أكاديمية مصرية لتعليم الكلاب فنون القتال.. والدلال

إمعانا في الرفاهية ومكافأة لها على حسن «العشرة»

يبدأ المدرب في التواصل مع الكلب حتى يتقبّل عملية التدريب
TT

إمعانا في الرفاهية ومكافأة لها على حسن العشرة، يحرص كثير من المصريين من أصحاب الحيوانات الأليفة على تدريب كلابهم على أيدي أكفأ الخبراء، كي تكتسب مهارات وخبرات جديدة، إضافة إلى شهادات توثّق هذه «الخبرات»، بعد اجتياز الكلاب مجموعة من الاختبارات الخاصة في هذا المجال.

وعلى الرغم من غرابة الأمر في نظر البعض، وخاصة من فقراء المصريين وبسطائهم، فإنه يبدو أمرا عاديا ومألوفا لدى عشاق هذه الحيوانات. حتى إن إحدى الصحف نشرت قبل فترة قصيرة خبرا عن إقامة إحدى السيدات «حفل تخرّج» وعيد ميلاد لكلبها المدلّل، ودعت إلى الحفل ما يقرب من 250 شخصا. وتكلف الحفل بحسب الصحيفة، نحو 42 ألف دولار أميركي.

وهكذا، توطيدا لأواصر «العِشرة» بين مجتمع الحيوانات الأليفة، وبين عشاقها أسس عدد من المدرّبين المتخصّصين في هذا الشأن أكاديمية، أسموها «إيست ويند أكاديمي» (East wind Academy)، لتدريب الكلاب على فنون القتال والطاعة وحسن التصرف، من دون أن يقف تقديم خدماتها على نوع معين من الكلاب.

حسين الأمين، أحد المدرّبين في الأكاديمية، شرح لـ«الشرق الأوسط» فلسفتها قائلا: «جاءت الفكرة من خلال هواة محترفين في التعامل مع الكلاب وتدريبها، إذ قرّروا أن يقدموا هذه الخدمة على أعلى مستوياتها ليستفيد منها كل مقتني الكلاب في مصر، لتكون الأكاديمية الأولى في مصر والشرق الأوسط، أنه لا يوجد نظير لها إلا في الولايات المتحدة الأميركية».

تقع الأكاديمية على مساحة عدة أفدنة خضراء في طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، وحسب الأمين فإنها «صممت بشكل احترافي لاستقبال الكلاب وتدريبها، بحيث يسهل تواصل أصحابها معها وتنفيذها أوامرهم في المنزل، وهذا بالإضافة إلى كلاب الحراسات المستخدمة في شركات الحراسة والفنادق الكبرى التي يجب أن تكتسب مهارات إضافية في القتال والحماية».

وحول برنامج التدريب، قال الأمين «يبدأ المدرب في التواصل مع الكلب حتى يتقبّل عملية التدريب التي تتركز على مرحلتين هامتين: الأولى تدريب الكلب على الطاعة.. وهذا يكون عبر أكثر من برنامج حسب نوع الكلب وسلوكه وردود أفعاله وفي هذا (الكورس) يجب أن يكون عمر الكلب 3 أشهر. أما المرحلة الثانية فتقوم على التدريب على الحراسة، وفيها لا بد أن يكون الكلب قد أتم شهره التاسع حتى يكون لديه الاستعداد الذهني والجسماني لتلقي التدريبات بالإضافة إلى استيعابه التعليمات».

ثم تابع «عمر الأكاديمية عشر سنوات، وهي تنصح صاحب الكلب قبل أن يقرّر الاشتراك لكلبه فيها أن يقوم بعمل زيارة ميدانية للمكان لكي يتعرف عليه عن قرب، وخلالها يجري المدرب عملية تقييم مبدئية للكلب تكون عبارة عن اختبار لسلوكياته، ومن خلالها يصار إلى تحديد طبيعة الكلب وهل هو عدواني أم مسالم، وتوثيق طريقة حياته، ومكان ولادته، وطريقة أكله، ونوعية الأكل التي يفضل، وطرق احتكاكه بالكلاب الأخرى. وبعد هذا التقييم تحدد مدة «الكورس» الذي سيتلقاه ونوعه، مع الإشارة إلى أن المدة تتراوح من 15 يوما إلى 40 يوما، وفي أول أسبوع يظل الكلب في الأكاديمية طوال اليوم وفي المساء يعود إلى بيته، وبعد هذا يذهب المدرّب إليه في البيت».

وبحسب الأمين، فإن الأكاديمية «بعد نجاح الكلب وانتهائه من فترة الدراسة، تمنحه شهادة مثبت فيها الكورس الذي تلقاه، ومرفق معه أسطوانة تحتوي على فيديو للكلب قبل التدريب وبعده، كما تقوم الأكاديمية بتنظيم حفلات تخرّج ربع سنوية يشارك فيها أصحاب الكلاب بكلابهم، ويجري تحديد المراكز الأولى أيضا للكلاب. ويبدأ الكلب بتنفيذ الأوامر حبا بصاحبه وليس خوفا من العقاب، لهذا أصبح هناك إقبال ملحوظ من مربّي الكلاب خاصة بعد لمس الفارق الكبير بين الكلب المدرَّب والكلب غير مدرَّب».

ولفت الأمين في نهاية حديثه إلى «أن أصعب الكلاب في تلقي التدريبات هو ذلك الذي تعرّض لتجارب سيئة مثل الضرب، أو تلقى معلومات خاطئة يصعب تغييرها. ولهذا ننصح بأن أفضل عمر لتدريب الكلب هو من سن 6 أشهر إلى 9 أشهر، مع الإشارة إلى أن هناك كلابا لا تصل إلى المستوى الذي يريده صاحبها نظرا لضعف إمكاناتها الجسدية والذهنية».