«درب الطائف...»!

عادل عصام الدين

TT

كان الصديق سعيد جمعان «سعيدا» بالفعل وهو يحدثني عن عودة كرة القدم «العربية» بعد سنوات من التوقف.

تستضيف السعودية هذه الأيام بطولة المنتخبات وعلى هامشها أجريت قرعة مسابقة الأندية.

ومن حق الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم أن يفرح لأنه تعب كثيرا من أجل تنظيم هذه المسابقات مجددا، مع إصراري على الاحتفاظ برأيي الخاص في هذا الموضوع تحديدا.. حيث أعلنت رأيي أكثر من مرة؛ وملخصه أن الاتحاد يجب أن يركز على الفئات السنية والدورات التطويرية للحكام والإداريين والمدربين العرب؛ على أن يتم التعامل مع مسابقات «الكبار» سواء كانت منتخبات أم أندية على أنها «مجرد» بطولات تنشيطية تنظم في الأوقات المناسبة دون الضغط على الأندية أو المنتخبات وأن لا تكون بطولات إلزامية؛ ولا أظن أن توقفها سيكون مزعجا.

حضرت جزءا من البطولة في الطائف.. وأكملت المتابعة في جدة، ولا شك أن الاختلاف كبير بين المدينتين بالنسبة للجو ولذلك لم يضايقني زيكو.. فنان كرة القدم البرازيلية.. حين شعر بالغبن لأنه لم يكن ممن لعبوا في الطائف، وقد تذكرت الأغنية الشهيرة: «لو كلفت عليك تقولي.. درب الطائف فين»!

لأن اللعب في هذه المدينة الجميلة أفضل بلا شك.

ولكن بعد انطلاقة المباريات رفض منتخبان من جدة تكملة المباريات بالطائف لأن الفريقين لم يلعبا أصلا في هذه المدينة من البداية؛ الأمر الذي يشكل معاناة كبيرة في ما يتعلق باختلاف الارتفاع عن سطح البحر؛ ويحتاج كل فريق إلى فترة ليست قصيرة للتأقلم.

وللمعلومية.. فقد نسي زيكو والآخرون أن المنتخب السعودي سيعود للعب في مدينة جدة لأن المباريات الأخيرة ستقام في عروس البحر الأحمر.

المسألة المهمة هنا: هل يعقل أن تقف ملاعب التدريب «فقط» حائلا دون إقامة بطولة مثل هذه في مدينة واحدة؟!

لم تكن جدة مناسبة هذه الأيام، بيد أنها كانت الحل الوحيد في نظر المنظمين، وكله من أجل «عودة البطولة العربية» يهون.

تصوروا لو كانت كل مباريات البطولة بمدينة الطائف..

بالتأكيد سيكون النجاح أكبر.. ولكنها «الملاعب» التي وقفت وتقف حجر عثرة ليس أمام تنظيم مثل هذه البطولات فحسب بل أيضا أمام عودة الروح لكرة القدم السعودية، وعودة إنجازاتها.. وماضيها الجميل.

كانت الطائف بحاجة إلى ملاعب للتدريب حتى لو كانت من دون «مدرجات» ومع الأسف فحتى هذه الملاعب غير متوفرة.. لا في الطائف ولا في غيرها من المدن.

ومرة أخرى أقول: أفسحوا المجال لرجال الأعمال لكي «يتحركوا.. بحرية».. وأفسحوا المجال للأندية كذلك.

من يصدق أن فريقين مثل الاتحاد والأهلي قد «يستضيفان» مبارياتهما المحلية.. وغير المحلية خارج جدة؟!

حكايتنا.. ليست ملاعب التدريب فحسب.. بل حتى «الاستاد» الذي يستقبل مباريات تليق بمكانة وسمعة كرة القدم السعودية.

[email protected]