نجل عمر عبد الرحمن: والدي سعيد بفوز الرئيس مرسي وطلب من الأسرة تهنئته

قال لـ «الشرق الأوسط» : اتصالات مع الرئاسة لبحث كيفية التدخل للإفراج عنه

عمر عبد الرحمن
TT

قال الدكتور عبد الله، نجل الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في الولايات المتحدة، إن والده سعيد بفوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر، مشيرا إلى أنه لم يعرف بعد بمطالبة الرئيس مرسي بالإفراج عنه.

وأضاف عبد الله عمر عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «والدي أجرى اتصالا هاتفيا بالأسرة من محبسه يوم الخميس الماضي وعلم فيه بنجاح الدكتور مرسي في الانتخابات الرئاسية، وطلب منا تهنئته نيابة عنه».

وأشار إلى أن والده لم يعرف بعد بمطالبة الرئيس مرسي بالإفراج عنه، لأن الرئيس الجديد طالب بذلك يوم الجمعة الماضي، بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه والده مع الأسرة، موضحا أن هناك اتصالات بين الأسرة ورئاسة الجمهورية لمتابعة هذا الملف.

وأوضح عبد الله أن والده كان قد أعلن دعمه للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل قبل استبعاده من سباق الرئاسة على خلفية الجنسية الأميركية لوالدته التي حالت دون استمراره في السباق، مشيرا إلى أن الشيخ عمر دعم في الجولة الأولى من الانتخابات التي تنافس فيها 13 مرشحا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي جاء رابعا، بينما أعلن دعمه لمرسي في جولة الإعادة.

وكان الرئيس مرسي قد طالب في خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضي في ميدان التحرير، بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن لأسباب إنسانية، وهو ما ردت عليه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قائلة إن «الشيخ عمر عبد الرحمن حصل على الإجراءات القانونية الصحيحة في محاكمته، وقد حوكم وأدين لمشاركته في أنشطة إرهابية، وخاصة تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993»، مشيرة إلى أن الأدلة واضحة جدا ومقنعة، وقد تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، «نحن لدينا كل الأسباب لدعم هذه العملية والحكم الذي صدر بحقه، وسوف ندعمهما».

وكان القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ياسر علي، قد أكد أن تصريحات الرئيس مرسي حول قضية الإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن جاءت من منطلق التعاطف مع أسرة الشيخ من البعد الإنساني، وليس من البعد القانوني، مؤكدا احترام مصر للقانون والأحكام الجنائية التي صدرت في دول لها نظام قضائي مستقر، مشيرا إلى أن التعاطف من البعد الإنساني له أيضا أدواته لمحاولة الوصول إلى حل لهذه القضية في الإطار القانوني.

ويمضي الشيخ عمر عبد الرحمن عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة إثر إدانته عام 1995 بالتورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، وفي التخطيط لشن اعتداءات أخرى بينها مهاجمة مقر الأمم المتحدة.

وأوضح عبد الله أن والده ما زال يعاني المعاملة السيئة في محبسه بأميركا، وقال: «والدي يغسل ملابسه بنفسه رغم كبر سنه وفقدانه لبصره، ورغم أنه أصبح مقعدا ويستخدم كرسيا متحركا»، مشيرا إلى أن السلطات الأميركية تمنعه أحيانا من الاتصال الهاتفي بأسرته بدعوى العقاب، رغم أن لوائح السجون الأميركية تتيح للسجين الاتصال الهاتفي بأسرته مرتين في الشهر.

وأضاف أن والده تعرض للتدمير المعنوي والنفسي عقابا له على الوقفات الاحتجاجية التي تنظمها أسرته في مصر للإفراج عنه، وقال: «قدمنا طلبات عدة للمجلس العسكري والحكومة ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية المصرية والسفارة الأميركية في القاهرة للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، كما اعتصمنا أمام مبنى السفارة الأميركية بالقاهرة، ولكن لا حياة لمن تنادي».

وقال عبد الله: «حصلنا على دعم من شيخ الأزهر، وموافقة كل من وزارتي الخارجية والداخلية وجهاز الأمن الوطني والمخابرات، ولم يتبق سوى موافقة المجلس العسكري على تقديم الطلب للإدارة الأميركية، والآن بعد أن تولى الدكتور مرسي الرئاسة نتمنى أن يشهد الملف تحركا فعالا».

وأشار إلى أن والده نبذ العنف وظهر في وسائل الإعلام الأميركية بعد تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 ليدين الحادث، وقال: «الشيخ أدان قيام المسلم بأي أعمال عنف في البلاد التي يقيمون فيها، معتبرا أن من دخل أي دولة بتأشيرة فإنه يكون قد وقّع عهد أمان مع تلك الدولة ولا يجوز له نقضه».

وكان القضاء المصري قد برأه من تهمة المشاركة في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، بعد أن جرى اعتقاله لأكثر من 3 سنوات وقتها، كما أعلن عبد الرحمن من محبسه تأييده مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997، وأدت إلى وقف موجة الإرهاب التي اجتاحت مصر في ذلك الوقت.

ومنذ نجاح ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 في الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، عاد إلى القاهرة عدد من قيادات الإسلاميين الذين كانوا يقيمون في الخارج لاتقاء اضطهاد الأجهزة الأمنية لهم، كما أطلقت السلطات المصرية سراح عدد آخر من قياداتهم بالسجون المصرية، وعلى رأسهم عبود وطارق الزمر المدانان بقتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات.