يورو 1996 عندما لعب أوليفر بيرهوف في وسط المباراة بعدما بدأ اللقاء على مقاعد البدلاء وسجل هدف التعادل، ثم أحرز الهدف الذهبي الأول في البطولات الكبيرة ليقود المنتخب الألماني إلى الفوز الثمين على نظيره التشيكي في استاد ويمبلي بالعاصمة البريطانية، لندن.

ويستحوذ المنتخب الألماني على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي (3 مرات) جاءت أولاها في عام 1972 عندما ضم الفريق نجوما بارزين مثل جيرد مولر والأسطورة فرانز بيكنباور. وأحرز الفريق اللقب بالتغلب على منتخب الاتحاد السوفياتي السابق في المباراة النهائية بـ3 أهداف نظيفة ليظل هذا الفارق حتى الآن هو أكبر هامش فوز في المباريات النهائية للبطولة عبر تاريخها.

ولم ينجح أي منتخب في معادلة إنجاز المنتخب الألماني الذي بلغ المباراة النهائية للبطولة 3 مرات متتالية في أعوام 1972 و1976 و1980.

وكان المنتخب السوفياتي هو الأقرب لبلوغ نهائي البطولة 3 مرات متتالية ولكن القرعة (بعملة معدنية) هي التي حرمته من بلوغ نهائي البطولة عام 1968 ومنحت التأهل للمنتخب الإيطالي بعد استمرار التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي لمباراتهما بالدور قبل النهائي، وأحرز المنتخب السوفياتي لقب البطولة الأولى في عام 1960 بالتغلب على يوغسلافيا ثم خسر في نهائي البطولة الثانية عام 1964 أمام نظيره الإسباني كما خسر نهائي البطولة الرابعة عام 1972 أمام ألمانيا.

ومثلما هو الحال بالنسبة للمنتخب الألماني الذي خسر نهائي 1976 أمام تشيكوسلوفاكيا و1992 أمام الدنمارك و2008 أمام إسبانيا، خسر المنتخب السوفياتي 3 مرات في النهائي، وذلك في عام 1964 أمام إسبانيا و1972 أمام ألمانيا، ثم 1988 أمام هولندا التي سجل لها ماركو فان باستن هدفا رائعا من زاوية صعبة للغاية ليظل ضمن أفضل وأجمل أهداف البطولات الأوروبية عبر تاريخها.

وأصبح المنتخب الإسباني هو آخر فريق يسعى للدفاع عن لقبه في البطولة، حيث توج باللقب عام 2008 بفضل هدف الفوز 1-0 الذي سجله فيرناندو توريس في شباك المنتخب الألماني في المباراة النهائية للبطولة. ويستطيع المنتخب الإسباني معادلة الرقم القياسي لألمانيا في عدد مرات الفوز بالبطولة؛ كما سيكون في حالة فوزه باللقب، اليوم، أول فريق في التاريخ يفوز بـ3 ألقاب متتالية في البطولات الكبيرة حيث توج بلقب يورو 2008 ثم كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.

ويخوض المنتخب الإسباني اليوم النهائي الرابع له في البطولات الأوروبية بينما سيكون النهائي الثالث للمنتخب الإيطالي في تاريخ البطولة. وينتظر أن تكون المباراة غدا متكافئة إلى حد كبير، وأن لا تحسم بفارق أكثر من هدف مثلما هو الحال في البطولتين الماضيتين حيث فاز المنتخب اليوناني على نظيره البرتغالي 1-0 في نهائي يورو 2004 والمنتخب الإسباني على نظيره الألماني بالنتيجة نفسها في نهائي يورو 2008.