إسرائيل تنفي الضلوع في تسميم عرفات وتؤكد أن الحقيقة لدى زوجته

تونس تدعو لاجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث المسألة

TT

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسميا، أي علاقة لإسرائيل بقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وقال في بيان رسمي عممه الناطق بلسانه، أمس، إن «الاتهام الذي وجه لإسرائيل بأن لها علاقة بوفاة عرفات هو عديم الأساس وعار تماما عن الصحة». ووصفت مصادر سياسية وأمنية ما نشر في تقرير قناة «الجزيرة» بهذا الشأن بأنه «ليس علميا. وإن كان فيه شيء من الحقيقة فالبحث عن الجناة ينبغي ألا يكون في إسرائيل».

وذكرت مصادر أمنية، في حديث للمراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، ألكس فيشمان، أن الحقيقة حول وفاة عرفات موجودة في ملفاته الطبية التي بحوزة أرملة المرحوم عرفات، وأن القيادة الفلسطينية تعرف هي الأخرى الحقيقة، وتحدتها أن تنشرها. ولمحت إلى أن مواصلة اتهام إسرائيل سيجعلها ترد بنشر ما تعرفه في الموضوع، وفي أساسه أنه توفي من مرض الإيدز.

وتجاهل المتحدثون الإسرائيليون الظروف التي كانت قد أحاطت بموت الرئيس الفلسطيني الراحل سنة 2004، حيث إن إسرائيل بقيادة رئيس حكومتها، آنذاك، أرئيل شارون، شنت حربا عسكرية (عملية السور الواقي) سنة 2002 التي دامت حتى آخر يوم في حياة عرفات، وانتهت بحصار طويل على مقره في المقاطعة قامت خلاله الدبابات الإسرائيلية بهدم جدران محيطة بمكتبه واحتلت غرفا في المقاطعة ملاصقة للمكتب. والتقطت ميكروفونات الصحافيين همسة من وزير الدفاع في حينه، شاؤول موفاز، بإذن شارون، أنه «يجب التخلص منه». ونشر يومها أن شارون أبلغ الرئيس الأميركي، جورج بوش الابن، بأنه ينوي التخلص من عرفات لكونه يعرقل مسيرة السلام ويدير حرب إرهاب، فرفض بوش ذلك. وهناك رواية تقول إن بوش لم يعلق.

ومنذ توفي عرفات، يتناقل الفلسطينيون الاتهامات ضد إسرائيل بأنها قامت بتسميمه بطريقة طبية محكمة، من ذلك النوع الذي لا يبقي أثرا للجريمة.

وكانت «الجزيرة» قد اعتمدت على تحقيقات مخبرية أجراها مركز صحي سويسري مرموق وأظهرت وجود مادة «البولونيوم» المشعة السامة في مقتنيات شخصية لعرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته. ومع أن «الجزيرة» لم تتهم إسرائيل مباشرة في التسبب بوفاة عرفات، إنما أوضحت أن مثل هذه الإشعاعات ما كانت لتصل إلى حاجات عرفات إلا بواسطة جهة كبيرة مثل دولة، فقد ردت تلك المصادر الإسرائيلية بالقول إن هذه تحليلات غير علمية. فمثل هذه الإشعاعات لا تصمد سبع سنوات متواصلة في حاجات عرفات. ويمكن أن تكون قد عبرت عملية إشعاعات بعد وفاة عرفات بكثير.

وقال وزير الأمن الداخلي السابق في الحكومة الإسرائيلية والرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلي العام (الشاباك)، آفي ديختر، إنه يعرف جيدا أن «إسرائيل لم تشارك في عملية تسميم غذاء أو أغراض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات»، ولم تقترب ممن كان يعمل على تحضير الطعام لعرفات. وأضاف أنه «كان لعرفات أعداء كثيرون في الداخل والخارج».

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أمس إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية وإجراء تحقيق دولي بعد المعلومات التي كشفت عنها «الجزيرة» وأعادت فيها إحياء فرضية اغتيال عرفات. وصرح عبد السلام لإذاعة «موزاييك إف إم» الخاصة قائلا «ندعو إلى اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول الجامعة العربية، كما ندعو إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وفاة الرئيس عرفات». وأضاف بعد لقاء مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أننا «مدينون لهذا الرجل العظيم الذي كان له تأثير كبير على مسار المقاومة الوطنية الفلسطينية».