نجومنا ولعنة العقود المليونية

موفق النويصر

TT

في الأسبوع الماضي، أحرز السويسري روجيه فيدرر، لقب فردي الرجال لبطولة ويمبلدون الإنجليزية، ثالث بطولات الغراند سلام الكبرى للتنس، بعد فوزه على البريطاني أندي موراي بثلاث مجموعات لواحدة.

فيدرر الذي سجل بفوزه الأخير 3 أرقام قياسية، الأول بلوغه نهائي بطولة ويمبلدون للمرة الثامنة في مسيرته الرياضية، والثاني معادلة رقم الأميركي بيت سامبراس بتحقيق 7 من ألقاب هذه البطولة، والثالث الفوز بـ17 بطولة كبرى في المجموع العام كأفضل لاعبي العالم، يستحق أن يكون قدوة رياضية تسير على خطاه الأجيال، حيث نجح في فرض سطوته على عالم الكرة الصفراء، رغم بلوغه الـ31 عاما، في رياضة تحتاج إلى الكثير من الجهد البدني والذهني العاليين.

ولعل مباراته الأخيرة مع موراي (25 عاما) تؤكد ذلك، رغم العوامل التي لعبت ضده منذ البداية، من كونه يلعب على أرض خصمه وبين جماهيره، وبحضور ممثلين عن العائلة المالكة، ورئيس الوزراء، وخسارته للمجموعة الأولى قبل أن يعود ويكسب المباراة.

ما يميز فيدرر الذي تصدر قائمة أثرى رياضيي عام 2011 بنحو 62 مليون دولار، عدم ركونه لما تحقق له، بل لديه رغبة متقدة دائما في الاستمرار في التألق وتحقيق النجاح تلو الآخر، حيث لم تثنه النهائيات التي خسرها أمام خصومه عن إكمال حلمه في تحطيم الأرقام القياسية، بل زادته إصرارا على النهوض مرة بعد مرة والبدء من جديد، دون الغرق في التفكير حول أسباب الخسائر، بل اللعب دوما للفوز، أو كما صرح لوسائل الإعلام في أكثر من مناسبة «لكي يستمتع».

على النقيض من ذلك نجد أن الكثير من «نجومنا» المحليين عادة ما يتألقون في بداية حياتهم الرياضية، ويستمرون في ذلك حتى تسقط عليهم لعنة العقود المليونية، فتجدهم يكتفون بما جنوه، وسرعان ما يصاحب ذلك تذبذبا وانحدارا في مستوياتهم، وصولا إلى تواجدهم كضيوف دائمين على دكة البدلاء، يكون مصيرهم إما «التنسيق» بمسماه الغليظ أو «الإعارة» في شقها اللطيف.

في ظني أن ما يحتاجه الرياضي السعودي قبل غيره هو إدراك حقيقة مهمة جدا، مفادها أن عمره الافتراضي تحت الأضواء قصير جدا، كونه يصبح غير قادر على الركض الكروي بعد فترة زمنية محددة لن تزيد في أقصاها عن الـ20 عاما، كونه سيبلغ الـ37 عاما كحد أقصى، وهو عمر قد يكون لغير الرياضيين بداية لحياته العملية، لذلك ينبغي على جميع الرياضيين استغلال أي فرصة لتحقيق النجاح دون أن يفكروا في الاكتفاء بما جنوه فنيا أو ماليا، أو أن يركنوا للتمتع بملذاتهم اليومية، فالنجوم المفلسون بعد اعتزالهم أكثر بكثير من أولئك الذين نجحوا في تأمين حياتهم بعد هجر الكرة.. فهل تتغير لدى النجوم قاعدة «اكتفينا بما جنينا» ويستبدلوها بـ«هل من مزيد».

[email protected]