متنزه السودة: حالة سياحية تسحر أبناء الخليج

الفنان الكويتي طارق العلي وصل إلى المنطقة لعرض مسرحية «طرطنجي»

السوق الشعبية في متنزه السودة تجذب زوار المتنزه
TT

يكاد متنزه السودة بمنطقة عسير جنوب السعودية يتفجر بأعداد الزوار والمصطافين الذين ملأوا مساحاته كافة، ووظفوها مع مرافقه لصالح ترفيههم المؤقت بصورة جمالية جمعت الأسر والأصدقاء. فمع أول إطلالة لسائقي المركبة من سياح وزوار والمتجهين إلى متنزه السودة، من على طرقه المرتفعة والمطلة على مدينة أبها ومحافظاتها، يشعر الناظر بأنه على متن طائرة محلقة نحو جبال يعانقها الضباب وتكسو جباهها الخضرة، مع لفحات من النسيم العليل الذي قيد أكف الأجواء الساخنة ليؤكد بذلك أن مقولة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، بأن عسير أبرد بلدان العرب، ما هي إلا حقيقة لا تقبل النقاش.

وإلى جانب ذلك كله لم تكتف منطقة السودة، والمسؤولون عن تنظيم فعالياتها، بكنوز طبيعتها ليطرزوها ببعض العروض والأنشطة الجاذبة تحت ظل أجواء ساحرة، فأطلت فرقة كوميدي لايت للمرة الأولى عبر مسرح الطفل والأسرة بمتنزه عسير الوطني بالسودة أمس الثلاثاء، مقدمة أول عروضها، التي اشتملت على أسئلة ومسابقات شهدت تفاعلا كبيرا من الأعداد الكبيرة التي كانت موجودة للاستمتاع بالفعاليات.

ولم تكتف الفرقة بتلك العروض، بل وبتأثير المكان والحضور والجغرافية الطبيعية والمناخية، لكنها وعدت كذلك بمفاجآت وظهور أميز في الأيام المقبلة، بداية من عصر اليوم (الخميس).

وحتى هذا اليوم ما زال متنزه السودة يقدم الكثير من الفعاليات والأنشطة، حيث ظهرت الألعاب المتنوعة جاذبة للأطفال بشكل لافت، سواء المائية أو السيارات أو الدبابات أو الخيول، إضافة إلى خيمة التسوق الكبيرة التي تشمل العديد من المعروضات التجارية. وقد يتصور البعض أن تلك الفعاليات حكر على فئات عمرية معينة، غير أن الحقيقة هي أن منطقة عسير خلية نشطة لجميع الفئات العمرية حتى كبار السن، إذ أخذت السوق الشعبية القريبة من موقع الفعاليات بالسودة نصيبا وافرا من اهتمامات السياح والزوار خاصة كبار السن، حيث يتم فيها توفير متطلباتهم بشكلها التراثي القديم وبصناعة يدوية في أغلب معروضاتها، كما أنها تركز بشكل كبير على المنتجات الشعبية والتراثيات، من أزياء نسائية ومستلزمات منزلية، وسط إشادة باهتمام أمانة المنطقة بموقع السوق المتميز.

ورصدت جولة نفذتها «الشرق الأوسط» أمس وجود أعداد كبيرة من أبناء ومنتجات دول الخليج في السودة التي تعد النقطة الأعلى في الخليج، لا سيما أنها تحظى هذه الأيام بأجواء متميزة وفريدة، مع هطول أمطار متفرقة أبهرت أبصار وعقول السياح.

وعن سبب اختياره لمنطقة عسير كوجهة سياحية، ذكر أسامة عواد (من البحرين) أن الأجواء الساخنة التي اجتاحت هذا العام المدن السياحية المتطورة جعلتهم يختارون منطقة عسير كوجهه سياحية، خصوصا أنهم لم يختاروا المنطقة من دون البحث عنها في مواقع الشبكة العنكبوتية ليتبين لهم أنهم اختاروا الوجهة الصحيحة.

أما يوسف حمدان (من قطر) فيقول «بعد زيارتي لمنطقة عسير، وهي أول زيارة لي، أصبحت على قناعة تامة بضرورة أن أتملك على أرضها منزلا، وقد أفكر مستقبلا في الاستثمار فيها، فمنطقة عسير في عمر الزهور حاليا من الناحية السياحية والبيئية والاستثمارية، وأتوقع أن تكون نقطة تفجر الاستثمارات العالمية وموقعا سياحيا ينافس أقوى الدول السياحية التي تعتمد على الطبيعة»، مضيفا أن عسير بحاجة إلى دعم من أبنائها قبل زوارها في ما يتعلق بالسياحة.

والتقت «الشرق الأوسط» بسياح من جنسيات أخرى كالكويت والإمارات، تركزت إجاباتهم على أن سر قدومهم إلى مدينة أبها يعود إلى تميز أجوائها بخلاف بلدانهم، إلى جانب الفعاليات المتنوعة التي تحظى بها، لا سيما مسرحيات نجوم الفن الكويتي التي كانت عنصر جذب كبير، فضلا عن الفعاليات المنظمة في متنزه عسير الوطني وساحة المفتاحة، والمراكز التجارية والفعاليات المتنوعة الأخرى وفعاليات المحافظات، فضلا عن الطبيعة الخلابة التي تمتاز بها المنطقة عن غيرها.

وفي سياق موضوع المسرحيات، وصل الفنان الكويتي الشهير طارق العلي برفقة الفنانين المشاركين في مسرحية «طرطنجي»، إلى مطار أبها الإقليمي في تمام التاسعة من مساء أول من أمس (الثلاثاء)، تمهيدا لعرض مسرحياتهم على مدار الأيام الثلاثة المقبلة على المسرح الداخلي بالمفتاحة. وبدأ عرضه المسرحية أمس الأربعاء بعد أن عرضت في دبي وأبوظبي ورأس الخيمة الإماراتية، والعاصمة القطرية الدوحة.