«الجارحي».. عضو اللجنة المنظمة رافع علم مصر

قصة الظهور الفريد للفرعون المصري في بطولة أوروبا

الجارحي.. الصيدلي المصري الشاب العضو العربي والأفريقي الوحيد في لجنة تنظيم كأس الأمم الأوروبية 2012
TT

من شارع الهرم في القاهرة حيث يسكن إلى مدرجات ملعب دونباس أرينا في مدينة دونتيسك بأوكرانيا.. رحلة طويلة قطعها أحمد نجيب الجارحي ليرفع علم بلاده مصر مرتديا فانلة النادي الأهلي المصري الحمراء المميزة وسط آلاف المشجعين الأوروبيين بأعلام بلادهم في بطولة أوروبا لكرة القدم (يورو 2012) المقامة في بولندا وأوكرانيا، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الجارحي (27 عاما)، والذي يلقبه أصدقاؤه بـ«ميدو»، ليس مشجعا كرويا ذهب لشرق أوروبا لاهثا خلف متعة وسحر كرة القدم بل إنه العربي والأفريقي الوحيد في اللجنة المنظمة للبطولة. وأظهرت اللقطات التلفزيونية نجيب مرتديا فانلة النادي الأهلي المصري حاملا علم مصر في مباراة فرنسا وأوكرانيا في الدور الأول للبطولة قبل أن يظهر مجددا في مباراة فرنسا وإسبانيا في الدور ربع النهائي.

وقال نجيب لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي من أوكرانيا: «أعمل في فريق عمل اللجنة المنظمة للبطولة ضمن 3 آلاف عضو.. تم اختياري من بين 26500 متقدم لأكون العضو العربي والأفريقي الوحيد»، مضيفا «أجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية، وهو ما وضعني في مركز متقدم للغاية ضمن المتقدمين».

وكشف نجيب عن العملية المعقدة لاختيار المتقدمين، ومنها إجراء أكثر من مقابلة شخصية عبر برنامج «سكايب» على الإنترنت حيث جرى التحدث معه بثلاث لغات لمدة ساعة ونصف الساعة، ويقول نجيب «عندما تم اختياري أعطوني لائحة دقيقة بكل مهام اللجنة المنظمة، وهي 37 مهمة.. وعندما تم قبولي سألوني عن مقاس حذائي بدقة ومقاس ملابسي لتوفيرها لي وغير ذلك من الأشياء التي تنم عن مدى دقة التنظيم في البطولة».

وتخرج نجيب في كلية الصيدلة في مصر، ويعمل في القاهرة مدربا للمهارات للراغبين في الحصول على شهادة الماجستير، لكن وظيفته الحالية أصبحت العمل ضمن الفريق المسؤول عن إصدار بطاقات الصحافيين واللاعبين والمدربين وغيرهم للملاعب المختلفة في البطولة، وهو المركز الذي تم وضعه فيه بسبب إجادته للغات أجنبية عدة. وقبل أسبوعين من انطلاق البطولة، سافر نجيب للإقامة في مدينة دونتيسك، وهي ثاني أهم وأكبر مدن أوكرانيا، وتقع على الحدود مع روسيا، ويقيم نجيب برفقة أسرة أوكرانية حيث قررت اللجنة المنظمة ذلك حتى يعيش المنظمون كالشعب الأوكراني، وقال نجيب عن ذلك «هي تجربة ثقافية وإنسانية رائعة.. سأفتقد تلك الأسرة كثيرا». وكشف نجيب لـ«الشرق الأوسط» عن أن «الروس في دونتيسك أكثر من الأوكرانيين أنفسهم.. حتى المشجعون هنا في المدرجات يهتفون لروسيا أولا قبل أوكرانيا»، وتابع نجيب، الذي لا يجيد سوى بضع كلمات قليلة من اللغة الأوكرانية «اللغة الأجنبية الأكثر انتشارا في دونتيسك هي اللغة الألمانية، وهو ما ينقذني كثيرا».

وعن ظهوره رافعا علم مصر في المباريات، قال نجيب «أحاول استغلال وقت الراحة هنا بالاستمتاع بمشاهدة المباريات من الملعب»، مضيفا «أذهب مرتديا فانلة الأهلي ورافعا علم مصر اعتزازا وفخرا بهما».

المثير أن نجيب أقام علاقات واسعة مع المشجعين والمنظمين، حيث يسمى على نطاق واسع بـ«الفرعون»، كما أنه حرص على اصطحاب فانلة ناديه المفضل نادي الأهلي المصري لأوكرانيا، فله تاريخ طويل في حضور المباريات الكروية عبر العالم، حيث حضر نهائي كأس إنجلترا العام الماضي، وبعض مباريات دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى السفر إلى غانا لتشجيع منتخب مصر قبل أربعة أعوام في بطولة أفريقيا.

ويقول نجيب «حضور مباريات الكرة في أوروبا متعة لا يضاهيها متعة على الإطلاق.. كل شيء منظم ومعروف مسبقا، من خلال دورة نظام كاملة تبدأ بمعرفة رقم المقعد الخاص بي قبل اللقاء وحتى مغادرة الملعب بعد اللقاء في سلاسة ويسر».