إيطاليا أصبحت تمتلك أداء مميزا بفضل برانديللي

أريغو ساكي

TT

ظهر منتخب إيطاليا بشكل أكثر من رائع أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي لبطولة الأمم الأوروبية، وحقق فوزا مهما سيفيد الكرة الإيطالية بشكل كبير. ويعتبر هذا الفوز نصرا للاتحاد الإيطالي لكرة القدم ولبرانديللي ولاعبيه الإيطاليين، مقارنة بالنتائج الهزيلة التي تحققها الأندية الإيطالية على الصعيد الدولي بلاعبيها الأجانب. وقد فاز منتخب برانديللي وظهر بشكل مقنع أمام منتخب ألمانيا المهيب. وفي الحقيقة لم يبدُ أن هناك مباراة، باستثناء الدقائق السبع الأولى، حيث بدا وكأنها بين فريق من الهواة أمام فريق محترف بسبب التفوق الخططي والفني الواضح لإيطاليا.

وكان برانديللي قد مر بفترة من انعدام الثقة بعد الهزيمة في ثلاث مباريات ودية قبل انطلاق البطولة، وراودته الشكوك، ولذلك قام بتغيير طريقة اللعب بعد أن فقد ثقته في العمل الذي قام به في السابق. لكنه استعاد الآن قناعاته وأفكاره وعاد إلى طريقة 2/1/3/4 التي تدرب الفريق عليها. لكنه على أي حال لم يكن قد تخلى عن مفاهيم الأداء الخاصة به، لكن طريقة تطبيقها كانت ستصبح فردية أكثر من اعتمادها على اللعب الجماعي. واليوم ليس لدينا فقط منتخب يتمتع بالروح المطلوبة ولا نعتمد فقط على حماس اللاعبين، بل أصبح لدينا فريق يمتلك أداء مهام ومميز. وبرانديللي هو صاحب الفضل في كل هذا، ويعتمد في المقام الأول على بيرلو كمنفذ بارع لأفكاره. ولا شك أن بيرلو لاعب فذ يرتفع مستواه مع مرور الزمن.

لكن جميع لاعبي المنتخب الإيطالي يستحقون الإشادة، بدءا من بوفون صاحب التألق الدائم، وبارزالي وبونوتشي صخرتي الدفاع، وبالزاريتي وكيلليني وأباتي وجياكيريني وماجيو اللذين يقومون بدور رائع على الأجناب. وهو ما ينطبق أيضا على خط الوسط الذي يتسم بالمهارة الفنية والخططية والشخصية بفضل لاعبيه بيرلو وماركيزيو ودي روسي. ويضاف إليهم مونتوليفو وتياغو موتا اللذان ظهرا بشكل مميز أمام ألمانيا. لكن أهم رهان فاز به برانديللي هو رهانه على فارسي الهجوم بالوتيلي وكاسانو. فهما لاعبان موهوبان لا يتميزان دائما باللعب مع ومن أجل الفريق، كما يصعب التعامل معهما في الكثير من الأحيان. لكن هذين اللاعبين لعبا دورا حاسما في مشوار المنتخب الإيطالي في البطولة خاصة أمام المنتخب الإسباني. وكانا بمثابة نقطتي قوة ومهارة زادتا من قوة وفعالية المنتخب الإيطالي بشكل عام.

وكان بالوتيلي قد أقنعني بأدائه بالفعل أمام إنجلترا، حيث تحلى بالتركيز وتحرك بشكل جيد من أجل الاستفادة من تمركزه الموفق والتحرر من الرقابة. وتفجرت موهبة ومهارة بالوتيلي إلى أقصى حد أمام ألمانيا. ونجح كاسانو الذي ظهر عليه الإرهاق أمام إنجلترا في استعادة نشاطه وكان محورا رئيسيا في أداء الآزوري، وظهر ذلك من خلال الهدف الأول الذي صنعه لبالوتيلي. وينبغي أن أعترف بأنني شعرت ببعض الشك في إمكانية مشاركته من البداية هو ومونتوليفو.

ومرة أخرى أثبت برانديللي، الذي يعيش مع اللاعبين ويعرف حالتهم أفضل من الجميع، أنه يتخذ القرارات الصائبة. وينبغي على أي حال أن أقول إنني كنت مقتنعا للغاية بإمكانية نجاح إيطاليا وفوزها، وما زلت مقتنعا بذلك قبل مباراة إسبانيا القوية. وربما يكون الإرهاق هو العامل الوحيد الذي من شأنه أن يوقف هذا الفريق الرائع وقائده البارع! إلى الأمام أيها الآزوري!