برانديللي: لن أرحل.. وأطالب اتحاد الكرة بالوقوف أمام سطوة الأندية

النجم الإيطالي المخضرم بيرلو قال إن لديه نفس مشاعر مونديال 2006

TT

تحدث تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي عقب الفوز على ألمانيا عن مستقبله مع الأزوري حيث قال: «نعم، لقد طلب مني جيجي بوفون توضيحا بشأن الشائعات المتعلقة ببقائي من عدمه مع المنتخب، وقد شعرت بالسعادة لاهتمام الحارس العملاق بوفون، لكنني أجبته مثلما رددت على الآخرين»، وأضاف برانديللي قائلا: «لن يحدث انفصال، لا ينبغي أن يرحل أحد من هنا». لكن تصريحاته السابقة حول إمكانية تركه للمنتخب بعد بطولة أمم أوروبا الحالية أثارت قلق الاتحاد الإيطالي لكرة القدم لا سيما أنه تحدث عن العقبات الشديدة التي واجهها قبل انطلاق البطولة وعن ضيقه من عدم الاكتراث الذي يجده المنتخب عندما لا تكون هناك بطولات كبرى وكذلك من السلطة الكبيرة للأندية مقارنة بالاتحاد.

مثل الأندية: ولا أحد يدري إن كانت هذه التصريحات تخفي رغبة في الحصول على المزيد من المميزات والاهتمام للمنتخب أم أنه يرغب حقا في تركه والعودة لحياة الأندية، ونحن من جانبنا نتمنى أن يكون برانديللي يحاول الوصول بالمنتخب إلى حال الأندية، لا سيما بعد أن أكد أنه يشعر بالحنين للعمل اليومي في الملعب، وقد استمر المدرب البارع في تصريحاته قائلا: «تربطني علاقة طيبة للغاية باتحاد الكرة الإيطالي وعندما اتخذت قرار تدريب المنتخب كان هذا القرار يرتبط أيضا بنوعية الحياة. لكنني يجب أن أقول إن هذا الأمر تغير إلى حد ما خلال الشهرين الأخيرين، وكانت فترة عصيبة»، ومن الطبيعي أن تكون الفترة الماضية فترة عصيبة على برانديللي بسبب التوتر الذي عانى منه المنتخب قبل انطلاق البطولة الأوروبية وفضيحة المراهنات والتلاعب بالنتائج التي ألقت بظلال قاتمة على المنتخب.

وماذا يفعلون في الأندية؟ أجاب المدرب برانديللي على هذا السؤال من خلال تصريحاته: «في ألمانيا هناك 17 مركزا لاتحاد الكرة، بينما يوجد لدينا مركز واحد. يجب الاستثمار على المراكز وعلى جودة العمل»، وأضاف برانديللي: «فيما يتعلق بتعاون الأندية مع المنتخب لا أدري إن كانت معركة خاسرة منذ بدايتها لكنني بالتأكيد أرى الأمر صعبا، وهي ليست مهمتي لأنني لست رجل سياسة، وينبغي على اتحاد الكرة الإيطالي أن يقوم بعمله في هذا الإطار، وبالتأكيد عندما نقول إنه خلال الموسم لا يهتم أحد بالمنتخب فإننا نقول الحقيقة، ويحدث العكس في أماكن أخرى، حيث يأتي المنتخب في المقام الأول. إننا نصبح مشجعين في ظروف معينة وعندما يأتي شهر سبتمبر (أيلول) يأتي الصمت من جديد»، ويرى برانديللي أن الأمر يحتاج إلى تغيير الثقافة الكروية في إيطاليا من أجل منح المنتخب الأهمية التي يستحقها ودعمه بالطريقة المثلى لتحقيق الإنجازات وتغليب مصلحته على أي اعتبارات أخرى.

