الرياضة.. مشكلة وطنية

مسلي آل معمر

TT

كنت في حديث مع أحد هواة كرة القدم، فلم يخف ملله من متابعة المباريات المحلية، حيث وصف كرة القدم السعودية بشكل عام بالمتراجعة أو المتخلفة عن نظيراتها كما قال، ومن دون تلطيف للفظ، سرد أمورا كثيرة يراها أسبابا للتراجع، ووضع الإعلام على رأس تلك الأسباب، ورغم أن أغلب ما تطرق له كان فيه نوع من الموضوعية، فإنه من الظلم أن نعلق فشل قطاع ما على الإعلام، فالإعلام قد يكون عاملا مساعدا على النجاح أو الفشل، لكنه لا يمكن إطلاقا أن يصنف كعامل رئيسي، لأنه ليس مسؤولا عن رسم استراتيجيات، وتعيين أشخاص وتنفيذ خطط، الإعلام دوره نقل الصورة كما هي والتعليق عليها بالنقد أو الإشادة، وإذا ما قصر الإعلام في عمله فإنه قد يسهم في تشويش الصورة أمام المتلقي، لكنه لا يستطيع أن يغير الواقع.

وجهة نظري أن الرياضة جزء لا يتجزأ من بقية قطاعات الدولة التي تتحرك ببطء بعضها إلى الأمام والبعض الآخر إلى الخلف، فالعقليات لا تختلف كثيرا عن بعض لأنها خريجة نفس المدرسة والمجتمع، كما أن آلية التعيين والاختيار هي نفسها، حيث لا تلعب الكفاءة دورا فاعلا في ذلك، فمن يصدق أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بما فيها من مئات أو آلاف الموظفين يدققون على تعيين رئيس ناد يقيم أو لا يقيم في نفس المدينة، وفي الوقت نفسه يغضون النظر عن التجاوزات الإدارية والمالية في أندية أخرى.

ما زلت على قناعة كاملة بأن الرياضة السعودية لن تتقدم إذا لم يقتنع المسؤولون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بأنهم مضطلعون بمسؤولية تطوير الأندية، وبتطويرها (أي الأندية) ستتطور كافة الألعاب وسنجد أنفسنا منافسين على كافة المستويات، أما إذا استمرت الآلية البيروقراطية التي عانت منها رياضتنا طوال الـ13 عاما الماضية، فإن العربة ستستمر في التحرك إلى الخلف ببطء، ولكي أبرر رأيي هنا علينا فقط أن ننظر على نادي الفتح كيف يرتقي موسما بعد آخر، لأن القائمين عليه أحسنوا اختيار إدارته، بينما نجد أن ناديين عريقين وغنيين مثل الاتحاد والنصر يسجلان تراجعات واضحة موسما تلو الآخر بسبب عدم الاستقرار الإداري وقلة الكفاءة.

قد تكون نظرتي تشاؤمية إذا ما قلت انظروا إلى المسؤولين عن كل هذا.. هل هم الأشخاص المناسبون؟.. إذا كانت الإجابة بلا فإن المشكلة عامة قبل أن تكون خاصة، وحلولها ليس بيدي ولا بيد الإعلام!