«الأسر المنتجة».. تعددت المنصات والهدف واحد

البريد السعودي وفر موقعا إلكترونيا دعما للمشروع

TT

تتعدد منصات البيع المتوافرة لـ«الأسر المنتجة» في السعودية، إذ تصنع هذه الأسر سلعا استهلاكية في منازلهن، بفن أو علم ورثته الأسر عن أجدادها.

وأوجدت القطاعات الحكومية والخاصة على حد سواء في البلاد، حلولا بديلة للدكاكين والمحلات التجارية، التي تعد أجورها السنوية مرتفعة إذا ما قورنت بالعوائد النسبية البسيطة التي تجنيها الأسر.

وأتاحت اللجان المنظمة للمهرجانات الصيفية في السعودية أن تعرض ما تنتجه، مخصصة مباسط ومساحات مجانية، تشجيعا للسياحة من جهة، وإتاحة منصة بيع تستفيد منها الأسر المنتجة من جهة أخرى.

في الوقت نفسه، وفرت مؤسسة البريد السعودي موقعا إلكترونيا باسم «سوق القرية»، يمكن البيع بواسطة البطاقات الائتمانية أو نظام سداد، أو الدفع النقدي لدى أي مكتب للبريد في كافة أرجاء البلاد، مستفيدة من تجربتها في «إي - مول» وهو سوق إلكترونية سعودية سجلت نسبة مبيعات مرتفعة خلال العامين الماضيين.

وأشار المهندس ماجد بن عنزان، مدير العمليات البريدية، لـ«الشرق الأوسط»، إلى دعم هيئة السياحة والآثار للأسر بشراء الهدايا التذكارية التي تقدمها للوفود السياحية الأجنبية التي تزور السعودية.

ويتمكن زوار السوق الإلكترونية من شراء كافة المنتجات التي تنتجها الأسر، ويعمل البريد السعودي على توصيلها مقابل رسوم خدمة تبلغ نحو 30 ريالا.

ميدانيا، فتحت مراكز التسوق بمدينة الرياض مساحة لسلع الأسر المنتجة، وتوزعت نشاطات البيع لمنتجات حرفية سعودية في 26 مركزا، وذلك ضمن فعاليات مهرجان التسوق والترفيه في عامه الثامن بالعاصمة.

وواصلت الحرفيات في أجنحة «معرض الحرف اليدوية للأسر السعودية المنتجة» مهاراتهن في صناعة الحِرف القديمة التي امتهنتها المرأة السعودية في الماضي، واستثمرن في غزل ونسج الصوف (السدو)، ونقش الحناء، والخياطة والتطريز، إلى جانب تصميم الأشكال والمجسمات، والرسم بأنواعه، وتنسيق الزهور، وتلوين الفخار، فضلا عن الإكسسوارات الرجالية والنسائية والعطور، والتحف الخشبية، والألعاب الشعبية.

وبرزت الفتيات اللائي سخرن أدوات التقنية الحديثة في بلورة جهود أمهاتهن وجداتهن في الصناعات التي كانت تعتمد على حرفة اليد، وتطوير آلياتها ومزجها بتقنيات العصر، لتواكب ذائقة الجمهور بمختلف شرائحه، مع الحفاظ على تاريخ وتراث أبناء المجتمع السعودي، وتخرج للمتسوقين في أصناف صناعية متعددة ذات صبغة محلية.

نتاج ذلك ظهر جليا في مشروع بسيط بات يدر دخلا مناسبا لأسرة أم مشعل، وهي مسنة تتقن فن الخليط العطري الشعبي، بعد أن ورثت حرفة مزج الخليط العطري من والدتها منذ ما يربو على 20 عاما، ناقلة التجربة إلى ابنتها. وأطلقت أم مشعل اسم «رحمة» على مشروعها. وتقول «إن إنتاجي من العطور المختلفة ساهم بشكل واسع في تلبية متطلبات الحياة». وأضافت «بعد تجارب كثيرة ومحاولات، أنتجت لزبائننا من الأقارب والجيران خلطات لعطور جديدة».

أمام ذلك، تمرست الشابة الهنوف العريبي، وهي طالبة في الكلية التقنية بالرياض، في أشغال الخياطة اليدوية منذ مراحل الدراسة الابتدائية، وقالت «طورت مهاراتي عن طريق مواقع متخصصة في شبكة الإنترنت، وأنتجت بشكل أفضل، وأدر دخلا كافيا من خلال مشروعي».

إلى جانبها، تجلس الشابة خيرية عسيري، وهي صاحبة إنتاج إبداعي في الرسم والخط على مدى 17 عاما، قدمت من خلالها الكثير من اللوحات الفنية المتميزة والمعبرة عن مشاعر الإنسان، كما زينت الأواني الفخارية والأكواب بعبارات وأسماء خُطّت بأنواع مختلفة من الخط العربي. وتفضل عسيري تلبية كافة الدعوات المتيحة لبيع إنتاجها، إذ قالت إن المهرجانات تجلب السياح بشكل أفضل من غيره.

يشار إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية تدعم «مشروع الأسر المنتجة»، وتهدف من خلاله إلى تحسين الوضع الاقتصادي للأسر المحتاجة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي لها. وحول ذلك، أكد محمد العوض، المتحدث باسم وزارة الشؤون الاجتماعية، أن وزارته ترحب بدعم الحرفيات السعوديات من الأسر المنتجة، ضمن مشروع الوزارة القائم، مؤكدا تقديم المساعدات المادية والمعنوية لتلك الأسر لتتمكن من توفير حد أدنى من احتياجاتها اليومية.