والآن إسبانيا: وانتقل المدير الفني برانديللي بعد ذلك للحديث عن البطولة ومشوار الفريق حيث أكد أنه فخور باللاعبين. لقد أدركت أننا سنذهب بعيدا في البطولة منذ بداية المعسكر في إيطاليا عندما كان اللاعبون يطلبون مني أن يبقوا في الملعب لفترة أطول من أجل التدريب وإعادة التدريب على التحركات، وعلق مدرب إيطاليا على مباراة ألمانيا في نصف النهائي قائلا: «لقد نجحنا في استغلال نقاط ضعفهم، لكن المباراة أمام إسبانيا ستكون صعبة للغاية. فقد كنت أنظر دائما لإسبانيا على أنها الفريق الأقوى. لكننا الآن نمتلك أيضا هوية مميزة، ولا تقارنوني بأريغو ساكي، فقد كان مدربا فريدا، وكنت أرغب في إثبات أن إيطاليا لديها المهارة والشجاعة. يجب أن نمتلك الشجاعة اللازمة للتغيير، والآن أصبحنا فريقا»، وعلق برانديللي على مستوى كاسانو وبالوتيللي الرائع قائلا: «هل ترون أنني أمتلك موهبة التعامل مع اللاعبين أصحاب التصرفات المجنونة؟ عندما ينجح المرء في التفاهم معهم، يصبح هؤلاء هم أكثر من يفيدون الفريق، حتى على صعيد الوفاء للقميص. إن تدريبهم شيء رائع وهم في النهاية يكافئونك أكثر بكثير من اللاعبين الذين يتصرفون كنجوم دون أن يكونوا كذلك».

نجم يكتشف نفسه من جديد: شهدت بطولة أمم أوروبا 2012 تألقا كبيرا للنجم المخضرم أندريا بيرلو، لاعب يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، لدرجة تجعله يستحق الصراع على جائزة الكرة الذهبية، وإذا كانت عبارات التهاني خلال الأيام الأخيرة الماضية قد غمرت شبكة الإنترنت من جانب أبطال كرة القدم في جميع أنحاء أوروبا (تشافي وأنيستا وبيكيه وفابريغاس وفان بيرسي ومايكل أوين)، وليس اللاعبون فحسب، فإننا على قناعة بأن موسم مثل هذا انتهى بأندريا بالفوز بالدرع الإيطالية مع فريقه اليوفي والوصول إلى نهائي يورو 2012 سيكون له أثره في نفوس المصوتين لصالح المرشحين لنيل تلك الجائزة. ثم ما بين اليوفي والأزوري ليس هناك أدنى شك بأن بيرلو كان دائما بطلا. فبين صفوف السيدة العجوز كان المخضرم بيرلو هو اللاعب الأكثر مشاركة مع الفريق بواقع 3708 دقائق، هكذا مثلما خاض مع منتخب بلاده المباريات الخمس التي لعبها الأزوري حتى الآن في يورو 2012. واستطاع أن يفوز في ثلاثة لقاءات منها بلقب رجل المباراة (أمام إسبانيا وإنجلترا وألمانيا).

الركض واللمعان: وبالفعل أمام منتخب ألمانيا كان بيرلو بمثابة النموذج التقليدي للمزج بين الكم والكيف حيث إنه أكمل 70 تمريرة من إجمالي 470 تمريرة لعبها المنتخب الإيطالي بمعدل نجاح يعادل 81%، وهي النسبة الأعلى بين لاعبي برانديللي الأساسيين، ولكن إذا خيل إليكم أن أندريا لاعب وسط «على الطريقة القديمة»، أي بارع فحسب في التحرك وفقا لأعوامه الـ33 التي أتمها مؤخرا، فسنكون مخطئين. فقد أوضحت إحصائيات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن أندريا ركض خلال مباراة ألمانيا 11.90 كيلومتر وجاء في المركز الثاني لترتيب أكثر اللاعبين ركضا خلف كلاوديو ماركيزيو، وإن لم تؤمنوا بذلك، عليكم أن تتذكروا الهدف الذي أحرزه أندريا من كرة ثابتة أمام كرواتيا.

وقد صرح اللاعب المخضرم عقب فوز الأزوري أمام ألمانيا والصعود لدور النهائي قائلا: «لقد حاولت دائما إخراج أفضل ما عندي من أجل خدمة الفريق. الأحاسيس التي أشعر بها الآن تشبه، بشكل أو آخر، مشاعر مونديال 2006. أنا على قناعة بأننا سنقدم مباراة كبيرة أمام إسبانيا في النهائي. ثم من جانب آخر نحن لم نحقق شيئا بعد، وفي الواقع لا يعني الوصول إلى روما أي شيء إذا لم تقم برؤية جماهيرنا العاشقة..».