بيع إبراهيموفيتش وتياغو.. فرصة لإعادة تأسيس الميلان

أندريا سكيانكي

TT

«مستحيل» لفظ لا وجود له، فكل شيء وارد الحدوث. وهذا ما حدث مع الميلان، النادي الكبير الذي يملكه سلفيو برلسكوني، الذي اضطر إلى بيع أفضل اللاعبين لتحصيل الأموال. وهذا وارد الحدوث رغم أنه لم يحدث من قبل «على الإطلاق». وهناك أزمة قاتلة، حيث لا يمكن أن يتحمل النادي الرواتب الضخمة لإبراهيموفيتش وتياغو سيلفا. وتؤتي هذه الصفقة المزدوجة، بين تلك الأموال التي يمكن إنفاقها وتحصيلها، ثمارا مربحة للغاية: 170 مليون يورو. ومن أجل مبلغ شبيه بهذا، يمكن تحطيم كلمة «المستحيل»، ومن جانب آخر ينبغي تذكر أن هذا ما حدث بالفعل في عام 2009 عندما تم التنازل عن كاكا إلى ريال مدريد لموازنة ميزانية النادي. وبالتأكيد، يبدو رؤية بطلين، بدلا من الدخول، يرحلان عن ميلانيللو، معسكر تدريب الميلان، غريبا قليلا، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ولم يعد هناك وقت للقيام بصفقات شراء فاخرة. ويُذكر أن المستثمرين العرب الذي يملكون نادي باريس سان جيرمان الفرنسي (وأيضا مانشستر سيتي) يعتبرون خصوما لا يمكن التغلب عليهم على الصعيد المادي.

وتشعر الجماهير، على الرغم من إقرارها باحتواء أسباب الصفقة، بالتشويش. لكن، ماذا الذي يمكن أن يحدث؟ هل يتنازل الميلان بالفعل عن اثنين من لاعبيه الأفذاذ؟ كان قد وعد مالك النادي سلفيو برلسكوني بالاحتفاظ بكل من هذين اللاعبين وكان قد قال غالياني نائب رئيس الميلان منذ فترة قصيرة إنهما لاعبان لا يمكن المساس بهما. ولا يمكنني تصديق ذلك، وعلى العكس فلتصدقوا أنتم، ولتجعلوا منه سببا، أعزائي جمهور الميلان. فليس هناك حفر دون قاع وفي أي قصة، وفي الأجمل منها أيضا، هناك دائما نقطة لا يمكن فيها العودة إلى الوراء. وتشير عملية بيع زلاتان وسيلفا إلى حقيقة ينبغي معها على الجميع، وليس فقط على جماهير الميلان، أن يقوموا بعمل الحسابات؛ حيث لم تعد إيطاليا بلد الأثرياء، وبالتالي كرة القدم الإيطالية. ويتعلق الأمر بالتحقيق بواقعية أكبر في ماهية الطرق الأخرى التي يمكن السير فيها لمواصلة تحقيق الأحلام. وينبغي أن نذكر المتشككين، الذين ينقدون بلا سبب ويشتكون دائما أنه ولا مع إبراهيموفيتش أو تياغو سيلفا وصل الميلان إلى دوري أبطال أوروبا. وليس جيدا أنهما يمكن أن يرحلا عن الفريق، لكن على الأقل ستكون خزينة النادي ممتلئة بالأموال.

ومع ذلك، يمكن أن تمثل النقطة التي لا يمكن العودة منها، والتي يوجد الميلان فيها الآن بداية أيضا. ومن الحقيقي أن هذا البيع يشكل عبئا كبيرا للغاية من الناحية الفنية. وإذا كان من الصحيح أن الميلان سيغيب عنه أهداف إبراهيموفيتش وربما سيواجه خطرا دون المدافع تياغو سيلفا، فمن السليم أيضا أن هذه هي اللحظة المناسبة لعمل مشروع من التجديد. وبعد سنوات تم قضاؤها في التركيز على الاستخدام الآمن والحرس القديم وعلى «الصفقات المجانية»، ينبغي الآن أن تصمم إدارة النادي رسما من أجل المستقبل. ويبدأ ميلان الغد بالفعل من رحيل إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا. وليس فقط لأن جزءا من الأموال التي سيتم اكتسابها سيكون مفيدا في القيام ببعض صفقات التي يستهدفها النادي (مدافع في القلب ورأس حربة)، لكن أيضا لأن هناك إمكانية لإعادة تأسيس كل الفريق. وعلاوة على تياغو وإبراهيموفيتش، رحل غاتوزو ونيستا وإنزاغي وسيدورف وزامبروتا وفان بوميل (الذي ينبغي إضافة رحيل بيرلو منذ عام إليهم). إنها ثورة حقيقية ويتعلق الأمر الآن بإعادة تشييد، منطلقا من الأساس، والحصول على مهارة غير موجودة كثيرا في عالم كرة القدم، وهي الصبر. ولا يمكن توقع كل شيء وعلى الفور، وسيحتاج الميلان إلى الوقت لكي يعود عظيما. والمهم هو أن هذه الصفقة المادية، وليدة الحالة الطارئة، تعد فرصة لمحو الماضي والنظر بقوة وشجاعة إلى المستقبل.